الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
انتصارا للحلم غاليري يصدر أنطولوجيا للقصة القصيرة جدا- يوسف سعدون
الساعة 20:19 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


شكل إصدار غاليري اﻷدب ﻷنطولوجيا غاليري للقصة القصيرة جدا، جيل جديد،حدثا بارزا في الساحة الثقافية بالمغرب نظرا لمساهمتها في ترسيخ هذا الجنس اﻷدبي الحديث...وقبل الحديث عن هذا اﻹصدار واحتفال الغاليريين به بما يليق وعظمة المبادرة، ارتأينا أن نمهد بتقديم عام لمفهوم اﻷنطولوجيا وعلاقته بالمنتوج اﻷدبي عموما والقصة القصيرة جدا على الخصوص.
تعتبر اﻷنطولوجيا مختارات تجميعية انتقائية تتتغيا توثيق نصوص مختارة من جنس إبداعي واحد تمثل شريحة متنوعة لمبدعي هذا الجنس سواء في بلد واحد أو في بلدان متعددة تتوحد في اللغة.ويحيلنا مصطلح اﻷنطولوجيا في القاموس اﻹنجليزي إلى القرن السابع عشر حيث استعملت كلمة Anthology في عملية تصنيف الورود اختيارا وانتقاء وجمعا...وبعد ذلك تمت استعارة هذا المفهوم في القرنين العشرين والواحد والعشرين لتطبيقه على أجناس إبداعبة ومجالات علمية..وقد استهدف هذا المعنى أيضا البعد الفلسفي لمصطلح أنطولوجيا والمتعلق بمفهوم الوجود والبحث عن علله لكي يثبت وجود المبدعين وتدوين سيرهم الذاتية وعطاءهم اﻹبداعي..
وفي ثقافتنا العربية كانت هناك إرهاصات قوية لمفهوم اﻷنطولوجيا حيث يمكن الوقوف عند اﻷصمعيات لﻷصمعي والمفضليات للمفضل الضبي وديوان الحماسة ﻷبي تمام وجمهرة أشعار العرب ﻹبن زيد القرشي وغيرها...

 

وعلاقة بموضوع القصة القصيرة جدا فإننا نسجل قلة الاهتمام بهذا الجنس اﻷدبي مقارنة مع القصة القصيرة وأجناس أدبية أخرى.ويعتبر المغرب رائدا في هذا المجال على المستوى العربي حيث يمكننا الوقوف عند أنطولوجيا القصة القصيرة جدا لجميل حمداوي وعيسى الدودي،في حين يحيلنا اﻹنتاج على المستوى العربي إلى انطولوجيا القصة القصيرة جدا للطاهر الكنيزي والأستاذة سناء بلجور التي اهتمت باﻷنطولوجيا في العالم العربي بصيغة المؤنث...
من هنا تأتي أهمية إصدار أنطولوجيا غاليري اﻷدب للقصة القصيرة جدا-جيل جديد-لكونها تشكل إضافة متميزة تلفت الانتباه مادامت ستساهم في التوثيق لهذا الجنس اﻷدبي، وتعلن ميلاد جيل جديد مجدد من الكتاب اختاروا التحليق في فضاء الغاليري بكتاباتهم المتميزة، وأهمية هذه اﻷنطولوجيا أيضا تكمن في كونها ولدت عبر كتابة رقمية بصفحات غاليري اﻷدب ثم تحولت بفضل إصرار الغاليري وتحديه لكل الصعاب إلى مؤلف ورقي له قيمته اﻷدبية ضمن المنشورات الأخرى.وجديدها (اﻷنطولوجيا)أيضا هو قيمة النصوص وترجمتها إلى الفرنسية واﻹنجليزية وكذلك تضمنها لدراسات نقدية عميقة لهذا الفن.

 

وابتهاجا بهذا المولود الجديد،أصر الغاليريون على اعتباره حدثهم حدث الساحة الثقافية بالمغرب بامتياز، فنظموا له حفلا افتراضيا سيتجسد نظيره في الواقع عند صدور الكتاب...التقوا في عرسهم البهيج وكتبوا بالبنط العريض عبارات الفخر والاعتزاز،وسجلوا دخول أنطولوجيا الغاليري تاريخ الحقل الثقافي من بابه الواسع..هكذا التحموا في فضائهم اﻷزرق الحالم وسط شموع الميلاد وباقات التهنئة واﻷلوان القزحية لﻷضواء والشهب ااصطناعية.،يتصافحون، يتبادلون التهاني ويعانقون بعضهم البعض.هو عرسهم،هو احتفالهم المستحق...
افتتح الحفل بعرض فرسان قلم اﻷنطولوجيا الذي أبدع في تقديمه اﻷديب الوديع وفارس هذا العمل مصطفى لغتيري مذكرا بكون اﻷنطولوجيا تجاور اﻷجيال،هي فعلا كذلك ﻷنها ضمت أجيالا متلاحقة من اﻷقلام.بعد ذلك شدت المبدعة المقتدرة السعدية باحدة أغنية عيد اﻷنطولوجيا فصدحت:

 

جاء العيد بأحلى جديد أنطلوجيا جيل التجديد
بأسماء نقادها تألقت يوسف شرقا ومغربا حميد
حسنة الأخلاق لمت رونقها بجميل إبداعها التليد
تختال حروفنا تزهو بثلاث لغات هذا سبق فريد
العليوي بالمجد حلة ولكنيزي باللؤلؤ رصع الجيد
مصطفى جناح يميـنها ويسارها اسمي السعيـد
عمت الفرحة قلوبنا طوبى لنا ها الخبر المجيد
بأرض الغاليري انبثق الشرار يذيب كل الجليد 
فلنبارك جهدنا وعلى المجد يرقص إبداعنا ويميد.
وبنفس نبرة الشدو ردد المبدع بطالي عبدالحميد:
اعزفْ غاليري سمفونية الجمال
فأنطولوجيا القصة ترقص في دلال
والفرحة تغني النشوة عيدا للأجيال 
فهنيئا للمبدعين مسرّة هذا الاحتفال..

 

وكان لابد من قراءة لغلاف الكتاب حيث أكدت الشاعرة الرقيقة إحسان السباعي أن فسيفساء تبرق في أنطولوجيا ببريق نصوص مبدعيها ومشرفيها ومصمميها وكل من ساهم في نجاحها.وبنفس النبرة ذهبت المتألقة رحيمة بلقاس :لما عزفت الفسيفساء ألحانها،رقصت اﻷنطولوجيا بألوانها...وكان لابد من تعريف يليق بمقام اﻷنطولوجيا حيث قال اﻷستاذ نجيب الخالدي:
يستحق هذا الإنجاز السامق كل مظاهر الاحتفال ، وكل تلاوين الفرح والسعادة، فهو حدث ثقافي مميز ببلادنا، استطاع أن ينسق في وقت قياسي، باقة بهية من حروف يفوح عطرها في جنس القصة القصيرة جدا، عطر لم يبق حبيس الإفتراضي فحسب، بل امتدا مترنحا يرشف نبض الحياة الحقيقية بين دفتي " انطولوجيا غاليري للقصة القصيرة جدا جيل جد " ... هنيييييييييييئا للمشاركين والقراء، هنيييئا لغاليري الأدب وكل المشرفين عليه الذين يستحقون التقدير على هذه المبادرة... باقة ورد للجميع... مزيدا من التألق...كما اعتبر اﻷنطولوجيا اﻷستاذ إدريس أحمد الشريف عودة للتاريخ حين أكد:اﻷنطولوجيا شخصها مبدعو غاليري اﻷدب فعادوا بها من جديد إلى حضن الثقافة والتاريخ..وبحتمية استمرارالتاريخ أكدت المبدعة الوديعة رشيدة خيزيوة أن اﻷنطولوجيا...البداية وللحديث ولﻹبداع بقية عند غاليري اﻷدب...

 

واحتلت أغراض الفخر باﻷنطولوجيا مكانة مهمة في تدخلات المحتفلين حيث اعتبرت المبدعة اليمنية انتصار السري أن حلما جميلا صارحقيقة ضمن نخبة من المبدعين ومن النصوص المتميزة، كما افتخرت بكونها إحدى المشاركات فيها...بذات اﻹيقاع عزف اﻷستاذ عبدالله أمدياز قائلا:اﻷنطولوجيا إبداع جارف قد لا يسعه حيز مهما اتسع..وبنفس نبرة الفخر والزهو أضافت المبدعة سهام اﻷنطري:إذا كان المسرح أبو الفنون،فأنطولوجيا القصة القصيرة جدا بالغاليري هي أمها..واعتبر كثير من اﻷعضاء اﻷنطولوجيا عيدا حيث قالت اﻷستاذة اعتماد أطاع الله : أكتب بماء الورد والياسمين،اليوم عيد الغاليريين.وكذلك بادرت اﻷستاذة سهام اﻷنطري بالتهنئة حين كتبت:مبارك عيدكم أيها الغاليريون،وكل عام وأنتم مبدعون...وذهب اﻷستاذ ادريس أحمد الشريف إلى أن اﻷنطولوجيا تقدم درسا على أكثر من مستوى،فهي تفيض بالنصوص المضيئة الرائعة وفيها تجربة جديرة بالقراءة...واعتبر كثيرون اﻷنطولوجيا ورودا ونسوق ما ذهب إليه اﻷستاذ مصطفى أمزيل حيث قال:الزهر لا يفوح بعبيره إلا إذا حركه هبوب الريح.وعادت المبدعة رحيمة بلقاس لكي تسجل نفس الصورة حين أكدت أن اﻷنطولوجيا شجرة إبداع وارقة،جذورها حروف وغصونها زهور الغاليري بنسمات العطور..وكذلك عزف اﻷستاذ شربك العاقل: اﻷنطولوجيا نسيم الصباح في أيام ربيع غاليري اﻷدب الذي لا ينتهي..
 

وفي قراءة للصعوبات التي واجهت اﻷنطولوجيا ذهب دينامو الغاليري اﻷديب محمد درويش في قراءة عميقة لمراحل إنجازها فقال: لاشيء أجمل من أن تعيش حلما، وتمتطي صهوته مجابها كل المطبات والعراقيل التي تقف حجر عثرة في طريقك لتحقيقه، تشتغل في صمت و نكران للذات، يلوح لك البريق بعيدا، فبس من امل على حدود الرؤية، فتجذف بكل ما أوتيت من قوة ومن عزيمة نحوه، و بعد جهد جهيد تجد نفسك تعانق حلمك القزحي الذي راودك.
ان تقوم بالتنظير لأنطولوجيا القصة القصيرة و أن تمر للتطبيق و القراءة ز التنقيح والتوجيه و التشجيع لتصل في ظرف شهرين إلى مرحلة الطبع، لعمري إنه عمل جبار لا شك ان الدافع إليه هو الحب و الإيمان بالفكرة الهادفة الملتزمة.
و إشاعة لثقافة الاعتراف، نعترف لك بالفضل الأستاذ القدير مصطفى لغتيري، ووالأستاذة الراقية السعدية باحدة، و لكل من ساهم من قريب أو بعيد في تحقيق هذا الحلم الجميل.

 

هو حلمنا جميعا، و إضافة رائعة و نوعية للميدان الأدبي المغربي و العربي و العالمي، فشكرا لكم من القلب...
وبنفس نغمة الشكر نابت المبدعة حسنة أولهاشمي على الجميع في كلمة ختامية قالت فيها:
شكر وتنويه:
سعادتي بالعمل الجماعي القيم والثري، أنطلوجيا القصة القصيرة جد - جيد جديد- تفرض علي تخليد طعم الفرح
الفريد، وأثر هذه السعادة الجميل في باطن الروح، ولوبكلمات قليلة.. بكل فخر أسجل تنويهي بالجهود المتينة والقيمة للمنسق ومدير عام مجموعة غاليري الأدب، رائد سفينة الحلم المرتجى الأستاذ القدير مصطفى لغتيري، مبدع
إنسان ،يبصم عمقه الإنساني بتضحيات لا متناهية لكل من طرق بعشق وجدية باب الإبداع، أديب يقدس رسالة الأدب،
يخلص لأمانة هذا الأخير ولأهدافه حد التعب..وباعتزاز أنوه
كذلك بجهود رئيسة غاليري الأدب الأستاذة القديرة، المبدعة
المجدة المناضلة، الصامدة، المشعة كشمس لا تعرف الأفول،

 

بسمة الإبداع السعدية باحدة..ولا يفوتني في هذه الكلمة القليلة التنويهية أن أصف حبوري بإبداع كل المبدعين المشاركين في هذا الكتاب الجماعي وفي هذا الجنس الأدبي الرائق والمختلف..أنوه أيضا وبحبر يسيل فخرا بجهود الثلة العميقة
من النقاد وأشيد ببصمتهم الفواحة قوة ومعرفة ،وسرا بخبايا جنس أدبي مميز..لكم جميعا ،لإداريي مجموعة غاليري، للمبدعين وللنقاد أقدم شكري وامتناني لما منحتموه من وفاء
وحب وعطاء سخي للأدب قبل كل شيء ولرسالته فوق كل شيء..دمتم للرقي ودام تشبتنا بالحلم الغاليري محفزا لبذل الأكثر والأكبر..هنيئا للجميع وإلى الأمام غاليري.

 

هكذا احتفل الغاليريون ...من حقهم اﻹحتفال بإنجاز أنطولوجيا القصة القصيرة جدا..هو احتفال بطعم اﻹنتصار..من واقع افتراضي أسسوا منبرا ﻹبداعاتهم الراقية فخلقت تراكمات كانت بمثابة جسورهم نحو إصدارات رقمية تحولت فيما بعد إلى ورقية...من عالم افتراضي إلى عالم واقعي باﻹصدار الورقي...بهذا فالغاليريون انتصروا بتضامنهم وسخاء إبداعهم على قلة اﻹمكانيات بروح التحدي..وكم جميل هذا التحدي في هذه الخطوة العملاقة...خطوة اﻷنطولوجيا التي تعيد اﻹعتبار للقصة القصيرة جدا..
منحتموه من وفاء
وحب وعطاء سخي للأدب قبل كل شيء ولرسالته فوق كل شيء..دمتم للرقي ودام تشبتنا بالحلم الغاليري محفزا لبذل الأكثر والأكبر..هنيئا للجميع وإلى الأمام غاليري.
هكذا احتفل الغاليريون ...من حقهم اﻹحتفال بإنجاز أنطولوجيا القصة القصيرة جدا..هو احتفال بطعم الانتصار..من واقع افتراضي أسسوا منبرا ﻹبداعاتهم الراقية فخلقت تراكمات كانت بمثابة جسورهم نحو إصدارات رقمية تحولت فيما بعد إلى ورقية...من عالم افتراضي إلى عالم واقعي باﻹصدار الورقي...بهذا فالغاليريون انتصروا بتضامنهم وسخاء إبداعهم على قلة اﻹمكانيات بروح التحدي..وكم جميل هذا التحدي في هذه الخطوة العملاقة...خطوة اﻷنطولوجيا التي تعيد الاعتبار للقصة القصيرة جدا..

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً