الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
نَافِلَةُ الفُقَرَاء العَارِفِيْن - محمَّد المهدِّي
الساعة 15:22 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


 

يَا حَسْرَةً لا عَلَى شَيْءٍ، فَقُدْرَتُهُ 
تَكْوِيْ الخَلِيْقَةَ حَيْثُ الأَرْضُ جَمْرَتُهُ

وَفَوْقَ طَاقَتِهِ المَاضِيْ تَحَمَّلَنِيْ 
وَحَاضِرِيْ حِمْلُهُ الآتِيْ وَحَضْرَتُهُ

مِنْ أَيْنَ لِيْ أَمَلٌ يَا حَقْلَ ذَاكِرَةٍ 
فَرْحَى، وَقَدْ فَسَدَتْ فِيْ البَالِ بَذْرَتُهُ

لا أَسْتَطِيْعُ مُجَارَاةَ الحَنِيْنِ إِلَى 
مُقَامِ عُشْبٍ سُعَالُ الرِّيْحِ حُجْرَتُهُ

وَشَاهِدُ الصَّبْرِ مَعْكُوْفٌ كَمُخْتَنِقٍ 
تَحَجَّرَتْ فِيْ عُرُوْقِ المِلْحِ زَفْرَتُهُ

وَإِنْ يَكُنْ ظَمَأٌ عَنْ خَيْلِ عَاطِفَةٍ 
فَهَذِهِ الدَّمْعَةُ الشَّهْلاءُ مُهْرَتُهُ

فَالمَاءُ آخِرُ مَنْ أَدْعُوْهُ مِنْ أُفُقٍ 
مُهَاجِرٍ خَارِجَ التَّكْوِيْنِ هِجْرَتُهُ

لَمْ يَشْرَبِ المُتَنَبِّيْ مَاءُ كُوْفَتِهِ 
لَمْ تُبْصِرِ الحَسَنَ البَصْرِيَّ بَصْرَتُهُ

قَدْ أَنْكَرَتْنِيْ دِيَارَيْ وَهي تُشْبِهُنِيْ 
هَلْ تُنْكِرُ الطِّيْنَ وَالطَّيَّانَ سُمْرَتُهُ

مِنْ الحِجَازِ نَبِيٌّ.. كَيْفَ يُعْقَلُ أَنْ 
تَكُوْنَ مِنْ خَلْفِ سُوْرِ الصِّيْنِ عِتْرَتُهُ

الكَاذِبُوْنَ كِثَارٌ.. إِنَّهُ كَذِبٌ 
حَيٌّ، وَقِلَّتُهُ مَوْتٌ وَكِثْرَتُهُ

لا شَأنَ لِيْ بِانْزِيَاحِ الكَائنَاتِ وَلا 
يَهُمُّنِيْ كُلُّ مَا تَعْنِيْهِ صُفْرَتُهُ

يَا وَاقِفًا فِكْرَةً نَعْسَا عَلَى طَلَلٍ 
كَمْ وَاقِفٍ تُوْقِضُ الأَطْلالَ فِكْرَتُهُ

وَكَمْ شَرِيْدٍ تَخَلَّى عَنْهُ مُطْلَقُهُ 
وَكَمْ أَسِيْرٍ تَخَلَّتْ عَنْهُ أُسْرَتُهُ

حَاصِرْ دَمِيْ بِهَوَاءٍ بَارِدٍ، فَأَنَا 
جُرْحٌ وَفِيْرٌ مِن الأَيَّامِ وَفْرَتُهُ

لِيْ خِبْرَةٌ كَيْفَ أُبْدِيْ كُلَّ غَامِضَةٍ 
وَالمَرْءُ تَنْفَعُهُ بِالفِعْلِ خِبْرَتُهُ

هَذَا العُوَاءُ لَهُ شَأنٌ بِقَامَتِهِ 
وَإِنْ عَفَتْ عَنْ حُقُوْلِ الظِّلِّ سِدْرَتُهُ

فَلا تَخُذْ عِبْرَةً مَبْتُوْرَةً وَيَدِيْ
عَلَى فَمِيْ، وَرَغِيْفُ الخُبْزِ عِبْرَتُهُ

تَعَلَّقَ المَلَكُوْتُ الآدَمِيُّ عَلَى 
أَهْدَابِ جُوْعٍ خَرِيْفُ الجِنِّ نَظْرَتُهُ

مَأكُوْلَةٌ "حَسْبِيَ اللَّهُ".. المَدَائنُ فِيْ 
أَعْرَى كَلامٍ تَلُوْكُ الرُّوْحَ عَوْرَتُهُ

نَسِيْتُ أَحْكِيْ لَكُمْ عَنْ غُصْنِ مَائدَةٍ 
تَقْضِيْ عَلَى نَخْلَةِ الأَعْمَارِ زَهْرَتُهُ

وَجَالِسُوْنَ البِدَائيُّوْنَ فِيْ كُتُبٍ 
عنْوَانُهَا اتَّسَعَتْ فِيْ اللَّيْلِ حُفْرَتُهُ

حُرُوْفَ جَرٍّ، تَجُرُّ الهَوْلَ مِنْ زَمَنٍ 
تَفْعِيْلَةُ الخَوْفِ وَالوَيْلاتِ نَبْرَتُهُ

وَجَالِسُوْنَ الحَدَاثِيُّوْنَ فِيْ أَرَقٍ 
دَمُ الحَيَاتَيْنِ فِيْ سَطْرَيْنِ فَقْرَتُهُ

يَبْكِيْ بِفِطْرَتِهِ النِّسْيَانُ.. يُضْحِكُنِيْ 
بِأنَّهَا تَخْلُقُ الأَعْذَارَ فِطْرَتُهُ

تَأخَّرِيْ يَا سُلالاتَ الدُّهُوْرِ وَلا 
تُعَاشِرِيْ عَالَمًا تُفْنِيْهِ عِشْرَتُهُ

حُمَّى المَوَاعِيْدِ لا نَامَتْ وَلا سَهِرَتْ 
فَأيْنَ نُوْمُكَ يَا رَأسِيْ وَسَهْرَتُهُ

إِغْفَاءَةً، لَحْظَةً، سِتِّيْنَ ثَانِيَةً 
يُنْسَى اسْمُهُ، حَارِسُ المَنْفَى، وَشُهْرَتُهُ

رَأسُ المَدَى فِيْ تُرَابِ الوَقْتِ يَغْرسُهُ 
وَهْمٌ زُجَاجٌ، صَقِيْعُ الصَّمْتِ كِسْرَتُهُ

وَالكَوْنُ عَيْنُ وَعِيْدٍ، كَيْفَ أُبْصِرُهُ 
لَيْسَتْ عَشِيَّتُهُ عِنْدِيْ وَبُكْرَتُهُ

مَتَى سَيُنْقَرُ فِيْ النَّاقُوْرِ خَرْدَلَةً 
كُبْرَى، تَأخَّرَ مِنْقَارِيْ وَنَقْرَتُهُ

وَالآنَ لَيْسَ هُنَاكَ (الآنَ).. لَيْسَ هُنَا 
آنِيَّةٌ؛ كَيْ تَعِيْشَ اللُّغْزَ شَفْرَتُهُ

يَا حَسْرَةً، مَرَّةً أُخْرَى، عَلَى عَدَمٍ 
يَنْمُوْ؛ فَتَكْبُرُ بِاسْمِ الخَلْقِ حَسْرَتُهُ

____________ـ 
 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص