السبت 01 فبراير 2025 آخر تحديث: السبت 1 فبراير 2025
ن ........والقلم
أمين وأحمد قاسم …- عبد الرحمن بجاش
الساعة 14:08 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




في سبتمبر هذا توفي العم امين قاسم , وفي شارع 26 سبتمبر تعز عاش الفتره الاهم في حياته وحياتنا . 
امين قاسم مغلس كانت دكانته تحت طبيب الاسنان خيري رضا , وبجانب صيدلية العطاب , بلوحتها المهيبة التي خطها شيخ الخطاطين نعمان . 

 

عندما كنا نهرب من الاستاذ جابر من الصف في مدرسة الثورة الابتدائيه (( الاحمديه )) , فنقفز من على السور الخلفي , ولا بد ان نمر من الزقاق الصغير بجانب دكان العم امين , الذي يلاحظنا , فنجد ان الاستاذ جابر ارحم !!! , اذ يمسك باذن كل واحد ويعيدنا الى المدرسه وهات يا تحقيق ووعيد من الاستاذ زبيبه رحمه الله , من زارني الى مكتبي شاكرا ما كتبته عنه بعد سنين من ايام المجد تلك في تعز . 
 

العم امين والوعيل وسلسلة مخابز الشيابنه من لهم في رقبة كل طالب دين جميل !!!.
الى دكان العم امين كنت امر , واجلس الى كامل محمد قاسم وعبد الله محمد قاسم (( الشيبه )) رحمهما الله , وكانت هي ظاهرة ذلك الشارع العظيم , ففي كل دكان ترى من يدرسون صباحا في ناصر والثوره منهمكين في اشغالهم في كل دكان ومطعم ومخبازه ليصرفون على انفسهم وعلى اهلهم في القرى , كان حلما كبيرا يراود الناس في غد افضل , ولذلك كان الشارع هو شارع كل اليمن من اقصاه الى اقصاه .

 

امام العم امين استديو احمد عمر يسجل اللحظة السبتمبريه , وبجانبه احمد علي يزين الرؤوس حلاقة الثوره , ومن ميكرفون جامع الغفران الاصبحي يهدر باسمها , والشعراني وعبد العزيز سعد يسر يقتفيان اثر عبد الباسط عبد الصمد . 
 

هناك روتي الثوره من مخبز التيسير لغالب راوح واحمد غرسان , وابو الناصريين محمد عبد الملك المسني بجانبه , وهناك الدكان الجديد صوت العروبه يوزع عطور خير لنا , وصوت العرب , يعطر الماره احتفاء بمقدم الضيف الاكبر . 
 

هناك دكان احمد قاسم مغلٍس , كل صباح يمر عليه جدي عم والدي بيده الزنبيل , فلا يفارقه الا بعد ان يتبادلا اخبار ال BBC, وصوت العرب ومحمد عروق , ذلك الصباح همس العم احمد رحمه الله في ان جدي : (( يوليد بعد باكر شيصل الرجال )) , جدي يقترب : منو ؟ - جمال بيجي يزور تعز , ارتسمت ابتسامة السماء في وجه جدي , احمد قاسم كان وكالة انباء جدي !!!. 
 

في البيت في حافة اسحاق كنت استعد للسفر مع والدي الى القريه لياتي رسول من الشيخ امين عبد الواسع نعمان محافظ المحافظه : لا تسافرش جمال سيزور تعز , ولم نسافر . 
 

في المدرسة قالوا لنا : بكره الصبح تكونوا هنا , ستحملكم البوابير والسيارات الى المطار , جمال عبد الناصر والسلال جايين , كان الوقت قبل عيد الاضحى فصار العيد عيدين , وانا نسيت خوفي من تلك العقبة الصغيرة قبل المطار فرحا بعبد الناصر المهيب حقا , وشائف الحسيني جاء مشيا على الاقدام من العود ليرى ناصر العرب , ومن الاعروق الى اليوم ترى الاستاذ احمد عبده سيف كلما تذكر اللحظة دمعت عيناه : لقد اتى راجلا من القريه , لكنه وصل الى تعز والرجل قد غادر : (( لم اندم في حياتي قدر ندمي على تلك اللحظه )) .
 

كان حظي افضل منه , فقد اصطفينا تلاميذ بسنوات عمرنا المتفاوته ننتظر تحت الشمس متى تهل طائرة ناصر والسلال , واقسم اننا – الآن عيني تدعم – كما لو ان الارض انشقت عن هدير تهتز له التباب المحيطة وتلك الجبال المهيبه صبر وما جاورها (( ناصر ناصر يا جمال )) ..
 

ضاعت الطائرة عن اعيننا , لنراها فجأة تتهادى على ارضية المطار , تقف , يهل النور جمالا كالشمس , يرفع يده , تجن الجموع , ينزل , يصافح المستقبلين , فجأة لا نرى شيئا سوى هدير البشر يندفع باتجاه الرجلين , يضيعان بين الناس . 
 

في شارع سبتمبر كان العم امين, واحمد, والعزي, وجاود, والشيابنه, وقلاله , والعديني والمفلحي , والعنسي , والجهمي , والميسري , والحيمي , وكل اليمن تهدر : مرحب مرحب يا جمال , في مشهد ولا في الخيال . 
 

قال حسن العديني : كان اخي قريب من سيارة الزعيم , والبشر يندفعون كالموج , والسلال تضيق به الارض خوفا على قرة عين العرب , فيضطر الى النزول , ليفسح للسيارة التي بدات ترتفع , لقد حملها الناس على اكتافهم , لم يفقد السلال روح النكته فيلتفت الى الضابط المكلف بتوسيع الطريق : (( الظاهر عنرجع للمهره الاوله )) ...قال شقيق حسن : كان هناك رجلا من الارياف يصيح وانا اسمعه : اوبه لنا ياجمال , وعبد الناصر يشير الى عينيه : (( انتو في عيني ))
..يوم من الدهر يريد من هو اقدر مني على وصفه , اقولها بكل الامانه والصدق ...استعدته قبل ايام كفيديو حتى انتهيت منه اكتشفت ان قميصي اخضر دموعا , استعدت خلال المشاهده لحظة المجد .

 

كان هناك العم امين يهتف واخيه احمد يهتف , وشارع 26 شارع اليمن يهتف ...
رحمهم الله جميعا امين واحمد وجمال والسلال , وعاش شارع 26 سبتمبر العظيم . 
لله الامر من قبل ومن بعد .

16 سبتمبر 2017

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص