الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
حراس - سامي الشاطبي
الساعة 14:10 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


عندما انتهينا من دفن جدي :- 
ازدحمت المقبرة بهذا الجيل أيضا فلم أجد حفرة ادفن فيها جدك سوى بجانب باب المقبرة .. 
حارسا على الأموات . 
يا لحزني .. تمنيت حين رأيته يقتل فداء لمن يحرسه كسر رتابة عملنا كحراس للأحياء حتى يموتوا وللموتى حتى يبدد التراب أجسادهم ان يدفن جدك بين القبور معززا مكرما لا فرق بينه وبين أسياده ولكن ..آيه هذه مهنة قاسية ارغمتنا قساوة الظروف على تأديتها وتوريثها يا ولدي ولا مجال للأمنيات.
(48) 
وضع فخذيٌ بين رأسه وغادر القبر :- 
ان أمنياتنا مثل خشب السوسن تنكسر مع أول محاولة لضرب اللاعدل في الحلم فما بالك في الواقع .. وبناء على خبرتي أوصيك بان لا تدفن رأسك في مثل هذا النوع من الاحلام مهما اعلتك غريزة حب التحرر أو دفعك ظلم اسيادك .. عش كما عشت انا قانعا وراضيا ..وعند مماتي ادفني كما دفنت جدك.. وعد لحراسة الأسياد من أبناء جيلك. 
(57) 
أغلق باب المقبرة ومضى يهذي :- 
نحرسهم طوال حياتهم وعند مماتهم نسلم حساباتهم الختامية للسماء ومفاتيح قصورهم للخلف وبندقية الحراسة لأبنائنا ونموت في ذات المقبرة ولأننا اخر من يموت فلا مكان يتبقى لجثماننا سوى مواراته بجانب باب المقبرة .. نحرسهم وهم أموات وبدون مقابل .. هيا خذ المجرفة وسر خلف المقبرة القديمة .. هناك ستجد أرضا خلاء ..سورها وابن مقبرة تسع لأسيادك. 
حينما رأى جحافل الشيب تحتل جسده اقتلع عينيه :- 
لا يمكننا بأي حال من الأحوال إيقاف الأسراب المهاجمة ولا الهرب منها لان إيقافها يعني ان تحل محلنا وهروبنا لا يزد عن كونه هرولة عكسية نحو أسراب أخرى أمر وأبشع. 
العمر لا يعبه ان مر على رواد سنواته عصر كآبي وحزين كعصرك لأنه غدا مثلي حارسا مل من رؤية الداخلين بشر والخارجين عسس فأقتلع عينيه ودفنهما في التراب عله يرى في الظلام عصرا اخر لا يعبه ان مر على رواده سنوات من الفرح والصفاء أوصيك مرة أخرى بان لا تقلدني وتقتلع عينيك فأنت ابن الحروب والأسى لن تتمكن من دونهما إيقاف الامر من الحرب والأبشع من الأسى ولا الهرب منهما لان هروبك هرولة عكسية نحو أسراب أخرى اشد مرارة وأكثر بشاعة 
(62) 
عندما صرعت والدي رصاصة اثناء نوبة حراسته :- 
اعد الغداء لامك وقل لها قد مات زوجك فأعدي العدة لموتك ..سلمي مفاتيح المطبخ والمخزن لابنتنا وأوصيها كما أوصتك أمك بمواصلة الخدمة قد حان زوالي فخذ البندقية كي أتم كي أتمكن من تصفية العهدة وتسليم حساباتهم الختامية للسماء .. أوصيك للمرة الأخيرة بان لا تدع الحلم مجالا لينفذ إلى قلبك .. اشهد.... 
(90) 
بعدما دفنت والدي بلحظات :- 
ناداني احد أسيادي :- 
هيه هل أنت الحارس المكلف بحراستنا ؟ :- 
نعم .. وهذه البندقية ... :- 
لقد قررنا نحن أسيادك لعب كرة القدم ولكننا لم نجد حارسا للمرمى.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص