السبت 01 فبراير 2025 آخر تحديث: السبت 1 فبراير 2025
ن ...........والقلم
أحمد البعداني .... - عبد الرحمن بجاش
الساعة 15:23 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

  مهدى لصاحبي ماجد العبد الله 


قلت وأنا اكاد اتميز ليس غضبا , بل ضحكا : كيف يا بعداني ؟ , ركز نظره على وجهي وبحركته  التي تشبه حركة "زوربا": يا ابن الشيخ هذا ما حدث , وعدت إلى الضحك : لكن (( البعدانيه )) ظلت تهذي وهي تمشي : اني داريه أين سار البعداني , والله يا أحمد انو تزوج , وكلما احاول ان اشرح لها ان البعداني قد يكون حصل له حادث , دعينا نتأكد , تعود الى الصراخ : محد يعرفه (( الزنوه )) الا أني والله انو عند مرته الجديدة , ليكن خليني اشوفه شاوري ابوه  , وأنا اخلط الضحك بالجد لان الموقف كان يحتم ان افعل ما فعلت .
 

هناك من الاشخاص من يجعلك تتعلق به , لسر ما , لسبب ما لا تستطيع شرحه , واحمد البعداني كان رحمه الله صاحبي , كل اسراره لدي , والبعداني كان يشتغل مع مستودع الشرق الاوسط مساء , والفتره الصباحيه عند الروس , تحديدا عند فيكتور في المركز الثقافي السوفيتي , احمد البعداني كان يذهب بعد ان اشتروا له دراجه ناريه ابو عربيه , يذهب الى المطار كل اسبوع ياتي بنشرة ((نوفوستي))  وجريدة انباء موسكو ومطبوعات دار التقدم الشهيره باللغة العربيه , بواسطة طائرة شحن تقوم بالمهمه الى عواصم البلدان المنضويه تحت اللواء السوفيتي يومها , عدن , اديس بالذات.

 
كان يحدثني همسا ويضحك , وأنا اموت ضحكا : (( يابن الشيخ ولا تحكي سري للبعدانيه : كنت في المطار وطلعت الى الطائره , فتحت الثلاجه كنت ظمآن جدا , قوارير (( الصودا )) اعجبتني, تناولت احداهن , والى جوفي , ولم ادر بعدها الى اين سرحت , صحوت فجأة فاذا بي وسط ظلام بين كراتين , فتحسست ما حولي حتى وصلت الى مايشبه النافذه , حركتها في كل الاتجاهات , ففتحت صعودا , من وراء الزجاج كان المنظر مش المنظر , مطار صنعاء ملان ثلوج , ففركت عيني , فاذا بي ارى المباني غير المباني , قلت لنفسي : ايحين ثلجوا المطار وغيروا المباني , عدت الى مكاني مطنن !!! , اسالن اين انا ؟ وبين الكراتين يا بعداني , الظاهر انني نمت من جديد وانا مفجوع , ادور على المطار في خيالي , حتى أحسست بحركه ومن يناديني باسمي , فركت عيني كان المهندس الروسي : اخمد ايش هذا ؟؟ , كيف جيت ؟ انت في موسكو , أللي يا بعداني و في موسكو , عاد المهندس يقول : نزله مافي , اجلس هنا فوق الطياره , الثلاجه مليان اكل وصودا !! وضحك . 
تركني لاظل داخل الايرفلوت اسبوعا , جلبوا لي ملابس , وطرنا من جديد وقدني مثل بريجنيف !! . 
تعالى صوت البعدانيه : (( طلقني يا احمد البعداني او طلقها , والا والله ما ارجعلك بيت )) .


 يا ابن الشيخ كلم هذي بنت الكلب , انا في وادي وهي في وادي , وفي الشارع ظل عبد الوهاب العليمي يتفرج للبعداني والبالطو الاسود الطويل , وبقامة البعداني المهيبه ظهر كاعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي , ولم يكن يومها والايام التاليه من حديث لشارع علي عبد المغني احدا غير البعداني , ونحن الشلة الصغيره مشغولين بادعاءات البعدانيه عن زواجة البعداني !!! . 
 

في علي عبد المغني (( اقتلب )) البعداني بسيارة الشرق الاوسط , تخيلوا ان يتقلب احدا في الشارع , لكنه البعداني وكان الوقت ليلة عيد رمضان , كانت الصودا حق ليلة العيد هي السبب , بعد ان فطمت الشلة الاكبر منها طوال رمضان !!!
 

ظل كلا منا يضحك على حكاية البعداني والبعدانيه واحمد وانا رحمهما الله طوال ايام لاحقه , انا لانني اعرف مالذي حصل , والبعدانيه تهم الزوجة الجديده , واحمد عمنا صاحب الشرق لم يصدق ما حصل, واحمد البعداني يضحك على نفسه عندما يتذكر انه ظن انهم غيروا مطار صنعاء ثلوجا ومباني !!!!. 
 

رحم الله البعداني صاحبي الحميم , والبعدانيه التي ماتت وهي تدعي عليه وتلحقني به (( اني داريه ابن الشيخ صاحبه )) ...
لله الامر من قبل ومن بعد .

20  اغسطس  2017

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص