الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
لن تنتصرْ..- وليد الشرفي
الساعة 11:19 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


 

يا أيها الطاغي العنيدْ
قف و استمع مني النصيحة و انتظرْ
يا قاتل الأطفال في هذي البلاد الطاهرةْ
كل الجبابرة اللئام غدًا ستأتي صاغرةْ
و غدًا تعود إلى المغارة حيث موطنكِ الحقيقيُ الموشَّح بالظلام
هذي الحروف أقولها و أعيدها لك بانتظامْ
قف حيث أنتَ بكل قبحٍ قلتهُ و أتيتهُ
كي تنتصرْ
لن تنتصرْ..

تعز التي ثارت على كل الطغاة و بدّدت حلم 
العبيد..
ستثور ثانيةً و ثالثةً و ألفاً أو تزيد..
ستثور ثم تثور حتى 
تنتصرْ..
لن تنكسرْ..

قف حيث أنتَ فلن تُفيدكَ أيها الطاغي (التمائم) و العزيمةْ
قف ثم عُدْ من حيث جئتَ و جر ويلات الهزيمةْ
(تعز) العظيمةُ 
لا تدلِّي رأسها للظالمينْ
لا تنحني إلا لرب العالمينْ
و إذا مررتَ بجيش قبحكَ من (صبرْ) 
فاقرأ تفاصيل المكان قديمهُ و حديثهُ
و اذكر هنا جيشًا لجدكَ قد كُسرْ
كم ظالمٍ بثرى (تعزٍ) قد قُبرْ؟ 
أين الجيوش؟ جيوش عفاش التي عاثتْ بها دهرًا ، و (مهدي مقولَة) 
ألفتْ هناكَ الهرولَة
أضحتْ من الماضي فخذ منها العبرْ
لا لن يفيد الحقد في أرض المحبة و السلامْ
تلك (المشاقر) في جبين الحالماتِ هيَ الحمامْ 
و أولئك الأبطال في كل الثغورِ
هم الأسود هم النسورْ

لا تنخدعْ بمنافقٍ يدعو لجيشكَ في (الجندْ) 
أو بعض أبواقٍ تسبِّح باسمكَ (المغمور) من آل (الجنيدْ) 
فاجمع جيوشكَ كلها و زدِ العتاد لها و كثِّرْ في العددْ
لن ينحني جيشُ من الأحرار للحفن العبيدْ
لن ينحني جيشٌ لخالقه سجدْ
فزدِ العددْ
فعلى حدود العزِّ تنكسرُ العبيدُ و تندثرْ
حتى و لو كانتْ جيوشكَ (كالجراد المنتشرْ) 
لن تنتصرْ..

و انظر لتلكَ (القاهرةْ) 
لم تلقها يومًا بذلٍ صاغرةْ
كم من لئيمٍ حاقدٍ منها دُحرْ؟ 
أضحى من الماضي و يُلعنُ إن ذُكرْ
فخذ الهزيمة و اعتبرْ
لن تنتصرْ..

حتى جبال (تعز) تكره من خنا
و كذلك الأشجارُ تمقتُ من سكتْ
و إذا عبرتْ هناك من(وادي الضبابْ) 
فاسمع خرير الماء يلعنُ من خضعْ
حتى نباح كلابها يدعو عليكَ و يزدريكَ و يمقتكْ
و هناكَ في (حدنان) كم لُقنتْ آلاف الدروس مع العبرْ
و (بحمير) التاريخ ما لكَ من مفرْ
موتٌ سريعٌ قد حضرْ
كم شرَّدتكَ و أوجعتكَ رجالها في (مقبنةْ)؟ 
و هنا (جبل حبشيُّ) من يسقيكَ من يده الحُمامْ
و به الرجال الصابرون على البلاء
المقبلون إلى الوغى في بسمةٍ وضاءةٍ تُخفي القمرْ
من أقسموا أن يثأروا للحب حتى ينتصرْ
فارجـع بجيشكَ نحو كهفكَ للظلامْ
عُدْ للعصور الساحقةْ
و اقرأ تواريخ المدينة كي تعي أو تعتبرْ
لن تنتصرْ..

إقرأ لتعرف كيف أن تعز لا ترضى المذلة و الهوانْ؟ 
هي للثقافة عاصمةْ
هي نورنا بالعلم ضاءتْ كل أنحاء الوطنْ
لا تقبل الأوغاد و الجهلا و أنصار الظلامْ
مات الإمامُ و كُفَّنتَ أحلامه بثرى تعزْ
ولَّى بكل جيوشه و ظلامهِ 
حاشى الذي ولَّى رجعْ
حاشاكَ فيها تستقرْ
لن تنتصرْ..

قف هاهنا دهرًا وعدْ
و اقرأ بقاتحة الكتاب على جيوشكَ كلها 
لا لم يعدْ غازٍ غزاها غير أشلاءٍ مبعثرةٍ مصندقةِ الجثثْ
و إذا أردتْ نجاة روحكَ فلتفرْ
لن تنتصرْ..

هيَ للسلام حبيبةٌ و ربيبةٌ و محفِّزةْ
هيَ في الكرامة معجزَةْ
و هيَ المنار و خصم أنصار الظلامْ
تعز الحبيبة ليس فيها موضعٌ لمنافقٍ فيها توارى
ليست بلاداً لليهود و لا النصارى
هي درَّة الإسلام أضحتْ للسلام هنا منارا
و أول مسجدٍ فيها بناه (معاذ) حين أرسله الرسولْ 
لن تنكسرْ لجيوش أنصار التمائم و العزائمْ
فنساؤها هنَّ النساء الثائراتُ الطاهراتْ
و رجالها نعم الرجالُ ، هم الأسود ، و هم كذا أهل العقيدة و القضية و الحميَّة
شكرًا لكل رجالها الشجعان أصحاب الشهامة و المددْ
شكرًا لجيشٍ قال : لا للظلم للباغي الحقودْ
شكرًا لكل مقاومٍ هجرَ الحياة و حلوها كي تنتصرْ
فالنصر حتمًا للرجال المؤمنين و من صَبرْ
لن تنتصرْ..

تعزٌ عمود بلادنا فإذا نجتْ كل البلاد هنا نجتْ
و إذا اشتكتْ من موجعٍ كل المدائن و القرى تشكو الألمْ
تعز المهمة و الأهمْ
لم تنكسرْ أبدًا لطفل أبي لهبْ
ستظل تزأر في غضبْ
و تظل عاصمة الثقافة و الأدبْ
فارجعْ لكهفكَ و اختصرْ
و خذِ الهزيمة و احتضرْ
لن تنتصرْ..

 

4/6/2018

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً