الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
الخدوش التي تزعق في الجدار - محمد عبدالوكيل جازم
الساعة 14:41 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


دوى الآن صوت ارتطام الكرة الأرضية
على حائط غرفتي
-دوووووووم
جوار كهفي الافتراضي
تطايرت أقدام وحوش
وغزلان بریة
وأرانب عنقودية انشطرت وتشظت..
-أنها الحرب...
كل أموال العالم تغذي قلبها
واطرافها الدامية.


الخدوش التي تزعق في الجدار تبثّ
إلى رأسي كل صریر الفوضى الخلاقة
تسرب -إيضا- شجار صاخب
بين أطفال يتعاركون خفية..
حبست دموعي حین سمعتهم..
كأنهم اخوتي وأبناء عمي قبل سنوات طويلة
اطفال العالم جمیعا یمتلكون نفس الصوت
وكذلك الآباء حین تقشعر اجسادهم
من السجون القذرة.
.......

 

الجدار یمتد..
أمواج جنائزية تتلاطم
ثمة زعیق قردة في غابة مهجورة..
اسمع صراخ أمعائه الجائعة وهي تقرقر
في الثلث الأخیر من اللیل
-ماذا یرید أن یأكل؟
-أطفال القریة..
-لقد أكلهم جمیعا..
والنساء لقد سباهن أيضا.
قبل أیام سمعت
امرأة تعد طعاما - لأبنائها المساكين -
من الحصى والحشائش
لكنهم صمتوا إلى الأبد
نازلوا الجوع حتى استشهدوا
كانت أمهم تطبخ الهواء
بدون إناء
لانهم لایمتلكون سوى قدر من البلاستك
وعود خشبي من بقايا شجرة سدر
نار الألم تفتح السنتها في كل الجنبات
وهناك ماء تتصاعد أبخرته إلى اللاشيء
الجدار مصمت وبارد..
لايسرب شيئا سوى أنين قتلى
قتلى الحرب الناشبة في جدار الأرض المهول

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص