السبت 01 فبراير 2025 آخر تحديث: الثلاثاء 28 يناير 2025
ن .........والقلم
عمي أحمد ...صاحب العود - عبد الرحمن بجاش
الساعة 15:19 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




الأحد 13 مايو 2018
 

من بعيد اراقبه ، تكون رقبته رافعة رأسه إلى الاعلى …..
ماذا تفعل يا عم أحمد ؟....
اجلس ...اتفرج على صغائرهم …..
من هم؟
من جئت تشكوا منهم …

يجلس عمي أحمد على باب صندقته ، والتي كانت في مفرق سوق الملح ، يجلس فيها من الصبح حتى الظهر ، ليس فيها شيئ ، ولا يبيع شيئا …..

مالك؟ ضاقت بي يا عم أحمد ، فيضحك : عودك طري يا ابني ، شوف تلك السحابه ….ايوه ...تلك التي فوق ….نعم ….اذا عندما تسود في عينيك فاجلس إليها ، وانظر إلى صغائرهم من الاعلى….. أتأمل في وجهه طويلا، احس انه يتحول في لحظة الى واحه ، اتفيأ فيها ظلال كل الأشجار وسط صحراء قاحلة لا نهاية لها ….

عمي أحمد جندي قديم ، من أولئك الذين دافعوا عن اليمن في صنعاء ، عمي احمد من المنطقة الخضراء العود إب ، كلما دنوت منه تحس بالاخضرار في عينيه وبالتالي روحه ….

وكيف لو كنت مثلي خسرت كل شيئ ، الصندقه ، والأهل والولد ….
 سأموت يا عم أحمد …..

يضحك طويلا حتى تظهر نواجذه : يا أهبل يموت هؤلاء بصغائرهم أما أنا فجندي أوقفت نفسي لأضحي في سبيل الآخرين …

يبدو لوهلة رضاه عن نفسه وبلا حدود ، لكن نظرك اذا توغل من العينين إلى عمق العمق ، فتحس أن عمك احمد رجلا بقدر ما عركته الدنيا، وقد انهزم في معارك ، لكنه بالتأكيد لم يخسرحربه ابدا ….

اعود لأساله : كيف ياعم أحمد تقاوم الوجع ؟ والهزائم الصغيرة؟ 
يضحك في وجهي : احيانا يا ابني أراهن على الوقت، لادراكي أنه في النهاية لا يصح الا الصحيح ، ذلك في المعارك الصغيره، التي يثير غبارها الصغار ، لكنني في معارك الكباراواجه ، لااجبن ابدا، وارحب بالموت من أجل القضايا الكبيره ، وفي الاخيرهل صحت نظريتك في أسلوب المواجهه؟، سريعا يرد : بالتأكيد بدليل انني هنا بمحض ارادتي ، واديرالكون بطريقتي ، وليس بطريقة دون كيشوت مقارعة طواحين الهواء ….لا ...أنا يا ابني إنسان مبدئي ...اديرمعاركي وحروبي بما يحفظ المعنى العام للكرامة….مادون ذلك اترك للدنيا خيارها في أن تسيركما تريد ، قلت لك - يضيف - ، في الصغائر ومع الصغار اتركها فهي مأموره ، وسيأتيك خراجها ….!!!!

 

اتمعن في وجه عمي أحمد ، احس انه رجل حكيم ...احس بسعادة تسري في كياني ...ادرك ان رسالته وصلت ….اتركه وأنا اردد :
لله الامر من قبل ومن بعد ….

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص