الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قصيدة - محمد المهدي
الساعة 14:36 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

كِتَابٌ هِيَ الدُّنْيَا.. هُوَ المَوْتُ فَهْرَسُ 
فَمَاذَا عَسَى أَنْ تَدْرُسُوْا أَوْ تُدَرِّسُوْا!

 

حَدِيْثُ الأَعَالِيْ وَاضِحٌ، شِبْهُ غَامِضٍ 
فَكُرَّاسَةُ الرُّؤيَا يَعِيْهَا المُكَرِّسُ

 

وَحِكْمَةُ أَهْلِ الأَرْضِ لَمْ تَكْتَمِلْ وَلَمْ 
تَضَعْ حَمْلَهَا كَيْ يَحْضَنَ الرَّمْلَ سُنْدُسُ

 

قَلِيْلُوْنَ حَوْلَ الفَجْرِ يَسْتَقْرِئوْنَهُ 
مَلاكًا.. وَسِرْبٌ فِيْ الدَّيَاجِيْرِ مُبْلِسُ

 

أُحِبُّكِ يَا عَيْنَ التَّسَابِيْحِ قَلْعَةً 
وَأَدْرِي لمَاذَا حَارِسُ اللَّهْوِ يَنْعُسُ

 

لأَنَّ سَرِيْرَ الجَهْلِ رَثٌّ كَغَابَةٍ 
وَشَارِعُ أَهْلِ العَقْلِ كَالمَاءِ أَمْلَسُ

 

فَكَمْ كَيِّسٍ، مِنْ قَلْبِهِ دَانَ نَفْسَهُ 
وَبَاغٍ بِلا قَلْبٍ أَدَانَتْهُ أَنْفُسُ

 

وَكَمْ مَوْطِنٍ فِيْ الكِيْسِ حِمْل مُوَاطِنٍ! 
وَشَعْبٍ مَنَافِيْهِ الضَّمِيْرُ المُكَيَّسُ!

 

سَأَلْتُكَ بِالوَزْنِ الثَّقِيْلِ مِن الصَّدَى 
هُدُوْءَ النَّدَى.. مَا زَالَتِ الرِّيْحُ تَرْفسُ

 

فَلا قَرْيَةٌ لِلعُشْبِ إِلاَّ وَأَهْلُهَا 
حَرَائقُهُمْ مِنْ وِجْهَةِ الحَرْبِ أَطْلَسُ

 

إِلَى أَيْنَ يَا طَاحُوْنَةَ الهَوْلِ؟! إِنْ يَكُنْ 
دَمٌ شَرِسًا كَالجُوْعِ، فَالقَمْحُ أَشْرَسُ

 

لمَاذَا التُّرَابِيُّوْنَ فِيْ كُلِّ بُقْعَةٍ 
جَحِيْمٌ، وَسَقْفُ الرُّوْحِ مَاءٌ مُفَرْدَسُ!

 

وَهَذَا الفَضَاءُ الرَّحْبُ هَذَا.. يَهُمُّهُ 
بِأَنْ تُمْعِنُوْا فِيْهِ كَثِيْرًا وَتَهْجِسُوْا

 

خُذُوْا نَفَسًا -مِنِّيْ- عَمِيْقًا؛ لِتَصْعَدُوْا 
فَمِنْ رِئَتِيْ هَذَا المَدَى يَتَنَفَّسُ

 

خُذُوْا هَمْزَةً لِلوَصْلِ مِنْ كَفِّ دَمْعَةٍ 
بِأَسْمَائهَا البَيْضَاءِ -لِلحُبِّ- تَهْمسُ

 

وَمُرُّوْا عَلَى وَادِيْ الرَّيَاحِيْنَ وَامْسَحُوْا 
عَلَى رَأسِهِ.. لِلعِطْرِ رَأسٌ مُنَكَّسُ

 

وَلِلفُلِّ وَالكَاذِيْ مَقَامٌ وَقَامَةٌ 
وَلِلوَرْدِ أَعْنَاقٌ طِوَالٌ وَأَرْؤسُ

 

وَلِلزَّعْفَرَانِ الحَيِّ أَدْهَى مُخَطَّطٍ 
لِنَاطِحَةٍ فِيْ الرُّوْحِ.. نِعْمَ المُهَنْدِسُ

 

وَمُرُّوْا عَلَى النَّهْرِ الغَرِيْبِ؛ لِتَفْتَحُوْا 
شَهِيَّتَهُ فِيْ الأُنْسِ.. أَيْضًا لِتَأنَسُوْا

 

وَلا تُغْلِقُوْا بَابَ المَحَبَّاتِ نَظْرَةً 
وَعَيْنُ الضُّحَى لِلبُعْدِ حِسٌّ وَمَلْمَسُ

 

فَلا يَبْلغُ الآمَالَ إِلَّا مُهَاجرٌ 
لَهُ وَطَنٌ فِيْ لَعْنَةِ اللَّهِ يَجْلِسُ

 

وَلا يُشْعِلُ المِصْبَاحَ فِيْ لَيْلِ لَحْظَةٍ 
سوَى شَاعِرٍ فِيْ صَدْرِ دَهْرٍ يُوَسْوِسُ

 

كِتَابُكَ، يَا هَذَا وَذَاكَ، سَحَابَةٌ 
وَجَمْرٌ.. وَهَذَا مُمْطِرٌ، ذَاكَ مُشْمِسُ

 

كِتَابُكَ مِيْعَادَانِ.. وَالوَقْتُ شَارِدٌ 
سَتَبْسِمُ فِيْ وَجْهِ الكَلامِ وَيَعْبِسُ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص