- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

لهذه المدينة كل عشقي , هذا ما يرد الى الذهن كلما مرت بخاطري , وفي اليوم والليلة ترد كثيرا , حتى تضج نفسي بمزيد من الهيام بها .
صنعاء ليست مجرد , قمريات , واحزمة من جص , وعقود لؤلؤيه , بل هي عيون , وآذان , وشوق , وجوهره , وشجن , وخضرة شمس تستكب الى ما بين عينيها , على كتفيها , الى عيونهن , الى روحي , الى الازقة , والحواري , ومقاشم ضاعت , ولهجة احن على الروح من الروح , يستكب كله الوانا من البهجه , والفرح , من شمس غيمان .
كان لا بد لي ان اذهب لالتقي بها , فذهبت الى الموعد , وعندما اواعدها فالتزم بموعدي , خوفا من ان تضيع مني , تقبل علي كزلال الماء الذي يخترق الملح الاجاج فتستطيع ان تلتقطه ماء يروي ظمأك , وما احلى الضمأ الى المدينه .
صنعاء ليست مجرد احجار , واسواق , وجدران , وستائر مزركشه , وارواح تهفو الى اعين القادمين , هي كل جميل خلطوه بالعسل , ببياض نتف السحب , التي تتخاوصها من وراء غيمان , شوقا , وولها , لآلئ تتقلدها النسوة , وكهرمانات تتوزع على اجيادهن .
جلست الى صنعاء حوالي الساعة احدثها عن نفسها , قلت :
انتي بهية النفس , روحي تهيم في الازقة وتعتلي الوان القمريات...تتحول الى حارس ليل يحميك من العيون , قالت لي صنعاء : نعم انا من تسكن روحي الارواح , وانا من يسحر عيونهم , وانا من اكتشفت جمالي من جديد , كل صباحاتي تعبق بالجمال , قلت انا : اليوم سؤارخ لك يوم مطر وفرح .
صنعاء غزيرة بكل شيئ , حيث اللحظة صنعانية بامتياز , حصلت اثناءها على نفسي التي غابت في الزحام , فجأة وجدتني وسط الازقه , وعبق الصمت , وهمس الجدران , تسالني : اين انت ايها الغائب ؟ فأجد روحي تلهث وراء طيف من نسمات قدمت من باب اليمن , مرت على الابهر , واتكأت على كرسي عتيق , لتشرب قهوة الصباح , وتتلقى فيض من اشعة غيمان عند البنوس .
ساعة قضيتها مع مدينة الروح , اختطفت خلالها نفسي , من نفسي , ورحت اتذكر تلك الخطوات التي مرت من ذلك الزقاق , وتلك العين التي لا تظهر منها من وراء ستارة بيضاء سوى رموشها , تسالني باستحياء : اين انت يا من رحلت الى بعيد , فاكتشف انني ابن عاق , ترك المدينة وذهب يحتمي بحصن تساقطت احجاره على الرؤوس .
ساعة جلست الى عيون صنعاء , استجلي وهجها , شهقات صباحاتها , ايماآت نتف الليل المتساقطه على جبهتها , تداعبها ريح الربيع التي تخضر قلوبا وافئده في صبح الابهر حيث اودع الله جماله في حسن صنعاء .
رحت ادندن مع عبد الرحمن الآنسي : عن ساكني صنعاء ..هات وافوج النسيم , وانا العاشق الولهان لتلك الليالي التي تركت اثناء احدها نفسي هناك تتجول في هدوء الليل وشبق الصبح , هنا صنعاء , هنا روحي , هناك تلتئم المسافات على وجنتيها ضحكة ما تزال تدوي في اعماقي ..........
6 مارس 2017
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
