الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن ........والقلم
ساعه من الروح ...لصنعاء فقط عبد الرحمن بجاش
الساعة 14:55 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



لهذه المدينة كل عشقي , هذا ما يرد الى الذهن كلما مرت بخاطري , وفي اليوم والليلة ترد كثيرا , حتى تضج نفسي بمزيد من الهيام بها . 
صنعاء ليست مجرد , قمريات , واحزمة من جص , وعقود لؤلؤيه , بل هي عيون , وآذان , وشوق , وجوهره , وشجن , وخضرة شمس تستكب الى ما بين عينيها , على كتفيها , الى عيونهن , الى روحي , الى الازقة , والحواري , ومقاشم ضاعت , ولهجة احن على الروح من الروح , يستكب كله الوانا من البهجه , والفرح , من شمس غيمان . 
كان لا بد لي ان اذهب لالتقي بها , فذهبت الى الموعد , وعندما اواعدها فالتزم بموعدي , خوفا من ان تضيع مني , تقبل علي كزلال الماء الذي يخترق الملح الاجاج فتستطيع ان تلتقطه ماء يروي ظمأك , وما احلى الضمأ الى المدينه . 
صنعاء ليست مجرد احجار , واسواق , وجدران , وستائر مزركشه , وارواح تهفو الى اعين القادمين , هي كل جميل خلطوه بالعسل , ببياض نتف السحب , التي تتخاوصها من وراء غيمان , شوقا , وولها , لآلئ تتقلدها النسوة , وكهرمانات تتوزع على اجيادهن .
جلست الى صنعاء حوالي الساعة احدثها عن نفسها , قلت : 
انتي بهية النفس , روحي تهيم في الازقة وتعتلي الوان القمريات...تتحول الى حارس ليل يحميك من العيون , قالت لي صنعاء : نعم انا من تسكن روحي الارواح , وانا من يسحر عيونهم , وانا من اكتشفت جمالي من جديد , كل صباحاتي تعبق بالجمال , قلت انا : اليوم سؤارخ لك يوم مطر وفرح .
صنعاء غزيرة بكل شيئ , حيث اللحظة صنعانية بامتياز , حصلت اثناءها على نفسي التي غابت في الزحام , فجأة وجدتني وسط الازقه , وعبق الصمت , وهمس الجدران , تسالني : اين انت ايها الغائب ؟ فأجد روحي تلهث وراء طيف من نسمات قدمت من باب اليمن , مرت على الابهر , واتكأت على كرسي عتيق , لتشرب قهوة الصباح , وتتلقى فيض من اشعة غيمان عند البنوس . 
ساعة قضيتها مع مدينة الروح , اختطفت خلالها نفسي , من نفسي , ورحت اتذكر تلك الخطوات التي مرت من ذلك الزقاق , وتلك العين التي لا تظهر منها من وراء ستارة بيضاء سوى رموشها , تسالني باستحياء : اين انت يا من رحلت الى بعيد , فاكتشف انني ابن عاق , ترك المدينة وذهب يحتمي بحصن تساقطت احجاره على الرؤوس .
ساعة جلست الى عيون صنعاء , استجلي وهجها , شهقات صباحاتها , ايماآت نتف الليل المتساقطه على جبهتها , تداعبها ريح الربيع التي تخضر قلوبا وافئده في صبح الابهر حيث اودع الله جماله في حسن صنعاء .
رحت ادندن مع عبد الرحمن الآنسي : عن ساكني صنعاء ..هات وافوج النسيم , وانا العاشق الولهان لتلك الليالي التي تركت اثناء احدها نفسي هناك تتجول في هدوء الليل وشبق الصبح , هنا صنعاء , هنا روحي , هناك تلتئم المسافات على وجنتيها ضحكة ما تزال تدوي في اعماقي ..........

6 مارس 2017
 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً