عند الإعلان عن قائمة المنتخب التشيلي المشارك في نهائيات كأس القارات 2017، ورد اسم النجم أليكسيس سانشيز على أنه لاعب في صفوف بايرن ميونيخ الألماني، الأمر الذي رسم علامات استفهام حول مستقبل اللاعب، الذي لم يحسم بعد مسألة بقائه مع أرسنال الإنجليزي.

لكن الأمر لم يتعد كونه خطأً مطبعيًا، ورغم أن الفريق البافاري مهتم فعلا بخدمات مهاجم أرسنال، ينصب تركيز سانشيز فقط على مشاركة ناجحة في كأس القارات، بغية إحراز لقب ثالث للمنتخب التشيلي في غضون 3 أعوام فقط.

ويطالب سانشيز براتب مرتفع أسوةً بنجوم اللعبة الكبار في الدوري الإنجليزي الممتاز، ويُشاع أن أرسنال قدم له عرضًا جديدًا ينص على تقاضيه 250 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا، إلا أن الجانب الرياضي يلعب دوره أيضًا في مستقبل اللاعب التشيلي، الذي يرغب في المشاركة بدوري أبطال أوروبا، وهو أمر لم يستطع الفريق اللندني الأحمر ضمانه، بعد احتلاله المركز الخامس في الدوري.

سانشيز كان النقطة الوحيدة المضيئة في موسم أرسنال، فقد تمكن من تسجيل 24 هدفًا في الدوري، وتأقلم مع دوره الجديد كرأس حربة، رغم تفضيله للعب على الطرفين مستغلًا مهارته وسرعته، ومن المستبعد أن يقوم مدرب المنتخب التشيلي، خوان أنتونيو بيتزي، بإشراكه كمهاجم صريح في كأس القارات، خصوصًا أن طريقة لعب الفريق تختلف كليًا عن طريقة لعب أرسنال.

واعتاد سانشيز على الصعود إلى منصات التتويج مع المنتخب التشيلي، فقد كان من أفضل لاعبي الفريق في نهائيات كوبا أمريكا عام 2015، عندما سجل الركلة الترجيحية الحاسمة التي منحت بلاده اللقب، في المباراة النهائية على حساب الأرجنتين.

وعادت تشيلي في العام التالي لتشارك في النسخة الخاصة من كوبا أمريكا، بمناسبة مرور 100 عام على إقامتها للمرة الأولى، حيث دافعت عن لقبها بنجاح، وكررت الفوز على الأرجنتين بركلات الترجيح، وفاز سانشيز بجائزة أفضل لاعب في البطولة.

ومع اقترابه من عامه الـ29، يبدو سانشيز جاهزًا أكثر من أي وقت مضى، من أجل الارتقاء بأدائه إلى مستويات متقدمة، وهو الذي يعتبر حاليًا واحدًا من أفضل اللاعبين في العالم، بفضل الخبرة التي اكتسبها جراء اللعب في صفوف أرسنال، ومن قبله برشلونة.

انطلقت مسيرة سانشيز مع كوبريلوا التشيلي، وانتقل إلى أودينيزي الإيطالي عام 2006، لكنه لعب على سبيل الإعارة موسمًا واحدًا مع كولو كولو، ليساهم في فوزه بلقب الدوري التشيلي، قبل أن يُعار مرة أخرى إلى ريفر بليت الأرجنتيني، ويفوز معه هو الآخر بلقب الدوري المحلي.

وانتشر اسم سانشيز سريعًا، بعدما سجل أربعة أهداف في مباراة واحدة أمام باليرمو (7-0)، في الدوري الإيطالي، موسم 2010 - 2011، فكان بديهيًا أن يحصل على اهتمام الاندية الأوروبية الكبيرة، ليوقع على عقد مع برشلونة، حيث لعب معه 3 مواسم، كان أبرزها الموسم الثالث الذي أحرز خلاله 19 هدفًا بالدوري الإسباني، قبل أن يرحل بعدما فقد مكانه الأساسي في تشكيلة الفريق الكتالوني، بقدوم البرازيلي نيمار.

وظفر سانشيز مع أرسنال بكأس إنجلترا في 2015 و2017، وبات واحدًا من أهم اللاعبين في "البريميرليج"، ويأمل جمهور الفريق اللندني في الحفاظ على الأمور كما هي، رغبةً منه في الصعود لمنصة التتويج بالدوري للمرة الأولى منذ 2004.

ويبدو المنتخب التشيلي، بقيادة سانشيز، مرشحًا لإحراز اللقب، رغم الخسارة الودية الأخيرة أمام رومانيا (2 - 3)، لكن عليه أولًا تجنب المفاجآت في المجموعة الثانية، التي تضم أيضًا ألمانيا وأستراليا والكاميرون.