الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
لِأَني كُلَّما انزَلَقُوا ثَبَتُّ - يحيى الحمادي
الساعة 10:39 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

لِأَني كُلَّما انزَلَقُوا ثَبَتُّ 
على حَجَرٍ بِهاوِيَةٍ نَبَتُّ 
.

 

تُرابي صُفرَةُ الغَسَقِ المُسَجَّى 
ومائِي لِلسَّحابَةِ لا يَمُتُّ 
.

 

وجذري ناحِتٌ في الرِّيحِ.. إِني 
لِأَجلِ الرِّيحِ أَقرأُ ما نَحَتُّ 
.

 

وغُصنِي أَوَّلُ الكلماتِ ضَربًا 
على وَجهِ الظلامِ إذا انفَلَتُّ 
.

 

وظِلِّي لا يُفارقُني.. لِأني 
وَحِيدٌ, لا انفَصَلتُ، ولا اتَّحَدتُ 
.

 

بِماءِ النَّارِ أَرسمُ وَجهَ قلبي 
على ظَهرِ الهَجيرِ إِذا اتَّقَدتُ 
.

 

إذا ثارَ الجَفَافُ عليَّ يَومًا 
بَصَقتُ دَمِي عليهِ.. وما التَفَتُّ 
.

 

وإِن شَحَّ المِدَادُ نَحَرتُ لَيلًا 
يُماطِلُ بِالحَنِينِ ولا يَبُتُّ
.

 

بِلا جهةٍ تُشِيرُ إِلَيَّ أَعدُو
ولا قَمَرٍ يُلَوِّحُ إِن خَفُتُّ 
.

 

ولا وَطَنٍ أُقَبِّلُ مِنهُ رَأسًا 
وأَمسَحُ وَجنَتَيهِ كما وَعَدتُ 
.

 

كثيرًا غِبتُ عَن جَسَدِي, لِأَني
أرى أني اقتَرَبتُ إِذا ابتَعَدتُ 
.

 

كثيرًا عُدتُ مِن سَفَري وَحيدًا 
أُصافِحُني.. وأعجَبُ كيفَ عُدتُ!

.
.
.
.

 

أنا مِن أَينَ؟! كيفَ خَرَجتُ مِني
وعُدتُ إليَّ أَسألُ أَينَ بِتُّ؟! 
.

 

أَنا مِن أَينَ يا قَلَقِي؟! لِماذا 
تُقَاطِعُنِي.. وتَسكُتُ إِنْ سَكَتُّ؟!
.

 

عيونُ الناسِ تَسألُ عَن بلادِي 
ومِثلَكَ.. كلما سَأَلُوا بُهِتُّ!
.

 

لِوَاحدةٍ شَقَقتُ دُخَانَ رُوحي
فَكيفَ لِغَيرِها شَجَنِي بَغَتُّ؟!
.

 

ووَاحِدةً حَمَلتُ، فَكيف منها
هُروبي، وهي في الطرقاتِ سِتُّ؟!
.

 

أَسَاها شَهقَةٌ مَنَعَت صَدَاها
مِن الجَرَيانِ في عَضُدٍ تُفَتُّ
.

 

وَحيدًا صِرتُ أَجمَعُها، وأَخشَى 
عليها مِن يَدَيَّ إذا انفَرَدتُ
.

 

وأَطلُبُها، وأُقسِمُ لَيسَ عِندي 
سِواها، إِن نَطَقتُ، وإِن صَمَتُّ 
.

 

وقَد أَبكِي.. لِتَعلَمَ حِينَ تَبكِي 
بأني مِثلَما وَجَدَت وَجَدتُ 
.

 

عليها اللهُ سَلَّمَ يَومَ غابَت
ويَومَ وُلِدتَ يا قَلَقِي.. ومِتُّ

..
..
..

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص