- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
لم تكن الطفلة اليمنية أمل حسين التي أثارت صورتها “ذات الملامح الهزيلة” ضجة بالعالم، قبل وفاتها بسبب الجوع والمرض، مطلع الشهر الحالي، إلا نموذجاً لملايين الأطفال اليمنيين الذين يقاسون معاناة الحرب المستمرة منذ 4 سنوات.
ففي الوقت الذي يحتفل العالم فيه باليوم العالمي للطفل، وذكرى صدور اتفاقية حقوق الطفل التي اعتمدتها الأمم المتحدة في 20 نوفمبر 1989، تتوالى القصص المأساوية، لآلاف الأطفال اليمنيين الذين يقاسون شتى أنواع المعاناة وصنوف الانتهاكات، من التعرض للقتل والتعذيب، والحرمان من أبسط مقومات الحياة الرئيسية من طعام وماء، ليصل الأمر إلى استغلال الأطفال كدروع بشرية، وإجبارهم على حمل السلاح.
جحيم الحرب
ويعيش أطفال اليمن في جحيم الحرب والمجاعة والمرض، في ظل انعدام الأمن الغذائي، وانهيار النظام الصحي في البلاد، لتقضي هذه الأوضاع على طفل يمني كل 10 دقائق، حسب مسؤول في منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف.
وكشف المدير الإقليمي “لليونيسف” غييرت كابيلاير، خلال كلمة ألقاها الأحد الماضي، في العاصمة الأردنية عمان، عن موت طفل كل 10 دقائق في اليمن، بسبب أمراض يمكن علاجها بسهولة.
وأشار إلى أن 30 ألف طفل يموتون كل عام، ويلعب سوء التغذية دوراً أساسياً في موتهم.
وقال كابيلاير: “هناك 1.8 مليون طفل يعاني سنوياً من سوء التغذية في اليمن، و40 ألف طفل يعانون من حالات سوء تغذية تهدد حياتهم كل يوم”.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس الأول الثلاثاء، أن أكثر من 11 مليون طفل في اليمن بحاجة إلى مساعدة إنسانية، جراء الحرب الدائرة في البلاد، جاء ذلك في تغريدة نشرتها المنظمة في صفحة مكتبها باليمن على “تويتر”، بمناسبة اليوم العالمي للطفل.
وقالت المنظمة إن أكثر من 11 مليون طفل يمني، الذين يشكلون 80% من أطفال البلاد، يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، موضحة أن أطفال اليمن يتحملون العبء الأكبر لأكثر من 3 سنوات ونصف من الصراع المدمر.
أطفال آخرون يقضون بشكل يومي في الحرب المستعرة المستمرة، إما بالقصف العشوائي على المنازل والأحياء السكنية، أو بسبب الألغام التي يزرعها الحوثيون في المناطق التي يسيطرون عليها.
ورصدت وزارة حقوق الإنسان قتل 1500 طفل يمني وأكثر من 4000 مصاب، منذ مارس 2015 حتى أبريل 2018.
وذكر وكيل وزارة حقوق الإنسان نبيل عبدالحفيظ، في تصريح خاص لـ”المشاهد”، أن الطفولة في اليمن تعيش أصعب أوضاعها على مستوى العالم، وذلك من عدة نواحٍ، ابتداء بالجانب الصحي، ووصول اليمن إلى المرتبة الأولى من حيث سوء التغذية لدى الأطفال، وخصوصاً من سن الولادة إلى عمر 5 سنوات، ما يتسبب في وفاة كثير من الأطفال بشكل يومي، نتيجة ضعف الرعاية الصحية، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث تتفاقم الأوضاع بشكل مخيف في تلك المناطق، بسبب عدم اهتمام الحوثيين بتلك القضايا، حسب قوله.
طفل يمني ونظرة حيرة للمستقبل
مستقبل قاتم
مستقبل الأطفال أيضاً أصبح مهدداً بسبب تراجع مستوى التعليم، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، حسب وكيل وزارة حقوق الإنسان عبدالحفيظ، الذي قال “إن التعليم الحكومي تعرض لحملة تشويه كبيرة من قبل الحوثيين، من خلال زرع الأفكار الطائفية داخل المناهج الدراسية في مناطق سيطرتهم، وتدميرهم لقيم الانضباط، وإتاحة الغش في المدارس، ليصبح الحصول على الشهادات التعليمية سهلاً وبدون أي امتحان”.
وقد اضطر أعداد كبيرة من الأطفال في اليمن لترك الدراسة منذ تصاعد النزاع في البلاد، لأسباب عديدة، حيث أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، مطلع العام الحالي، أن عدد الأطفال المحرومين من التعليم في اليمن تجاوز المليوني طفل، مع تزايد عمليات التجنيد في صفوف الأطفال.
وأضافت المنظمة، في إعلانها على لسان ممثلتها في اليمن ميريتشل ريلانو، لوسائل الإعلام، أن جيلاً كاملاً من أطفال اليمن يواجه مستقبلاً قاتماً بسبب عدم القدرة على الحصول على التعليم، وأن هناك نحو 4.5 مليون طفل معرضون لخطر فقدان التعليم تماماً في اليمن، بسبب عدم حصول المعلمين في مناطق سيطرة الحوثيين على رواتبهم منذ أكثر من عامين، في خضم أزمة صنفت رسمياً الأسوأ عالمياً.
تجنيد إجباري
التجنيد الإجباري واستخدام الأطفال كوقود للحرب ودروعاً بشرية، أسباب أخرى أدت إلى مقتل آلاف الأطفال اليمنيين، في جرائم جسيمة ترتكب بحق الطفولة.
وزير حقوق الإنسان الدكتور محمد عسكر، قال في صفحته على “تويتر”: “يحتفل العالم باليوم العالمي للطفل للتأكيد على حقوقه الأساسية، في الصحة والتعليم، ونحن نعاني من جريمة تجنيد الأطفال التي يرتكبها الحوثيون بشكل غير مسبوق”، مؤكداً أن الإحصاءات تشير إلى وجود حوالي 20 ألف طفل مجند في صفوف الحوثيين، كما رصد تحالف رصد الحقوقي تجنيد الحوثيين 1200 طفل خلال عام وربع، محذراً من أن تلك الانتهاكات تنذر بجيلٍ كامل يكبر ولا يعرف إلا مشاهد العنف والقتل والخراب.
وإزاء ذلك، تسعى عدد من المنظمات والمراكز الإنسانية والإغاثية، بالتعاون مع الحكومة، إلى إعادة تأهيل الأطفال المجندين، حيث بلغ عدد الأطفال ممن أعيد تأهيلهم من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، 241 طفلاً، ضمن خطة المركز التي تستهدف إعادة تأهيل 2000 طفل مجند في اليمن.
ويخضع الأطفال المستهدفون لبرنامج نفسي واجتماعي يهدف إلى تخليصهم من آثار الزج بهم في معارك القتال، وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية عبر التعلم باللعب والرسم وممارسة أنواع الرياضات، إضافة إلى تقديم برنامج ترفيهي ورحلات خارجية لهم.
وضع سيئ
طفلة من تعز اثناء وقوع قصف علي الحي الذى تسكن فيه اسرتها
ورغم كل الجهود التي تبذلها المنظمات الإنسانية والإغاثية، إلا أن اليمنيين يسمعون جعجعتها ولا يرون طحينها، وقد وقعت بعضها أسيرة ضغط الحوثيين بتوظيف عدد كبير منهم داخل مكاتبها، الأمر الذي انعكس سلباً على رعاية الطفولة، حسب تصريح وكيل وزارة حقوق الإنسان نبيل عبدالحفيظ، حيث دعا المنظمات الدولية إلى بذل جهد حقيقي يوازي الكارثة الإنسانية التي تمر بها البلاد.
الناشطة الحقوقية الدكتورة رائدة الذبحاني، في تصريح ”، قالت إن الطفل اليمني يفتقر إلى الطفولة البريئة والجميلة بكل مقاييسها، وذلك بفقده التعليم والصحة والحياة الإنسانية الكريمة، مضيفة أن أعداداً كبيرة من الأطفال اليمنيين قتلوا برصاص وقذائف الحرب الظالمة، وآخرين أخذوا إلى ساحات القتال.
وأضافت الدكتورة الذبحاني: “لا يوجد سبيل لإنقاذ الطفل اليمني إلا بإحلال السلام على الأرض، وإنهاء الحرب ليعيش الطفل بسلام”، داعية إلى ضرورة إيجاد حلول عاجلة ليتمكن الأطفال من العودة إلى مدارسهم، ويعيشوا حياة الاستقرار، مع الاهتمام بصحتهم، وتوفير أهم مقومات الحياة لهم.
وتعاني اليمن، منذ نحو 4 سنوات، من حرب بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي من جهة، والحوثيين الذين يسيطرون على محافظات بينها العاصمة صنعاء، منذ 2014، من جهة أخرى. وخلفت الحرب المستمرة أوضاعاً معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم سكان البلاد بحاجة إلى مساعدات إنسانية، في مقدمتهم الأطفال.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر