الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
رسالة إلى تُبَعٍ مغدور - زين العابدين الضبيبي
الساعة 10:13 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


وكَبَا الصباحُ فلا يدٌ لتفكَّ
أزرارَ الظلامِ عن الخليقةِ
والورى تعبوا وما ابتدأَ الطريقُ
إلى مآربِهمْ
وتلكَ مطالعُ الأحلامِ غامضةٌ
فلا السبعُ العجافُ رَستْ
ولم تبحرْ بنا سبعٌ سمانُ.
وكبا الصباحُ
تعثرتْ بالفقدِ
حنجرةُ المُغني في محطاتِ الرحيلِ
ولا فمٌ
ليشُدَّ من أَزرِ المواويلِ اليتيمةِ في حناجرنا
ولا شفةٌ نعلِّقُ فوقها الحسراتِ
أو ديكٌ يصيحُ:
"البنُّ" أرَّقهُ انتظارُ القاطفينَ
ونحنُ من منفىً لمنفى
نستهلُّ ضياعنا
ونخيطُ غربتنا
شراعاً للأفولِ
ونستريحُ إلى السُدى
فمتى متى تلدُ الخُطى
درباً ويُسعفها السبيلُ
وكبا الصباحُ فأينَ أنتَ الآنَ؟
قُلْ لي لستَ وحدكَ
فالقبائلُ نارُها انطفأتْ
ولمْ تنبحْ كلابٌ قَطُّ
حينَ تظاهروا بالنومِ
ما خجلوا ....
وتلكَ مآثرُ الأسلافِ
ينهشُ وجهها التترُ الدخيلُ
ويستبيحُ بياضها الليلُ القديمُ
بُيوتُها جُثثٌ
ومعبدُ شمسها جرحٌ ينزُّ
وماؤها دمها
ومأكلُها الأسى النابي
ومسكنُها العويلُ.
أكبا صباحكَ أم تقلدكَ الذهولُ؟
وجمرُ حدسكَ هل غفا؟
هذا أوانُ القطفِ 
و " الأبناءُ " 
يأتمرونَ عند البابِ
أينعتِ الخناجرُ حولَ صدركَ
لستَ بالأعمى لتلدغَ مرةً أخرى
انتبهْ! فأصابعُ " الفيروزُ "
تُضِمرُ سُمَّها
طالَ المنامُ وأنتَ قشتنا
الأخيرةُ في معادلةِ الخلاصِ 
وأنتَ سيفٌ لا يضلُّ ولا يميلُ.
أكبا صباحكَ أمْ دنا؟ 
ليقولَ للأرضِ : اثبتي 
والبنِ والرمانِ 
إنَّ الضوءَ موعدنا 
وإنْ ضلَّ الطريقُ إلى جوارحنا
وإنْ سَكِرَتْ بنا الظلماتُ
وانتخبَ الشتاتُ دُرُوبَنا
الحُبلى بما يعدُ النهارُ 
وجفتِ الأعمارُ
أو وقفوا على الأبوابِ
أبناءُ الجحيمْ.

....

30 ديسمبر 2018م

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص