السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن ………..والقلم
الباقي ابدا في نفوسنا … - عبد الرحمن بجاش
الساعة 10:46 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




السبت 1 ديسمبر 2018
 

رحل ذلك الرجل أخيرا بعد رحلة طويلة كان فيها نعم الرجل ، نعم الشيخ إذا نظرنا إلى المشيخه كفعل أخلاقي وممارسة إنسانية سامية ...
رحل بعد أن ترك بصمته الإنسانية في أكثرمن جيب كريم ...رحل ويده اليسرى لاتدري ماتنفق يمناه ، وهنا يتجلى الإنسان في أروع صورة فيها من السمو سماوات زرقاء لاحدود لنبلها والقها الإنساني العميق كالدرر والجواهر تسكن أعماق البحار ...الطيبة والكرم والرجولة بمعناها الشجاع تسكن أيضا الانفس العالية الهمة ….
عبد الباقي مغلس (( أبي)) - ظل ذلك شعوري تجاهه طوال حياته - كان شيخا بمعنى العلو ، وساميا بمعنى اليد الكريمة التي لاترد صاحب حاجة ، وشهما شجاعا إلى درجة انه كان يتولى أمرالمغتربين حوله في السعودية لا يخذل محتاج ولا يترك مظلوما ، ومترفعا إلى درجة الرجولة الحقة ، ووراءه ارث أسرة تحمل من النبل أجمل ما فيه …. إستغربت أحدهم يسأل : وما دخل بجاش يستقبل المعزين ؟ فلم أجد الجواب الذي يكون بمقاس سؤاله الرديئ !!!!!...

هل سمعتم عن بيت مغلس ، يكون أقرب عنوان لهم الخال علي مغلس ، وبشرحمود حسان مغلس وقبلهما الشيخ الكبيرمحمد عبد الله مغلس ، والشيخ سلطان عبد الله مغلس والشيخ عبد العزيز محمد طارش مغلس ، والشيخ محمد عبد القادرمحمد طارش مغلس ….و كيف لي ان انسى الشيخ عبد الباري محمد عبد الله مغلس أكرم نفس هو ومجاهد أحمد عباس صنو عبد الباقي في الشجاعة وعلو النفس ، لن انسى مجاهد ما حييت ، لن تنساه تعز وطلبتها من كانوا ينتظرون قدومه من عدن بالمصروف ، وفي النهاية مات كرامة وعزة نفس ……

علمني مجاهد درسا هاما في حياتي اثرموقف في الحديدة لمن كنت اعتبره هامة عاليه فاذا هو سائلة جافة ، قال مجاهد : مو نعمل ياعبد - بضم العين - بعضهم تكون تحاول ترفعه معك إلى السماء ، يقلك لا خليني بين المياه الوسخة …..

يترجل بعض الناس ويترك رائحة ازكى العطور في النفوس ، ويذهب آخرون لاتدري بعدهم سوى الغبار….
النموذج البطل موجود في كل زمان ومكان ، عبد الباقي مغلس من كان لا يلتفت إلى المشيخ إلا إذا كان فعل شجاعة وكرم وشهامة …..
قيل لعبد الله الكباري ياعبد الله سامح الشيخ عبد الباقي ، قال الرجل بحزن يستوطن ملامح وجهه : يسامحنا هو ، فنحن المقصرين ، اما هو فلم يقصرفي حق أحد ….
حاتم ابو حاتم القيادي الناصري المعروف كلما يلتقيني يسألني عنه ويضيف إلى السؤال : لم يكن هناك احدا بشهامة عبد الباقي، وشهامته لم تقتصرعلى اصحاب البلاد ، فلو نادى المنادي : يا قوم من منكم يعرف عبد الباقي مغلس؟ لهب نصف الشارع يقول : أنا ونحن ….
عاد الرجل من السعودية يملأجيبه كرامه وعزة نفس ، فقد صرف كل مافي الجيب للمحتاج ولمن يحملون بين أضلعهم عزة نفس وعلو خلق ، فعاش في بيت الايجار ، وظل يحفرالطين بحثا عن الرزق الكريم ، لم يمد يده حتى لمن له عليهم جميل أو معروف ، لم تغب الضحكة المجلجلة عن وجهه مطلقا ، وإذا قول ياخال من أين تأتي بالاخبارالمبهجة التي لا اسمعها إلا منك كان ذلك إبان حرب الخليج الأولى يضحك كالرعد : يوليد من وكالة انباء بلغاريا، فاظل أياما ابحث ولا اجدها ، اجدها في عالمه فقط …

من العام 2003 قررالفارس أن يترجل ، ولخمسة عشرعاما ظل على الفراش، كلما تدنومنه يطيل النظرإلى وجهك ، فينفجرسريعا ، وحدها ام عماد تدري هل يضحك أو يبكي ، وأم عماد وجهاد رحمه الله وهذا النظيف نفسا زياد ، هي حكاية لوحدها في الوفاء والرعاية طوال عمرالرجل الرجل ، فبابها بكرم لاتعرفه سوى بيت مغلس ظل مفتوحا لايرد سائلا ولا محتاجا …..هي الام الرؤوم للجميع وأنا أعتبرها امي أيضا منذان وعيت من هم بيت مغلس ….لأم عماد شكرنا وتقديرنا واحترامنا ليس لأنها رعت ابو الاولاد فقط فذلك كما تقول بطيبة الأرض الخضراء : (( واجبي )) ،لأنها الأرض الخيرة التي انتجت سنابل محاجين وذرة ...سنشيد لها في كل نفس عرفتها تمثالا من الاحترام أطال الله في عمرها …..ولعماد كلمة تقديراذ رعى والده بكل ما اوتي خلق …..

لايهمني من لن يفهم فحزني على الشيخ عبد الباقي الخال العزيزلا تكفيه السماوات والأرض ، للقيم التي ستظل في انفسنا كاهرامات الجيزة لاتهتز ولاتبلى ، بل تحكي عن رجل باق في أعماقنا لقيمه وليس لمشيخته التي ترسخت في عقول الناس تجبرا وقهرا ، لكنها كانت في بيت مغلس وتظل قيما إنسانية جميلة تعطي مدلولا آخر للانفس العالية ، من سينسى بيت الشيخ حزام محمد عبد الله مغلس مفتوحا على مصراعيه لكل من يمر في تعز، ماذا اقول للنفوس الصغيرة في هذا المقام ، لاتستحق حتى أن يشارإليها…..
لله الأمرمن قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً