الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
ذيل الطاووس - عبدالودود سيف
الساعة 12:51 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



غيم بكفِّي أم دخان !

هذا ابتداءُ رسوّ صاريتي على شط,

وأول ما أهش بنرجسٍ أو أستظل بزعفران

هذي خطاي تعود بي نحوي, ثم تجلسني إليَّ..

أرى الدنان كأنها ملأى بخمر ليس تعرفها الدنان

وأرى خيولي في العنان, تزف لي خيلا

وتبسط في مدايَ لها العنان.

وأنا أعود إليَّ مبتكراً. كأبهى ما يكون اليتمُ

أو يمشي القرنفل. للقرنفل. والشرارة في الصوان

هذا رجوعي من سواي إليّ في عرشٍ وقافيةٍ..

وبدء وقوف أطماري على رأس وتاج.

هذا هواي على مدى حضن.. وأذرعة

وقلبي مثل زخرفةٍ على سيف, وهسهسة على سعفٍ. وبعضي ليس

يذكرني. وبعضي فاحمٌ. أو فاحم.

وأنا أسير إليَّ محتشدا..

وأدخل في هواي.

آت كمن يُدْعى لشبْك ضفيرة بضفيرة..

ومزج عنق زرافة في ذيل طاووس.

ويمضي صاعدًا.

آتي. وأجعل من صداي شذا. وأجعل من

هواي.. هواي..

ثم أسير بينهما وأقتلع الرِّتاج.

لكأن لمعَ البرق بعضُ شواردي.

والغيمَ سنبلةٌ على كتفي

ووجهي قُبلة. أو قِبلة

والأفق قبةُ شذروان..

وأنا كمن آتي إليَّ مسلمًا,

وأنا كمن أمشي إليَّ مبدداً.

كفاي من مطر وطين.

ويداي بسملة. وقيل: مسلة. وأقول بين أصابعي

ذهب. وفوق

أصابعي ذهب. ولي هذا الفضاء المستطيل

كإصبع... والمستدير

كطيلسان..

وفمي كآخر ما تنوء قصيدةٌ في حبل قافيةٍ.

وأول ما يسير على

هلال. أو يكسِّره زجاج.


للغيم أن يزجي الغمام براحتي.

وعليَّ أن آتي إليَّ

أصول

وعليَّ أن ألج الهوينى. أو أصول كمدية

وأسير لا ألوي إليَّ.

وعليَّ أن أصل النراجسَ للبروق على براق

فراشةٍ. وأسير

أهدي الأقحوان بتاجها للأقحوان.

وعليَّ أن أهذي وأقتنص الفضاءَ بغمضة, أو رشفة أو ياسمين.


هدأت بقاعي الأرضُ, تلك مدائنٌ في الأفق ناكسة.

وأخرى في هلام الرمل طافية. وأخرى في مداي تجيء بي نحوي, وتُسلمني

بروج ظنونها.

وأعود من أقصاي أهتبل اليقين

لكأنني في مهرجان الريح

ينفخ نايه

دانا أدندن بالنسائم واللواقح والأريج.

هذا ابتداء المهرجان:

طفلٌ بأقصى القلب يعقدني بعمري قبلةً

ويعيدني للخلف آلاف الخطى

ويزيل عن كتفي الخرائب والحفائر..

ثم يجلسني على كنف الفؤاد مباركًا.

فأعوذ بالسلوى, وأزدرد النشيج.


آن الأوان لكي أتيه وكي أتيه كسروة

أو أستدير كصولجان.

وأجيء أفتتح البروق بنرجس

وأسير أمسح من بياضِ الغيم ما رسم الدخان.


شجرٌ بصوتي, والجنان تزفني نشوى إلى حضن الجنان

وأنا انقسام محارة: شجوًا وشجوًا. قلت هذا بلسمي أم خاتمي:

هذا فضاي. وذاك أول ما أرى في الماء من مدن. وأول ما أرى في

الموج من ريش وعاج.

أمشي كأن الماء أكمل خلفه وجرى إليَّ.

والواقفون بقامتي تعبوا. ونصفي عائم أو حالم.

والقلب أشبه ما يكون بقمحة

والقلب أشبه ما يكون بسنديان.

هذا انتصاف المهرجان.

هذا صعودي في فراشة نرجس نحوي. ومني للوصول إليَّ أقداح

مبددة. وناي عاطل. وقَسَاطِلٌ تزهو بطول نزيفها. وأيائل تعبى.

وعمر طاعن في الحزنِ...

فلألج المحارة بالمحارة, والحجارة بالحجارة

والشواطئ للسفن.

وأعد كم بذرت خطاي على خطاي قوافلا..وقوافلا

وأعد كم فضت يداي براحتيَّ زبرجداً وقرنفلا

وأقومُ من وقتي إلى وقتي.. واقتنص الرهان.

مطرٌ بصوتي والمرايا إن هطلتُ, أهلّه.

ودمي يلملمُ ما تيسر من دمي.

وأنا كآخر ما تفيض قصيدةٌ من بين قلب ليس يشبهني

وقلب متّ فيه.

ولم يكفنّي الحنين

وأنا الذي منح الصواري في الفضاء شرودَها

وأعاد تقليبَ اليدين على اليدين. وعاد من خشب الصواري راعشًا,

بل جاهشًا, وطوى الشراع.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص