الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
لن تنتصرْ..- وليد الشرفي
الساعة 11:19 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


 

يا أيها الطاغي العنيدْ
قف و استمع مني النصيحة و انتظرْ
يا قاتل الأطفال في هذي البلاد الطاهرةْ
كل الجبابرة اللئام غدًا ستأتي صاغرةْ
و غدًا تعود إلى المغارة حيث موطنكِ الحقيقيُ الموشَّح بالظلام
هذي الحروف أقولها و أعيدها لك بانتظامْ
قف حيث أنتَ بكل قبحٍ قلتهُ و أتيتهُ
كي تنتصرْ
لن تنتصرْ..

تعز التي ثارت على كل الطغاة و بدّدت حلم 
العبيد..
ستثور ثانيةً و ثالثةً و ألفاً أو تزيد..
ستثور ثم تثور حتى 
تنتصرْ..
لن تنكسرْ..

قف حيث أنتَ فلن تُفيدكَ أيها الطاغي (التمائم) و العزيمةْ
قف ثم عُدْ من حيث جئتَ و جر ويلات الهزيمةْ
(تعز) العظيمةُ 
لا تدلِّي رأسها للظالمينْ
لا تنحني إلا لرب العالمينْ
و إذا مررتَ بجيش قبحكَ من (صبرْ) 
فاقرأ تفاصيل المكان قديمهُ و حديثهُ
و اذكر هنا جيشًا لجدكَ قد كُسرْ
كم ظالمٍ بثرى (تعزٍ) قد قُبرْ؟ 
أين الجيوش؟ جيوش عفاش التي عاثتْ بها دهرًا ، و (مهدي مقولَة) 
ألفتْ هناكَ الهرولَة
أضحتْ من الماضي فخذ منها العبرْ
لا لن يفيد الحقد في أرض المحبة و السلامْ
تلك (المشاقر) في جبين الحالماتِ هيَ الحمامْ 
و أولئك الأبطال في كل الثغورِ
هم الأسود هم النسورْ

لا تنخدعْ بمنافقٍ يدعو لجيشكَ في (الجندْ) 
أو بعض أبواقٍ تسبِّح باسمكَ (المغمور) من آل (الجنيدْ) 
فاجمع جيوشكَ كلها و زدِ العتاد لها و كثِّرْ في العددْ
لن ينحني جيشُ من الأحرار للحفن العبيدْ
لن ينحني جيشٌ لخالقه سجدْ
فزدِ العددْ
فعلى حدود العزِّ تنكسرُ العبيدُ و تندثرْ
حتى و لو كانتْ جيوشكَ (كالجراد المنتشرْ) 
لن تنتصرْ..

و انظر لتلكَ (القاهرةْ) 
لم تلقها يومًا بذلٍ صاغرةْ
كم من لئيمٍ حاقدٍ منها دُحرْ؟ 
أضحى من الماضي و يُلعنُ إن ذُكرْ
فخذ الهزيمة و اعتبرْ
لن تنتصرْ..

حتى جبال (تعز) تكره من خنا
و كذلك الأشجارُ تمقتُ من سكتْ
و إذا عبرتْ هناك من(وادي الضبابْ) 
فاسمع خرير الماء يلعنُ من خضعْ
حتى نباح كلابها يدعو عليكَ و يزدريكَ و يمقتكْ
و هناكَ في (حدنان) كم لُقنتْ آلاف الدروس مع العبرْ
و (بحمير) التاريخ ما لكَ من مفرْ
موتٌ سريعٌ قد حضرْ
كم شرَّدتكَ و أوجعتكَ رجالها في (مقبنةْ)؟ 
و هنا (جبل حبشيُّ) من يسقيكَ من يده الحُمامْ
و به الرجال الصابرون على البلاء
المقبلون إلى الوغى في بسمةٍ وضاءةٍ تُخفي القمرْ
من أقسموا أن يثأروا للحب حتى ينتصرْ
فارجـع بجيشكَ نحو كهفكَ للظلامْ
عُدْ للعصور الساحقةْ
و اقرأ تواريخ المدينة كي تعي أو تعتبرْ
لن تنتصرْ..

إقرأ لتعرف كيف أن تعز لا ترضى المذلة و الهوانْ؟ 
هي للثقافة عاصمةْ
هي نورنا بالعلم ضاءتْ كل أنحاء الوطنْ
لا تقبل الأوغاد و الجهلا و أنصار الظلامْ
مات الإمامُ و كُفَّنتَ أحلامه بثرى تعزْ
ولَّى بكل جيوشه و ظلامهِ 
حاشى الذي ولَّى رجعْ
حاشاكَ فيها تستقرْ
لن تنتصرْ..

قف هاهنا دهرًا وعدْ
و اقرأ بقاتحة الكتاب على جيوشكَ كلها 
لا لم يعدْ غازٍ غزاها غير أشلاءٍ مبعثرةٍ مصندقةِ الجثثْ
و إذا أردتْ نجاة روحكَ فلتفرْ
لن تنتصرْ..

هيَ للسلام حبيبةٌ و ربيبةٌ و محفِّزةْ
هيَ في الكرامة معجزَةْ
و هيَ المنار و خصم أنصار الظلامْ
تعز الحبيبة ليس فيها موضعٌ لمنافقٍ فيها توارى
ليست بلاداً لليهود و لا النصارى
هي درَّة الإسلام أضحتْ للسلام هنا منارا
و أول مسجدٍ فيها بناه (معاذ) حين أرسله الرسولْ 
لن تنكسرْ لجيوش أنصار التمائم و العزائمْ
فنساؤها هنَّ النساء الثائراتُ الطاهراتْ
و رجالها نعم الرجالُ ، هم الأسود ، و هم كذا أهل العقيدة و القضية و الحميَّة
شكرًا لكل رجالها الشجعان أصحاب الشهامة و المددْ
شكرًا لجيشٍ قال : لا للظلم للباغي الحقودْ
شكرًا لكل مقاومٍ هجرَ الحياة و حلوها كي تنتصرْ
فالنصر حتمًا للرجال المؤمنين و من صَبرْ
لن تنتصرْ..

تعزٌ عمود بلادنا فإذا نجتْ كل البلاد هنا نجتْ
و إذا اشتكتْ من موجعٍ كل المدائن و القرى تشكو الألمْ
تعز المهمة و الأهمْ
لم تنكسرْ أبدًا لطفل أبي لهبْ
ستظل تزأر في غضبْ
و تظل عاصمة الثقافة و الأدبْ
فارجعْ لكهفكَ و اختصرْ
و خذِ الهزيمة و احتضرْ
لن تنتصرْ..

 

4/6/2018

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص