الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قصيدة -محمَّد المهدِّي
الساعة 14:50 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

لِبُرْهَتَيْنِ.. عَلَى أَهْلِيْ وَمُجْتَمَعِيْ 
قَعِيْ، بِكُلِّ هُدُوْءٍ، يَا سَمَاءُ: قَعِيْ

 

لِيُدْرِكَ الكُلُّ مَا أَدْرَكْتُ أَزْمِنَةً 
مَجْهُوْلَةً، وَيَعِيْ مَا فِيْ البَعِيْدِ أَعِيْ

 

لَمْ يَسْألُوْا عَنْ غَرِيْبِ الحَالِ.. مَا اطَّلَعُوْا 
عَلَيْهِ، وَهو عَلَيْهِمْ خَيْرُ مُطَّلِعِ

 

أَنَا الغَرِيْبُ الَّذِيْ فِيْ خَافِقِيْ اغْتَرَبَتْ 
أَمُّ العَذَابَاتِ وَالحِرْمانِ لا المُتَعِ

 

أَمَامَ نَافِذَةٍ كَاللَّيْلِ وَاسِعَةٍ 
أَنَامُ كَالطِّفْلِ.. فِيْ الأَحْلامِ مُتَّسَعِيْ

 

أَنَامُ كَالطِّفْلِ مِنْ فَرْطِ البُكَاءِ عَلَى 
طُفُوْلَةِ الفَجْرِ يَا شَيْخُوْخَةَ الفَزَعِ

 

لَقَدْ تَوَرَّطتُ بِاليُتْمِ العَمِيْقِ كَأَعْمَاقِ المُحِيْطَاتِ، 
وَالصَّبْرُ الجَمِيْلُ مَعِيْ

 

لا نَهْرَ يَشْرَبُ حُمَّى القَلْبِ، لا امْرَأَةٌ 
خَفِيْفَةٌ كَالنَّدَى.. مَنْفَايَ مُضْطَجَعِيْ

 

بِكُرْبَتِيْ أَتَسَلَّى؛ فَالحَنِيْنُ إِلَى 
صَوْتِ العَصَافِيْرِ مَلْهَاتِيْ وَمُنْتَجَعِيْ

 

وَبِالغِيَابِ أَحُكُّ الذِّكْرَيَاتِ وَفِيْ 
رَأسِيْ دُهُوْرٌ وَأَيَّامٌ بِلا جُمَعِ

 

وَخَلْفَ نَافِذَةٍ كَالثَّلْجِ بَارِدَةٍ 
أَصْحُوْ كَنَسْرٍ عَجُوْزٍ صَحْوَةَ الجَزَعِ

 

أَصْحُوْ فَأضْرِبُ مِنْقَارِيْ عَلَى جَبَلٍ 
يَسِيْلُ مِنْ مُقْلَتَيْهِ مَعْدِنُ الهَلَعِ

 

يُنَاطِحُ الجُوْعَ بِالأَدْيَانِ.. يُوْجِعُهُ 
دِيْكُ الرَّغِيْفِ، وَعِنْدِيْ غَابَةُ الوَجَعِ

 

أَنَامُ.. أَصْحُوْ.. وَقَلْبِيْ عُشُّ أَسْئلَةٍ 
رَمْلِيَّةِ المُشْتَهَى، مَائيَّةِ الوَرَعِ

 

إِنْ لَمْ يُجِبْنِيْ عَلَيْهَا نَبْضُ سُنْبُلَةٍ 
أَنَا بِكُلِّ جَوَابٍ غَيْرُ مُقْتَنِعِ

 

أَمَامَ نَافِذَةٍ أَوْ خَلْفَ نَافِذَةٍ 
قَالُوْا أُغَالِطُ نَفْسِيْ.. قُلْتُ: لَمْ أَجُعِ

 

وَسِرْتُ شَرْقًا وَغَرْبًا غَيْرَ مُكْتَرِثٍ 
بِخُطَّةِ السَّفَرِ المَشْرُوْغِ بِالخُدَعِ

 

وَسِرْتُ فَاسْتَوْقَفَتْنِيْ رِيْحُ أُمْنِيَةٍ 
لا وَافِقِيْ يَا خُطَى رُوْحِيْ وَلا امْتَنِعِيْ

 

دَوَّامَةُ الأُفْقِ، فِيْ الأَسْبَابِ، أَبْعَدُ مِنْ 
مَعْنَى المَكَانِ، وَمِنْ دَيْمُوْمَةِ البُقَعِ

 

فَعَنْ يَمِيْنِ الصَّدَى لَيْلُ الغَرِيْبِ وَعَنْ
يَسَارِهِ شَمْعَةٌ/ أَنْفَاسُ مُنْقَطِعِ

 

أَيْنَ الخَرِيْطَةُ؟! فِيْ عَيْنِ النَّوَافِذِ، فِيْ 
مشْوَارِ قَلْبٍ، عَلَى الإِطْلاقِ، لَمْ يَضِعِ

 

2015-2-5م
 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص