السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
شهادة
بعيداً عن فن القصة ..قريباً من فن الحياة ..علي السباعي كما عرفته - حسن عبد الغني الحمادي
الساعة 13:29 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)
 
 
 
 
 
 
كثيرة هي أيقونات الحياة ، حيث تعزف تلك الأيقونات مثلما تريد وترغب . لكن هناك أيقونة تشغلك كثيراً وتتأمل عزفها هي بالتأكيد ( أيقونة المحبة ) التي تهبك من وحيها كثيراً . . . حيث أنشودة السلام ونكهة أنغامها التي تركن هناك طي جنبات القلب وعلى مرمى قلبك ، فأن أهم جمال في سيرة حياة الإنسان هو جمال روحه وصدق معشره وحسن تواصله ، ومن جماليات تلك الروح هي عندما تحلق في فضاءات الصداقة ، فما بالك إلا أن تتأمل الكثير ، ويستوقفك بعضها ، تلك هي مشاوير الحياة المتناقضة والمتصارعة في آفاق من الخير والشر أو الحسن والقبيح ، فالحياة بحر عميق . . لؤلؤه كثير ، لا تشغلك إلا تلك اللؤلؤة التي تحمل في ثناياها السر المكنون . لا أخفيكم ، أني وجدت ( علي السباعي ) لؤلؤة متوهجة في فضاءات صداقاتنا وأخوتنا . . . حيث جمعتنا المدينة والنبض الاجتماعي النبيل ، النبض الذي تعزفه النفس التواقة للحياة ، ومن جماليات هذه اللؤلؤة أنها تشع  عليك نوراً من مباهج شفافة رغم مخاضات وتناقضات الحياة ومراراتها ، ربما يكون هذا الاعتراف أشبه بهتاف تردد مدياته بأن ( علي السباعي ) سر جميل يمنحك الأمل ودفء الحديث وجذوة المحبة وتوقد الأخوة ، مرحى لهذا السر المكنون ، ومرحى لهذه الروح اليافعة في المحبة والتواصل حيث تصر هي على ديمومة هذا النقاء والعطاء إنها روح طيبة تصنع الجمال في زمن القبح والتحارب والهزيمة والنفاق ، لقد استطاع الإنسان علي السباعي أن يصبغ خطواته الحياتية بنبض من الأخلاق الاجتماعية الرفيعة ونبض السمو الاجتماعي الإنساني ، فمنذ سنوات الرحلة الجميلة مع علي السباعي شممت رائحة الورد ، وذقت نكهة التواضع ، انه أيقونة محبة شاسعة الحنان تعزف للآخرين نشيدها ألحميمي في التواصل والصداقة والصدق والبساطة ، هو في سلام مع الآخرين ، وفي حرقة مع الذات ، حيث آلام الناس وآمال الضائعين على حافات الأرصفة وحافات الضياع والتهميش والنسيان . . فقد أصر في مشواره الحياتي اليومي أن يمد حبل التواصل والمودة ، وأن رغب الآخرون قطعه . . . بل إنه يعطي الكثير من ذاته وأعماقه الملتهبة بالصدق واليقين والحب والحنين ، إن نشيده العرفان والأمان للمحافظة على ذلك الأثر الشفاف من التواصل في الحياة وحيثياتها المتنوعة ، هو عطاء رغم كل حافات الضرر التي صنعها ويصنعها المهوسون في فن الحياة الملون ، فسلام لك من قلبي ، وأنت تمسح غبار الكره والحقد الذي يعصفه البعض ، سلام لك من ذاتي ، لأنك تصنع مسارات فن الحياة الجميلة ، دمت إنساناً متألقاً في فضاءات هذه الحياة المتشابكة ، دمت سالماً لأنك تصنع السلام في زمن مازلنا نبحث عن بياض حقيقي لأنشودة السلام ، أسلم فلك فيض من محبتي الشاسعة أبداً . 
 
قرأت في احتفالية تكريم القاص المبدع علي السباعي من قبل مؤسسة الولاية الثقافية على قاعة المركز الثقافي في الناصرية بتأريخ 7/4/2018 م ، 
 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً