الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قَيِّدْ فَضَائِيْ.. - يحيى الحمادي
الساعة 13:07 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

قَيِّدْ فَضَائِيْ.. وهَبْ لِي مَسلَكًا وعَصَا
أَو خُذْ جَنَاحِي ودَعنِي أَهجُر القَفَصَا
.

 

خُذ كُلَّ شِعرِي.. وهَب لِي مَوطِنًا يَدُهُ
تَكفِي لِإِيقاظِ حَرفٍ داخِلِي نَكَصَا
.

 

وانزَعْ مِن الحِبرِ رُوحِي, فالشَّقَاءُ بها
كالبئرِ, يَزدَادُ عُمقًا كُلَّمَا نَقَصَا
.

 

يا مُمْسِكِي مِن ذِرَاعِي لَم أَعُدْ حَدَثًا
مَرَّتْ ثَلاثُونَ.. دَعنِي أُهدِر الفُرَصَا
.

 

مَرَّت ثلاثُونَ مِنّي فَجأَةً.. فَمَتى
يَرتَدُّ عُمري على آثارِها قَصَصَا !
.

 

لا أَطلُبُ الخُلْدَ.. إِنِّي كُلَّمَا سَقَطَت
تُفَّاحَةٌ صَدَّ جُوعِي جُوعَهُ, وعَصَى
.

 

لَم أَقتَرِفْ بَعدُ إِلَّا دَمعَةً جَرَحَت
قلبي, ورَمْيَةَ صَبٍّ ظِلَّهُ اقتَنَصَا
.

 

ولا تَمَنَّيتُ إِلَّا أَن أَكُونَ على 
صَدَى الحُرُوفِ خَرِيرًا يُطفِئُ الغُصَصَا
.

 

أُخبِرْتُ مُذْ كُنتُ طِفلًا أَنَّ لِي وَطَنًا
أَحلامُهُ آثِمَاتٌ تَجتَدِي رُخَصَا
.

 

وأَنَّهُ كان يُخفِي جُرحَهُ خَجَلًا
وما يَزالُ, ويَهوى كُلَّ مَن خَرَصَا
.

 

وحِينَمَا شَدَّ يَومًا فَجرَهُ وَقَعَت
ذِرَاعُهُ, ثُمَّ قالُوا: ليتَهُ فَحَصَا!
.

 

واسْوَدَّتِ الأَرضُ.. حَتَى أَخرَجَت قَمَرًا
وأَنجُمًا شَاحِبَاتٍ تُشبهُ البَرَصَا
.

 

ما أَغزَرَ الشِّعرَ.. لَولا أَنَّ بي وَجَعًا
مِن غَيمَةٍ كَافَأَتنِي بالدُّمُوعِ حَصَى
.

 

يا آخِرَ الشَّوطِ.. ها قَد صِرتَ مائدَةً
لَو كُنتَ عَدْلًا لَكَانَت حِصَّتِي حِصَصَا
.
.
.
.
.
في النَّفسِ شيءٌ.. ولكنْ لَن أَبُوحَ بهِ
يَكفِي الذَّبيحَ عَزَاءً أَنَّهُ رَقَصَا

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص