الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أرواح على عاتق الموت - عبدالعظيم جازم الصلوي
الساعة 11:28 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


 

عندما أحس بالنعاس راحت هستيرية الحياة تشله، جنونيٌّ بدا كل شيء أمامه، مشوشاً وتوالت الكوابيس لم تكن لديه أية طريقة لإيقافها ليحافظ على نبضات القلب المرتجفة مع كل صورة تمر أمامه!  يا للصوت الأجش الذي كان يأتي من بين الصور وشقوق النوافذ واهتزازات العضلات وقشعريرة الشعر للأعلى كان يمضي كنبات القمح في قاع أرض خصبة .
لاشك أن أحدًا أصابني بنظرة شريرة كان يجب عليَّ أن أسمع كل شيء بالتفصيل ليس لأني  في حالة ارتياح جسماني روحي ولكن لأعرف ماذا يريد مني هولاء الأشرار.
آه ليتني لم أكتف بأن أنهض مفزوعاً ياليت كان الأمر بيدي.
آه ما أقسي أن تعيش مع الأروح الشريرة مبتهجاً في اللحظة التي تحس بالنعاس وعدم الحركة كمشلول كما أنا في سيري باتجاه العكس.
ممتدًا على الأرض أشعر بترنح الوقوف كنت مستغربا لأنى لم أشعر بهذا من قبل ماذا لو كنت واقفا؟ 
لا جدوى مما هم عليه الآن إنهم في حالة من الإضطراب مع عملائهم  لن ينفعهم كل توسلاتهم وتقديسهم المزيف لم يكملو ال 30، علامات واضحة على خدودهم الوردية، شديديّ البياض ماذا لو أصبحوا دائمًا بهذا الشكل؟. لقد واجهوا ضربة عنيفة ليست كسابقتها التي كانت مليئة بالطبع 
لاشك أنهما لأول مرة يجتمعان فكرياً وعقائدياً كان عليَّ أن أجيب مختصراً لا أعرف حينها هل كنت متكئاً في المكان الذي اعتدته منذُ أربع سنوات على صندوق خشبي فيه ممتلكاتى من الكتب وخاتم فضي أهدي لي يوم تخرجي أراه كما لو لم أر شيئًا مميزًا من قبل. في البداية كنت منذهلاً لا شك أيضًا أن وجوههم كانت عابسة كما لو أنني أحس أني فريستهما  كانوا يسارعون إلى طرق الباب الذي تنبثق منه رائحة مقبرة فتح لهم الباب رجلٌ يرتدي الزي الرسمي همس لهما، أهلَّ بشعره كان همسه مثيرًا للاستغراب، شجّ بطريقة مخيفة كمدمني الكحول ورائحه الفورمالين، همس بأقصي ما يستطيع كل الصناديق التي بجانبة مكتظة بالموتى المجلوبين لبيعهم للمشارح. كان الفاصل بينى وبينهم زقاق مقفول بباب حديدي. كان العدد المطلوب أكبر مما هو في المخزن بما فيه من مبردات.. هم يدركون تماما ما يفعلون الأكبر يرشد فكريًّا، والآخر دينيًّا عندما يظهران على باب غرفتي يعلمان تماما أنني لم أقتنع، كيف قد أكون تكملت العدد في منتهى السهولة يقنعونني في هذه اللحظة بالذات لأننى سمعت كل الهمسات المبحوحة، وزفرات الاستنكار من الرجل، لقد أخذتم كل النقود لعدد محدد، أنتما لم تلتزما، العدد نقص واحدًا وتكملت العدد، حي متكئ بأريحية، أما أنا فمن المستحيل بقائي هنا لم يكن هناك أي طرف، أو بارقة أمل لاستبدال التفكير بهدوء، خير قرار.
آه يا الله إنهم من جلدي كانت نفسيتي وعيناي ناحية الباب تأبى النفس أن تخرج لأكون تكملة الـ30، وتأبي العين أن ترفض رؤيتهم، ويأبى القلب أن يهدأ من دقاته.. كانا يدوران حولي دون أن يخبراني بشيء.. يضحكان بوجع.. ينامان بأسىً شديد أحدهم: نقتله والآخر نقفل الباب ونتركه حتى ينام وننقض عليه خنقاً.
أوغاد لم لا تخلصون عملكم ها أنا ذا بين أيديكم، لم لم يكلفوا معكم أحد المتمرنين، أو يستعينوا بعصابة ما دام الأمر غير شرعي، أشعر بأنكم في حالة استقصاء. صحيح الإستقصاء ضروريّ لكن يجب أن تحسنوا الاختيار.. رءوسكم التي لم تحافضوا على رفعها تحت وطأة التجار ولا ينبغي أن تكونوا تجار المستقبل. لسوء حظنا إننا مضطهدون منهم وخاصة أن الرجل رقم 30 ما زال موجوداً.. بعد شدة اليأس إثر ارتطامهم بأفكاري ونباهتي لا أعرف أين اختفيت؟. عندئذٍ قال المتدين لقد اختفي المال أيضاً!.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص