الأحد 02 فبراير 2025 آخر تحديث: السبت 1 فبراير 2025
ن .......والقلم
العزي .... - عبد الرحمن بجاش
الساعة 09:26 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




يتذكر زميلي وصاحبي الذي والده صاحب والدي رحمهما الله , المهندس احمد محمد علي عثمان ذلك الطريق الذي اوصلنا الى مدرسة الثوره الابتدائيه (( الاحمديه سابقا )) لا رحم الله من امر بسحقها , نتذكر جميعا دكان عبد الله عبد اللطيف القدسي (( العزي )) الكائن بجانب استديو العم جاود نوري واحمد عبد المجيد للتصوير . 
 

في الثالث ابتدائي رسبت , يومها كان الرسوب فضيحه , لم يذهب بالي وانا اعيد النظر في كشف الناجحين , لم افكر بوالدي وردة فعله , بل بالعزي , اذ كيف سامر امامه وقد رسبت , طوال الثلاثة اشهر عمر العطله الصيفيه لم اصل الى ذلك المكان , وحرمت نفسي من مقهاية الابي , لانني كنت اخشى عبد الله عبد اللطيف .
نهاية العام التالي نجحت , ليمنحني العزي شميز جائزه على نجاحي , ولم يمنعه ذلك من ان يفعص اذني تذكيرا برسوبي العام الفائت !!! , كانت تعز يومها تحب المتعلم حتى الثماله , واصحاب الدكاكين في شارع 26 سبتمبر كلما رأو شابا يمر وبيده ورقه سألوه : تشتي ضمانه تعال , لا احد يسأل غير ذلك السؤال .

 

د. منصور الهلالي , د. عبده سعيد طشان , الصنعاني , عبد الباقي المنيفي , وغيري وغيرهم مرو على دكان عبد الله عبد اللطيف , لم يبخل على أي منا , طالما والقلم والدفتر في ايدينا , وجبهة التحرير والجبهة القومية مرا من دكان القدسي , رأيت لاول مره وانا في الابتدائي سالم ربيع علي هناك عند العزي .
وما يزال صوته يجلجل لصاحب يافع وقد اتي اليه شاكيا : (( الجبهه القوميه تولوا الحكم في الجنوب يا عزي )) , واجابته تاريخ في ذاكرتي : المهم انهم يمنيين . 

 

كانوا رجالا كبارا يحملون هذا البلد في ارواحهم , لم يبخلوا , فتبرعوا للحرس الوطني , احتضنوا طلبة الاحمديه من الحيمي الى المقري الى سالم صالح والمفلحي الى المساح , تدفق اليمن كله من اقصاه الى اقصاه الى شارع 26 سبتمبر يحمل راية الثوره , لم يسأل احد احدا من اين انت ؟ من مطلع والا من منزل , كان همهم جميعا ان ترتفع راية الثوره وتترسخ الجمهوريه في القلوب والعقول , كانوا ياتون الى صنعاء من الحديدة وتعز واب , ليشاهدوا فقط جيش الجمهوريه يعرض يوم عيد 26 سبتمبر , والى مصنع الغزل والنسيج يحجون كل اثنين يزورون اليمن الذي حلموا به !!! .
ماذا يمكن لنا الان ان نقول للعزي عبد الله عبد اللطيف وقد وزع الفوط والسراويل عل طلبة ناصر والثوره ليواصلوا التعلم ؟؟ ولحقني بالشمزان الى صنعاء , ماذا نقول له : هل غلطت غلطة عمرك يوم ان صفقت طويلا , واحتفيت بالثوره ؟ والآن عليك ان تدفع ثمن (( الغلطه )) !! , ماذا نقول ؟؟ .
عبد الله عبد اللطيف العزي القدسي الآن في تعز لم يبرحها ابدا , ويعاني , وانا لا املك غير كلماتي واحرفي ارسلها اليه لعل وعسى بواسطة صاحبي فؤاد فاضل الذي يجل ويحترم عبد الله عبد اللطيف. 
وانا على البعد اتمنى , وادر ك ان التمنيات سلاح العاجز . 

 

اعرف ان العزي كريما وشهما الى درجة الكرامة الشخصيه , اقول على البعد انت في قلوبنا يا عم عبد الله , ولم ولن ننسى جميلك , وان كنا عاجزين في هذا الظرف الاقسى حتى ان نصل لزيارتك . 
شكرا للعزي القدسي باسم كل من مر من امامه , وكل من ناله كرمه وشهامته . 
لله الامر من قبل ومن بعد .

20 مارس 2017

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص