الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أفورقي يتعهد حل الخلافات مع اثيوبيا خلال زيارة تاريخية إلى أديس أبابا
الرئيس الاريتري ايسايس افورقي في اثيوبيا
الساعة 04:10 (الرأي برس - وكالات)

تعهد الرئيس الاريتري ايسايس افورقي السبت حل الخلافات مع اثيوبيا خلال زيارة تاريخية الى هذا البلد هدفها توطيد السلام بعد أقل من اسبوع على إعلان الدولتين انتهاء نزاع استمر عقدين من الزمن.

ووصل افورقي إلى اديس أبابا بعد خمسة أيام فقط على زيارة لرئيس الوزراء الاثيوبي ابيي أحمد إلى اريتريا في اطار عملية سلام تهدف إلى انهاء سنوات من العداء والنزاع بين الجارتين التين كانتا تشكلان دولة واحدة.

وتبادل ابيي وايسايس العناق في غداء رسمي السبت حيث قال الزعيم الاثيوبي ان نظيره “يحظى بمحبة واحترام الشعب الاثيوبي الذي يفتقده”.

من جهته، قال ايسايس أمام نخب سياسية وثقافية اجتمعت في قصر تم تشييده خلال الحقبة الامبراطورية الاثيوبية “لم نعد شعبا في دولتين. نحن شعب واحد. سنمضي قدما معا”.

كان ابيي في استقبال افورقي في المطار وعزفت ثلاث فرق الموسيقى لدى مرورهما على السجاد الاحمر وادى راقصون رقصات تقليدية.

واصطف الاف الاثيوبيين على طريق المطار الرئيسي رافعين سعف النخيل مرتدين وشاحات بيضاء، فيما رفرفت الاعلام الاثيوبية والاريترية جنبا إلى جانب في شوارع العاصمة.

وكتب مدير مكتب ابيي فيتسوم اريغا على تويتر “اهلا بك في بلادك سيدي الرئيس ايسايس″.

ورفعت لافتات وصور للرجلين اللذين وقعا الاثنين بيانا مشتركا يعلن انتهاء حالة الحرب.

كانت اريتريا، تشكل الجزء الساحلي من اثيوبيا بمرفأيها عصب ومصوع. واعلنت استقلالها في العام 1993 إثر طرد القوات الاثيوبية من اراضيها في 1991 بعد حرب استمرت ثلاثة عقود. ومذاك اصبحت اثيوبيا البالغ عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة بلدا من دون منفذ بحري، ما دفعها إلى استخدام مرفأ جيبوتي.

ولم تظهر الدولتان بوادر تقارب منذ التوقيع عام 2000 على اتفاقية سلام في الجزائر بعد نزاع ادى الى مقتل 80 الف شخص قبل ان يتحول الى حرب باردة.

اصلاح العلاقات
يقول المحللون إن التقارب السريع والمذهل لم يكن ممكنا إلا بوصول أبيي إلى منصبه في نيسان/ ابريل.

وفي اطار اصلاح العلاقات اعلن ابيي التزامه بقرار اصدرته في 2002 لجنة تدعمها الامم المتحدة حول ترسيم الحدود بين البلدين واعادة منطقة حدودية إلى اريتريا، ضمنها بلدة بادمي.

ثم قام بزيارة تاريخية الى اريتريا اعلن خلالها الزعيمان اعادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية المقطوعة، ما يعود بفوائد جمة للدولتين ومنطقة القرن الافريقي التي ترزح تحت الفقر واعمال العنف.

كما أعيد العمل بالاتصالات الهاتفية بين البلدين للمرة الأولى منذ عقدين، على أن تستأنف الرحلات الجوية بينهما الاربعاء.

وكتب وزير الاعلام الاريتري يماني جبر مسكيل على تويتر بعد وصول افورقي “كيف يستطيع المرء أن يجد الكلمات المناسبة لوصف كثافة المشاعر الشعبية التي استحوذت على كلا البلدين، وعمق واهمية التغيرات الواعدة الجارية في المنطقة”.

وذكرت هيئة الاذاعة الاثيوبية الرسمية أن زيارة افورقي ستستمر ثلاثة ايام سيتم خلالها اعادة فتح السفارة الاريترية ويقوم الوفد المرافق بزيارة مجمع صناعي، ضمن برنامج يؤكد اهمية استعادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية.
وسيقام عشاء رسمي على شرفه الأحد.

حافز للتغيير
واثيوبيا واريتريا من افقر البلدان الافريقية. لكن اثيوبيا حققت نموا اقتصاديا فاق 10% في السنوات الأخيرة، وهي تسعى الى خيارات اكبر لوارداتها وصادراتها عبر مرافئ في الصومال واريتريا.

أما اريتريا فيحكمها افورقي منذ العام 1993 وتعد من البلدان الأكثر عزلة وقمعا في العالم، وهي تبرر سجن معارضين والتجنيد الالزامي إلى ما لا نهاية بضرورة الدفاع عن النفس في مواجهة اثيوبيا، وهو ما اعتبرته الامم المتحدة أشبه بالعبودية.

واعتبرت منظمة العفو الدولية السبت ان السلام الجديد يجب ان يكون حافزا للتغيير في اريتريا حيث الاف الاشخاص ومنهم نشطاء حقوقيون وسياسيون معارضون “يقبعون في مراكز اعتقال لمجرد تعبيرهم عن آرائهم”.

وقال سيف مغنغو نائب مدير المنظمة عن المنطقة “ان انتهاء العداء مع اثيوبيا لحظة فرح للاريتريين لكن يجب ان يعقبها اصلاحات ملموسة تحدث فرقا حقيقيا في حياة الناس وانهاء عقود من القمع في البلاد”.

وتابع في بيان أن اريتريا هي أكبر سجن للصحافيين في القارة، وان وسيلة الاعلام المستقلة الاخيرة لديها اغلقت قبل 17 عاما.

ودعت منظمة العفو الدولية ايضا الى انهاء التجنيد الاجباري الذي يعد سببا رئيسيا لمغادرة مئات آلاف الاريتريين بلادهم.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص