الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
آخِرَ الأركانِ - زاهر حبيب
الساعة 11:04 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

إلى آخِر أُولي العزم من الأحرار
الشهيد الركن/ عدنان الحمادي

_______________________

 

أرَحَلتَ؟! يَنتِعلُ السؤالُ كَياني..
ماذا جرى يا آخِرَ الأركانِ؟!
.
.

ماذا؟! وكيفَ سأرتدي دَمعي وقد
جَفّتْ عيونُ الصبرِ والسلوانِ؟!
.
.

ماذا.. سؤالٌ لم يَزلْ يَغتالُني
ويَصُبُّ زيتَ اللَّومِ في نِيراني
.
.

وأنا أصارعُ في السُّطُورِ خَطيئتي
لا النَّسخُ يشفعُ لي ولا الدِّيواني
.
.

لا حِبرَ يُسعِفُني، ولا بَحرٌ إلى
شكوايَ يُصغي -باسِطَ الأوزانِ-
.
.

عَبَثًا.. سِياطُ البَوحِ تَجلِدُني وما
تدري بأني قد عقدتُ لِساني
.
.

وبأنَّ صَوتَ الحرفِ بَعدَكَ أَخرَسٌ
والشِّعرَ لَوحتُهُ بلا ألوانِ
.
.

فاصفَحْ إذا ساوَمتُ ثَرثَرتي هنا
فالصمتُ سِجني والصدَى سَجّاني
.
.

واغفرْ إذا وافاكَ لَحني حافِيًا
يَحدُوهُ شعبٌ مُثخَنَ الأحزانِ
.
.

يا سِدرةَ الأحرارِ في الوطنِ الذي
أرداهُ حقدُ الأهلِ والجيرانِ
.
.

وطنٌ به شجرُ الكرامة طابَ إذْ
أهدَى جَلالَكَ أكرمَ الأغصانِ
.
.

وطنٌ بنَخوَتكَ استغاثَ فجِئتَهُ
جَبلًا تُفَتّتُ نزوةَ الطوفانِ
.
.

وطنٌ.. أتيتَ وقد عصاهُ جنودُهُ
فأمرتَهم بالعدلِ والإحسانِ
.
.

وأخذتَ تُرسي في ثراهُ مبادئًا
تسمو بها الأرواحُ بالأبدانِ
.
.

لكنهم كَفروا بضَوئكَ بَعدما
مَلأَ الظلامُ قلوبَهم بالرّانِ
.
.

كَفروا لأنكَ شِئْتَها مَدنيَّةً
الكلُّ في مِرآتها سِيّانِ
.
.

كَفروا.. وظلُّوا قُرْبَ نَهرِكَ -كُلَّهم-
يَعِظُونَهُ عن حُرمةِ الجَرَيانِ
.
.

يَلْوونَ -عن آتيكَ- أَلسِنةَ المُنَى
وإليك رَميَتُهم بكُلِّ بيانِ
.
.

هذا "يَساريٌّ" يقولُ، وذاك مِن
أقصى الضلالِ يقولُ: بَل "إخواني"
.
.

بك -كُلَّهم- كادُوا، وقد ولَّوا على
أدبارِهم يومَ التَقى الجَمعانِ
.
.

وبَقيتَ وحدَكَ مُنشِدًا: إنّ الإبا
شعبي، وإنّ المَجدَ مِن أوطاني
.
.

فحصدتَ في المَيدانِ أجرَ دُموعِنا
وأتاكَ مِن خُذلانِهم أجرانِ
.
.

والآن يا عَبقَ الصمودِ تفوحُ في
أقصىَ الخلودِ، جَنَى نِضالِكَ دانِ

.
.
.
.

هم مُوقِنون بأن مِثلَكَ لم يَمُتْ
بل سارَ سَعيًا نحو عُمرٍ ثانِ
.
.

لكننا لمّا نَـعَـوكَ توقَّفتْ
أرضُ ابتسامتِنا عن الدَّوَرانِ

_________
 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص