السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن ……..والقلم
تربيتنا غيرديمقراطيه ؟؟ كيف نكون ديمقراطيين !!! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 14:16 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




الاثنين 30 ابريل 2018

 ظليت اتابع وقائع الصراخ الثنائي بين اب وابنه ، طوال ربع ساعه سمعت كل ما لا يليق خلال ذلك الوقت القصير ، واغرب ما في الأمر أن الأب في الاخير وهو صديق عزيز قال إنه يربيه !!!...هززت رأسي دليل عدم الرضى ، وذهبت به الى حيث جلسنا ليهدأ واقول له أن ما فعلته لا يليق، فيكفي انك خلال ربع ساعه مر على لسانك كل الالفاظ السوقيه ، وضف إليها ما لا يليق بالواحد أن يقوله أو يردده أمام طفل او امرأه بالذات احتراما لهم ….

صاحبي في منظمة يفترض انها تشيع بين الناس الوعي بحقوق الإنسان !!!، وصاحبي دائما يكسر رؤوسنا بالاعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي احفظه انا حرفا حرفا وجملة جمله ….

قلت اساله اين تجد نفسك بين مواد ذلك الاعلان البديع وحفلة الصراخ التي امتعتنا بها قبل قليل ، هدأ وقالها : يااخي جيل بلا تربيه ، قلت احدث نفسي حتى لا نكررالحفلة مرة أخرى : اذا كنت الاب لاتدري كيف تصيغ علاقتك باولادك ، فكيف ستصنع أو ستساهم في ايجاد رأي عام يعي حقوقه وحقوق الغير لديه …

وانظر.. ففي بيوتنا ، الالفاظ التي تتردد(( الجهال، شقتلك ، شذبحك ، شاودي ابوك السجن ، يا سرسري ، يا سربوت )) ، واذا تأخر الطفل في العودة إلى البيت او غاب ، فتستقبله أمه بفاصل جميل يبدأ ب (( اين كانوا ………)), وهذا اقل القليل مما يقال في وجه الاولاد ، ضف الى ذلك الكذب، فتصرخ في وجه اولادك انتوا كذابين ، وفي نفس اللحظة التي تنهي العبارة الفخمه، فيتصل أحدهم ، فتصرخ انت : قلوا له مش موجود...، ينتهي الاتصال القصير ، تعاود الحلقه باتهامهم بالكذب !!!!.

في المدرسة المدرس يستقبلك بالعصا ، وبما هو أسوأ الشتائم ..حدثني قريبي أن مدرسه في القريه يبدأ يومه الدراسي بفاصل من شتائم لامهاتنا لا تبقي ولا تذر ، ويهز المدير العصا بيده ، في نفس اللحظة التي يتحدث عن سيئات العنف ، كالطبيب الذي يعاتب مريضه عن سيئات التدخين ، وهو ينفث دخانه في وجهك ، أو انت كأب تصرخ في وجه الاولاد لم يخزنوا !! وانت تنخشش اضراسك !!!.

أما المسجد ، فيرى الخطيب البعض يتحدث بالتليفون السيار أثناء الخطبتين ولا يقول للناس لا يجوز، أو يرى الماء يهدر من الحمامات إلى الشارع فلا يقول ان الماء نعمه فحافظوا عليها ، والمسجد يبارك الحاكم الفرد ويروج له ، ويصنع الطغاة بالدعاء للحاكم مهما كان فاسدا ، ويهاجم الديمقراطيه باعتبارها ثقافه غربيه، وصحافتك تتحدث عنك كرسول للديمقراطيه ايضا كما الصحف التي رفعت السيسي فوق الرسل والانبياء !!!!.

وسائل الإعلام في واد اسمه وادي الدعاية والتحريض ، وكل حزب بما لديه فرح !!!.
اذا والحال كذلك فما يسميه الحاكم ديمقراطيه لا يمت للديمقراطيه الحقيقيه التي نراها في الهند مثلا بصله ….

نحن مجتمعات جاهله ..ومتخلفه ...بطوننا خاويه ، فكيف لجائع أن يكون ديمقراطيا، فالجائع لا يدخل مدرسه ، ولا يحمل كتابا ، وتربيته الوطنية العامه نظرا لغياب الدولة مغيبه ، والديمقراطية استهوت الحاكم وباسمها فرخ الف حزب ، وسيطر عليها بالتمويل والترغيب والترهيب …

ولأن صاحب الفكرة غائب ، والمثقف منهزم ، والمتعلم جبان ، والتربية أسئلة الجهل ، فكيف يستقيم الحال ؟؟؟

نحن شعوب أمامها سنين طويلة جدا حتى نجد بداية الطريق ….وطالما أن الخطاب الديني يتخلف - وهو خطاب جاهل اصلا - كل يوم ، فالأمل يضيع يضيع ، وصاحب المشروع لن يظهر في مجتمع جائع خائف لا يقول لا …..
ليس أمامنا إلا أن نقول :
لله الامر من قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً