الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
دَمٌ يَضْحَكْ - محمَّد المهدِّي
الساعة 17:45 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


 

 

أَفْزَعْتَ فِيْ الرِّحْلَةِ المِصْبَاحَ.. سَلْ نَبْحَكْ 
كَمْ صَارَ سِرْبُ المَرَايَا يَشْتَكِيْ ذَبْحَكْ

أَوْجَعْتَ -أَيْضًا- هُدُوْءَ النَّهْرِ.. 
كَيْفَ لَهُ أَنْ لا يَضِيْقَ 
وَقَدْ أَلْقَمْتَهُ مِلْحَكْ!

وَصِرْتَ تَرْكُضُ فِيْ خُسْرَانِ أَزْمِنَةٍ 
وَمِنْ حُطَامِ بِلادٍ 
تَبْتَغِيْ رِبْحَكْ

وَمَرَّ دَهْرٌ بِلا جِدِّيَّةٍ، 
وَبَدَتْ بَرَازِخٌ لا يُجَارِيْ حَالُهَا مُزْحَكْ

حَتَّى تَقَوَّسَ ظَهْرُ الحَشْرِ، 
فَانْكَسَرَتْ عَصَا المُسَافِرِ، 
وَابْتَعْتَ الخُطَى سَفْحَكْ

فَلا المَحَطَّاتُ حَطَّتْ عَنْكَ أَسْئلَةً 
وَلا حُفَاةُ المَنَافِيْ 
ضَمَّدُوْا نَزْحَكْ

أَثْقَلْتَ صَمْتَ الدُّجَى بِالانْتِظَارِ عَلَى 
جَمْرِ الغِيَابِ المُدَوِّيْ، 
فَاحْتَرِمْ جُنْحَكْ

لَوْ كُنْتَ أَمْعَنْتَ 
فِيْ المِيْعَادِ ثَانِيَةً 
كُنْتَ اتَّضَحْتَ وَأَوْرَثْتَ المَدَى لَمْحَكْ

عَلَّقْتَ فِيْ جدْوْلِ التَّقْوِيْمِ 
كُلَّ جِدَارٍ يَهْدِمُ الوَقْتَ.. 
مَنْ ذَا يَبْتَنِيْ صُبْحَكْ!

سَبَّابَةُ المُنْتَهَى أَنْهَتْ مُهِمَّتَهَا 
وَيْحَ الَّتِيْ فَقَأَتْ عَيْنَيْكَ، بَلْ وَيْحَكْ

مَا ضَرّ قَلْبكَ، 
وَالمَعْنَى يُحِيْطُ بِهِ فِيْ سَاعَةِ الخَيْلِ، 
لَوْ لَمْ يَحْتَكِرْ ضَبْحَكْ

مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ، كَوَّمْتُ الجِهَاتِ، 
وَفِيْ جَيْبِيْ السَّمَاوَاتُ، مَا لِيْ لا أَرَى سَبْحَكْ!

خَبَّأتُ عَنْكَ السِّرَاطَ المُسْتَقِيْمَ، 
فَلَمْ تَسْأَلْ عَنِ البَابِ.. 
حَاوِلْ -أَوَّلاً- فَتْحَكْ

إِلَى اللِّقَاءِ.. 
انْتَظِرْنِيْ عِنْدَ خَابِيَةٍ 
فِيْ عَيْنِهَا حَائطُ المَبْكَى دَمٌ يَضْحَكْ

إِلَى اللِّقَاءِ.. وَقَدْ لا نَلْتَقِيْ أَبَدًا 
وَدَاعَةُ الدَّرْبِ: دَعْ قَلْبِيْ وَخُذْ جُرْحَكْ

٨-٤-٢٠١٧م 
____________ـ 
 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص