الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
سـهرةٌ فـي عـزاء مـيتٍ لـم يـكتمل - رمزي الواحدي
الساعة 07:26 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


 

 

عـلى الـنارِ مـاذا كنتَ يا ليلُ فاعلا؟
تـــحــنّ لآتٍ أم تـــــودعُ راحــــلا

أظـنك ريـحاً مـرَّ فـي الـناي صدفةً
فـكان بـما أشـجى من الحزنِ جاهلا

أظـنك طـيشَ الـنردِ ، مـازلتُ حائراً
ومــازالَ ذاك الـنردُ لـلطيشِ عـاقلا

يـدُ الـنردِ ترمي بالذي قد رمى بهِا
ومــا الـفوزُ إلا خـدعةٌ كـي تـحاولا

تــمـدُّ طـريـقاً مــن دخــانٍ لـنـبتةٍ
وتـنسابُ في يمنى الشغوفِ جدائلا

وخـلـفَ بـريقِ الـحلمِ يـبكي رمـادُهُ
تـفـاصيلَ ذكــرىً بـرعـمتهُ مـشاتلا

ومــا كــان ذاك الـضـوءُ إلا خـرافةٌ
تـعلمَ أن يمشي عليها الأسى إلى..

ومـا كان ذاك الصوتُ إلا فتىٍ مشى
وعـادَ ، ومـازال الـدجى فـيهِ مـاثلا

ومـــا كــانـتِ الـنـيرانُ إلا خـيـالُهُ
لـمـن جــاءَ أغـصـاناً وطــارَ بـلابلا

وحـيـدٌ بـمـا يـكفي لـتجميعِ نـفسهِ
بــخـاراً لـيـأتي كـالـسحابةِ سـائـلا

وثـــمَّ جــنـودٌ يـحـمـلون هـتـافهم
أراك لـطـفلٍ فــوق جـنـبيك حـاملا

جـنودٌ لـمن؟ مـوتى لمن؟ يا حدائقاً
يــرودُهـا مــجـدُ الـغـبا أن تـقـاتلا

ومــا كـانـتِ الأوطــانُ إلا رجـالُـها
بـدونِ رجـالٍ كـلُّ هـذا الـثرى بلا..

مـراهـقةٌ هــذي الـحكايا وبـائعُ ال
مـحـابرِ يـسـتوفي ضـحـاياهُ آجــلا

جــمـوحُ سـكـاكينٍ بــدونِ حــدادةٍ
عـلـى جـثـةٍ تـيـهاً تـسـيلُ زوامـلا

تــعـودُ صـنـاديقاً وتـتـركُ بـعـضها
عـلى الـجبهةِ الـعرجاءِ مـنها دماملا

كـما يـعْلقُ الـدُّخَّانِ فـي رئـة الهوا
غدٌ ساعلٌ لو لم يصــادف مــشاعلا

كـظلَّين حـولَ الـنارِ يـا لـيلُ من انا
غـدا الإسـم فـخّاً قال ما لستُ قائلا

عــزاءٌ عـزائي فـيه مـا عـاشَ قـبلهُ
ولــم يـلقَ مـمّا شـابَ فـيهِ مـقابلا

كـرمـلٍ يـغـنّي لـلـسرابِ انـتـظارهُ
ويــنـدبُ مــوالُ الأخـيـرِ الأوائــلا

ويـخـرجُ مــن سـجـنٍ لـيدخلَ مـثلهُ
ويـحني متى ما صادفَ الكرهَ كاهلا

لــه قـحـطهُ الـجلادُ فـي كـلِّ وردةٍ
إلـى أن يـلوحَ الـشوكُ جـاءتهُ وابـلا

لـه جـدّْ طفلٍ في يديهِ ((سفنحةٌ ))
يـريـدُ بـها أنْ يـرجعَ الـبحرَ سـاحلا

ويـبكي حـصىً يـبكي جموعاً تلوّنتْ
ويـعوي عـلى ظـهرِ الطريقِ مراحلا

يـسـلي بـأيـامِ الـمعاقينَ سـيرهُ ال
كـسـيحَ ويـلـوي أيـنما خـابَ كـاحلا

ويـسـخرُ مــن أوجـاعـهِ بـابـتسامةٍ
يـئـنُّ صـداهـا فـي الـضلوعِ نـوازلا

إذا أيـنـعتْ أحـلامـهُ فــي ربـيـعِها
جـنـاها جــراداً مــا جـناها سـنابلا

مـنـاقبهُ هــذي الـجراحُ الـتي هـنا
بـأخـبارنا الـبـــيداءِ تـجـري أيـائـلا

ومـن خـلفهِ شـعتُ السنينِ التي إذا
اسـتـقامَ لـهـنَّ الـحـظِّ أقـبلَ مـائلا

ونـحـن هـنـا مــاذا؟ تـلـوحُ مـنارةٌ
أظــن بــأن الــدربَ مـا زال جـافلا

....

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص