الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
قَيِّدْ فَضَائِيْ.. - يحيى الحمادي
الساعة 13:07 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

قَيِّدْ فَضَائِيْ.. وهَبْ لِي مَسلَكًا وعَصَا
أَو خُذْ جَنَاحِي ودَعنِي أَهجُر القَفَصَا
.

 

خُذ كُلَّ شِعرِي.. وهَب لِي مَوطِنًا يَدُهُ
تَكفِي لِإِيقاظِ حَرفٍ داخِلِي نَكَصَا
.

 

وانزَعْ مِن الحِبرِ رُوحِي, فالشَّقَاءُ بها
كالبئرِ, يَزدَادُ عُمقًا كُلَّمَا نَقَصَا
.

 

يا مُمْسِكِي مِن ذِرَاعِي لَم أَعُدْ حَدَثًا
مَرَّتْ ثَلاثُونَ.. دَعنِي أُهدِر الفُرَصَا
.

 

مَرَّت ثلاثُونَ مِنّي فَجأَةً.. فَمَتى
يَرتَدُّ عُمري على آثارِها قَصَصَا !
.

 

لا أَطلُبُ الخُلْدَ.. إِنِّي كُلَّمَا سَقَطَت
تُفَّاحَةٌ صَدَّ جُوعِي جُوعَهُ, وعَصَى
.

 

لَم أَقتَرِفْ بَعدُ إِلَّا دَمعَةً جَرَحَت
قلبي, ورَمْيَةَ صَبٍّ ظِلَّهُ اقتَنَصَا
.

 

ولا تَمَنَّيتُ إِلَّا أَن أَكُونَ على 
صَدَى الحُرُوفِ خَرِيرًا يُطفِئُ الغُصَصَا
.

 

أُخبِرْتُ مُذْ كُنتُ طِفلًا أَنَّ لِي وَطَنًا
أَحلامُهُ آثِمَاتٌ تَجتَدِي رُخَصَا
.

 

وأَنَّهُ كان يُخفِي جُرحَهُ خَجَلًا
وما يَزالُ, ويَهوى كُلَّ مَن خَرَصَا
.

 

وحِينَمَا شَدَّ يَومًا فَجرَهُ وَقَعَت
ذِرَاعُهُ, ثُمَّ قالُوا: ليتَهُ فَحَصَا!
.

 

واسْوَدَّتِ الأَرضُ.. حَتَى أَخرَجَت قَمَرًا
وأَنجُمًا شَاحِبَاتٍ تُشبهُ البَرَصَا
.

 

ما أَغزَرَ الشِّعرَ.. لَولا أَنَّ بي وَجَعًا
مِن غَيمَةٍ كَافَأَتنِي بالدُّمُوعِ حَصَى
.

 

يا آخِرَ الشَّوطِ.. ها قَد صِرتَ مائدَةً
لَو كُنتَ عَدْلًا لَكَانَت حِصَّتِي حِصَصَا
.
.
.
.
.
في النَّفسِ شيءٌ.. ولكنْ لَن أَبُوحَ بهِ
يَكفِي الذَّبيحَ عَزَاءً أَنَّهُ رَقَصَا

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً