- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
ليست العينان - سهير السمان
2018/07/07
الساعة 17:55
(الرأي برس - أدب وثقافة)
على طاولة مربعة الشكل، ربما أخذت شكل الاتجاهات الأربع التي تحيط بالأشياء.. كأس ماء وكوب قهوة يوهم نفسه بشوقي إلى احتسائه،.. الأضواء الليلية تختزن أوجاعي اللامتناهية، وصوت كروان قديم الأزل يذكرني بفيلم شهير كانت نهاية أبطاله موت الخطيئة حين تتوب، على الطاولة أراقب إحساسي المتعفن، والجالسين أمامي مجموعة يتلاعبون مع الحياة بلغة الإشارة التي اخترعوها للتواصل ، أي تواصل يتبقى ونحن لم نعد نشعر به، إلا عبر زمن رقمي ،أراقب حديثهم الصامت، المتفاعل بين ملامحهم، قد تتعب عضلة اللسان من الحديث، وترهق الأذنان من تلقي الأصوات ، ولكن ألا تتشنج أذرعهم من تلك الحركة المتواصلة . أشعر بالإرهاق من طول الانتظار.
انتظار شخص لم أتواعد معه أبدا ، طاولة بقربي يصل إليها اثنان أحدهما نحيف وطويل، أدار لي ظهره، والآخر يقابلني، بوجه دائري مكتنز، لقد كان النحيف يشبه شخصا قابلته قبل فترة طويلة، ولكن في مكان فقد خارطته الآن على الكرة الأرضية، أو على الأقل أحاول أن أضع له خارطة جديدة على مساحتي المؤقتة ،
كان شابا وسيما، دائم الحديث والتعليق في المناسبات التي أجده فيها، يركز على الحاضرين بعيني صقر، حين كان حديثي الأول والأخير معه، كانت الأسئلة التي يمطرها عليا في قضية شائكة جدا، وكأني متهمة أمامه يجب عليها أن تجيب بدقة، ساعة ونصف، أرهقني فيه حديثه. ولم أقابله أبدا بعدها ولكني كنت أتابع نشاطه وكتاباته لفترة، قبل أن تنقطع أخباره عني، ها أنا ذا أختلس النظر إلى ظهره بين لحظة وأخرى، لاقتنص ملامحه من الخلف، ولكن هؤلاء المجموعة أمامي يشكلون إزعاجا دون صوت، حركاتهم أقلقت تركيزي، آخذ رشفة من القهوة، أعود إلى الشخص الذي مازال ظهره يواجهني، الوقت يمر ولم يحرك رأسه أبدا لأي جهة، رجله على الأخرى، منتصبا يومئ برأسه تفاعلا مع حديث رفيقه، لا ينطق بكلمة.
أبحث عن طريقة لأرفع صوتي لعله يجذب انتباهه، أمسك بهاتفي لأتصل بشخص وهمي، أطيل الحديث المتقطع ولكن دون فائدة لم يلتفت إلي، ماباله ساكن الجسد هكذا؟
أعود لقراءة ما بيدي، ومازال أصحاب الإشارة متفاعلون في حديثهم وابتساماتهم، ترى هل يسمعون ضجيجا في أعماقهم يختلقونه، كيف يكون هذا الضجيج، هل هو نفس الضجيج الآن الذي في داخلي؟
يوي صوت انفجار مروع، ينتفض كل الجالسين ، وأخيرا التفت لأراه ولكنه كان يلبس نظارة سوداء ويمسك بيد رفيقه لأنه كان لايبصر الاتجاه الذي سيخرجون منه، نعم كان هو، ولكنه فقد بصره، ولم يحركه الآن إلا صوت الانفجار، أثار منظره حزنا شديدا في نفسي، ليتني لم أره هكذا، ما الذي أصابه ليفقد بصره؟
وأولئك الذين لا يسمعون، لم يحركهم صوت الانفجار، فهم مصرين على الاستمرارفي الحديث الصامت.
فما بال الحواس أصبحت تقض هدوءنا؟
أين تلك العينان
منقولة من مجلة نصوص من خارج اللغة ...
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
أدب وثقافة
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
عبد الكريم المدي
د. عبدالوهاب طواف
أنور الأشول
فكري قاسم
اختيارات القراء
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر