- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
يغادر التلميذ، محمد مصلح ( 7 أعوام)، بيته في الصباح الباكر من كل يوم، لتلقي أوّل أبجديات التعليم في حياته، تحت ظلال خيمة في منطقة حدابة كرش، بمحافظة لحج، ضمن عشرات من الطلاب النازحين، الذين يتوزعون على خيام لا تقيهم الصقيع الذي تشهده المنطقة، والمصحوب بالطل ورذاذ المطر في الصباح.
يقطع محمد، بمعية أقرانه من تلاميذ الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية، نحو كيلومتر ونصف كيلومتر كل يوم، ليصل إلى مكان التدريس في منطقة الأعشار، فيما يقطع غيره ضعف المسافة ومن قرى مترامية الأطراف. وضع يعكس مدى المعاناة التي خلفتها المعارك الدائرة رحاها بين قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي، وبين «أنصار الله» والقوات المتحالفة معها، على أبناء المديرية، لقرابة ثلاثة سنين.
3 معلمين فقط
مدير مدرسة عمار بن ياسر، نضال حمود، أشار، ، إلى أن قرابة مائة تلميذ من الصفوف الثلاثة الدنيا يتلقون تعليمهم في ثلاث خيام صغيرة وأجواء شديدة البرودة، في ظل نقص كبير في المنهج والكادر التدريسي، الذي لا يتجاوز ثلاثة معلمين فقط، هم: سليم سعيد علي، وعبد المجيد صالح السويدي، ووليد عبده سعيد. واستغرب حمود «تجاهل قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء فضل حسن العمري»، والذي قال إنه «لم يكلف نفسه حتى السؤال عن أحوال وأوضاع طلاب مدارس المنطقة التي تتمركز قواته في كثير منها».
وتشهد منطقة الربوع في القبيطة أكبر تجمع للنازحين، وهو ما زاد من أعداد الطلاب في المدرسة الوحيدة فيها، الأمر الذي اضطرت جراءه إدارة المدرسة إلى وضع تلاميذ الصفوف الثلاثة الأولى في مسجد السوق، وآخرين تحت الأشجار، فيما قُسِمت فترة الدراسة في المدرسة، والمكونة من ستة فصول، إلى فترتين دراسيتين: صباحية وأخرى مسائية؛ لعدم استيعابها الأعداد الكبيرة من طلاب المرحلتين الأساسية والثانوية، والذين يزيد عددهم عن 850 طالب وطالبة.
إخلاء المدرسة من النازحين
وبدأ التعليم في المدرسة منتصف هذا الأسبوع، بعدما تم إخلاؤها من الأسر النازحة فيها منذ عامين ونصف عام. يقول الشاب محمد مراد، وهو أحد الأفراد الذين اتخذوا من فصول المدرسة سكناً لهم بمعية عوائلهم، بينما كان يشد الرحال لإخلائها، «إننا مضطرون إلى مغادرتها والعودة لمنازلنا بمنطقة الجريبة، حيث لا صوت يعلو على أصوات قذائق الهاون والهوزر ولعلعة الرصاص». وكان طلاب المدرسة قد تلقوا تعليمهم العام الماضي في العراء وتحت الأشجار، في ظل أجواء شتوية باردة.
تشتت وشرود
وفيما يحاول المعلم، خالد أحمد محمد، جاهداً تأدية الدرس لتلاميذه في الصف الأول ابتدائي تحت شجرة في المنطقة، ينشغل التلميذان عبد الحبيب محمد، وعلي سالم عبده (7 أعوام)، بتتبع عصفور على الشجرة والقيام بتقليده غير مباليين بما يقوله المعلم. وإلى جوارهما، يتركز اهتمام تلاميذ آخرين على البحث عن أماكن تواجد أشعة الشمس، لعلها تخفف عن أجسادهم النحيلة قليلاً من موجة الطقس القارس.
يشير المعلم محمد إلى أن «هذا هو العام الثاني الذي أعلم فيه التلاميذ هنا تحت هذه الشجرة، وكلهم من نازحي بعض قرى كرش: كالجريبة، والسفيلى، والحدب، وكذا المناطق المجاورة لنا ممن تهدمت مدارسهم». ويضيف، وهو أحد المعلمين المتطوعين، في حديث «أننا نحاول جاهدين إيصال المعلومة لهم وإفهامهم، فحالة الجو والتعليم في العراء يجعلهم مشتتي الأذهان وغير مستوعبين لما يقوله المعلمون أثناء تأدية الدروس... باختصار إنهم أحد الضحايا البريئة لهذه الحرب».
جميع المدارس مغلقة
من جهته، أفاد مدير التربية والتعليم في المديرية، محسن جازم، بأن الحرب التي تشهدها المديرية تسببت بإغلاق 11 مدرسة أساسية وثانوية جميعها في كرش وواحدة في منطقة الشريجة، وإجبار نحو 900 طالب على التعلّم في الخيام وتحت الأشجار، لافتاً، في سياق حديثه ، إلى أن «النقص الحاد في المنهج الدراسي، وعدم توفر الخيام، أعاق البدء بالعملية التعليمية في مناطق كثيرة كزيق، وحقب، والضاحي، وقداش، وأخرى اضطر طلابها إلى التعلم في العراء كمنطقة محصوص». وطالب جازم المنظمات الدولية بـ«القيام بواجبها بتوفير الخيام ومستلزمات الطلاب، وكذا مبان خشبية للنازحين ممن يسكون في بعض المدارس لتمكين المعلمين من إعادة الطلاب والطالبات للتعلم فيها».
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر