- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
امتطيت صهوة قلبي، وجئتُ الموعد ــ قبلي ــ بساعة، تسبقني لهفتي وكومة من الذكريات تجلس على الكرسي المقابل.. كنا أطفالاً في أوائل عمر الدهشة، كلّ ما نعرفه عن الحياة لايتجاوز حدود معدتنا وأفواهنا ، قطعة من الحلوى، ومزحة . تلك كانت أقصى أمانينا . في سفح الوادي عند مهد فرحتنا كنا نطارد الفراشات اللاهية تحت دفء أشعة الشمس. لانضرب موعداً ، لا فواصل صمت ، ولانبحث عن الكلمات حين نتحدث . كنا نقول كل مانفكر فيه ، وننسى ماقلناه ، ونشرع في قول مالم نقله بعد. يستوقفني صوت سارة : - كان مثل هذه قبل أن يشيخ ، تضع تلك الحصاة الصغيرة في راحة يدي ، مشيرة بسبابتها إلى ذلك الجبل الذي يتكئ عليه منزلنا. أهمس: ــ تأتي الريح محملة بالكثير من الأغاني ، ويرقص الشجر .. تقاطعني : ــ لكنه يموت .. ـــ فقط حين يكف عن الفرح ، أجيبها . ونركض خلف الفراشات.. فنجان قهوتي الرابض قبالتي على صدر الطاولة ينتظر، ويبخر أرامل أفكاري ، وتلعق عقارب ساعتي مرارة الرشفة الأخيرة في حنجرتي.. ـــ لن تجيء ، ستجيء. يجب أن تجيء.. وأشعر بحقد عميق وكراهية لامبرر لها اتجاه ذلك الشاب الذي يجلس على مسافة مني ، محدقاً في شاشة التلفاز ، ولا ينتظر أحداً.. حين يكون عدوك الوقت ، لاتفكر أبداً في البحث عن مبررات وأسباب لكل ماتفكر فيه ، أو ما تنوي القيام به. فالانتظار يميط اللثام عن كل ماحاولت أن تخبئ من غبائك وسذاجتك..! وينحسر بصري عند قاع الفنجان. تحت وسادتي خبأت تلك الحصاة التي أعطتها ليّ سارة ، وأخذت أتفقد حجمها كل صباح . لكنها لم تكبر أبداً، ويبدو أنها لن تشيخ لتصبح جبلا. على خلاف ذلك ؛ كبرت سارة غادرت شرنقتها ، وكانت الفراشة الأجمل. وأثناء انشغالي بسارة وتلك الحصاة ، لم ألحظ بأني كبرت أيضاً. هل كان يجب أن نكبر ..؟ ومرقت ثلاثون شمساً ، ستون شمساً،تسعون شمساً.. وسارة لم تعد تجيء. وذهبت أطارد الفراشات وحدي.. التقطت فنجان قهوتي ،في محاولة بائسة لقراءة عشيَّتي ، والمرفأ الأخير لانتظاري هذا، في قاع الفنجان.. تمددت قطرة كبيرة بشكل أفقي ، وقطرة أصغر تعلوها بقليل.. ــ) تلك القطرة الصغيرة ،هاتف سارة الذي أنستها إياه لهفتها عند حافة السرير حين غادرت المنزل . ــ) في قاع الفنجان أيضاً؛ خيط رفيع من بقايا القهوة يتمدد في المنتصف.. ذاك هو الطريق الذي تجتازه الآن في اتجاهي ــ) القطرات المتناثرة على الحافة . لاتعني شيئاً ، ربما مجرد حافلات تمر بجانبها ، ماذا لو كانوا مجموعة من الصبية يحاولون إزعاجها؟! فراشة جميلة تحلِّق فوق رأسي ، أبسط لها راحة يدي وتستريح . أتأملها.. جناحان ورديان ، لون سارة المفضل. لها جبهة سارة ، عيناها أيضاً تشبهان عيني سارة التي لم تجيء بعد . لم تجيء بعد.. أطبق عليها راحة يدي، أرسلها تحت قدمي وأسحقها بقوة..!
ــ لن تجيء ..
ــ ستجيء ..
ــ يجب أن تجيء.
منقولة من موقع جولدن نيوز
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر