الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
عالم نجيب محفوظ وأصداؤه في اليمن - عدد من الأدباء في اليمن
الساعة 13:35 (الرأي برس - أدب وثقافة)

 

هشام محمد  

كل منا يحكي قصته الشخصية التي قادته إلى التعرف على؛ أو مع عالم الروائي الكبير نجيب محفوظ، تظل اللحظة الأولى خالدة في الذهن، وتحضر من مناسبة إلى أخرى، نحاول ان نستعيد لحظات شكلت لدينا منعطفا هاما في اكتشاف معنى أن يحمل أحدهم اسم مؤلف أو روائي، لكن الروائي الكبير نجيب محفوظ ظل اسمه يطرق مسامعنا، واعتبرناه مرادفا ومعرفا لصفة روائي، كثير منا كان يقطن أقاصي وأنأى القرى عن مراكز المدن عندما دخلنا إلى المدن بحثنا أولا عن روايات نجيب محفوظ.. وبمناسبة ميلاده الـ105  تذكر كل منا بعض اللحظات المدهشة التي عاشها مع عالم الروائي العظيم..


محمد فائد البكري  

حين بدأت علاقتي بالقراءة كانت روايات قشتمر وحضرة المحترم واللص والكلاب لنجيب محفوظ من أول ما استلفت خيالي الحالم وكما كانت هذه الروايات في الرف الأول للذاكرة ما تزال الآن في مكانها، وبعد زمن استطعت من مصروفي القليل أن استعير روايات من مكتبة قرطاسية في الحارة كان صاحبها العم حزام محبا للقراءة، وقد فتح باب الإعارة تشجيعا وبمقابل مالي زهيد، وبعد ان توطدت علاقتي به كان ينصحني بقراءة كتب بعينها ويعفيني من أجرة الأعارة، وكان في صميم ما ينصحني به روايات نجيب محفوظ ولطالما حدثني عنه بما كان يأخذني بأجنحة الأساطير الى عالم التقديس، وكبرت متابعا لروايات نجيب محفوظ الذي كان لقائي باسمه في الصف السابع، وكبر معي الشغف بفنه، وفي زحمة الأسماء ظل لاسمه دفء خاص، وتوسعت قراءاتي لما كتب عن فنه سواء من غالي شكري أو رجاء النقاش أو جورج طرابيشي أو محمود العالم …. وما أكثر ما كتب ويكتب عنه، وتحت سطوة شهرته وبريق جائزة نوبل، وفي عالم نجيب محفوظ تاهت بي الدروب، وشيئا فشيئا أخذتني إلى غيره.إلا انه ظل علامة في اتجاه الرواية، وظلت بداية ونهاية أحلام فترة النقاهة وأحاديث الصباح والمساء من مصادر الدهشة.
 


عمار المعلم  

ﺗﺴﺮﺑﺖُ ﺫﺍﺕ ﻧﻬﺎﺭ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﻲ ﺑﻌﻴﻴﻴﻴﺪ، ﺍﻟﻰ ﻣﻜﺘﺒﺔ أﺑﻲ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻭﻋيي ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﻗﻠﺒﻲ ﺍلأﺻﻐﺮ، ﻟﻜﻦ ‏(ﺍﻟﺤﺐ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﻄﺮ‏) أﻣﺴﻚ ﺑﺰﻣﺎﻡ ﻋﻴﻮﻧﻲ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ: ﻣﺪ ﻳﺪﻳﻚ ﻭﺍﻗﺮﺃ … ﻗﻠﺖ ﺳﺄُﺿﺮﺏ … ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺃﻗﺮﺃ .. ﻗﻠﺖ ٍ ﺃﻓﻌﻞ …
ﻭﻟﺠﺖُ ﺍﻟﻰ ﻗﺎﻫﺮﺓ ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮﻅ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ، ﻭأﺣﺒﺒﺖُ ﻣﻊ ﺍﺣﻤﺪ ﻭﺳﻤﻴﺤﺔﻭﺻﻔﻮﺍﻥ ﺍﻟﻌﻜﺶ ﻭﻏﺎﻣﺮﺕُ ﻭﺳﻬﺮﺕُ ﻭﻗﻔﺰﺕُ ﻭﻛﺘﺒﺖ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺣﺒﻲ ﺍﻻﻭﻝ ﻟﺴﻤﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﺗﻼﻓﻴﻒ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻟﻢ ﺍﻏﺎﺩﺭ ﺑﻌﺪ …
ﺗﻮﺯﻋﺘﻨﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ، ﻭﺗﺠﺎﺫﺑﻨﻲ إﺣﺴﺎﻥ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺪﻭﺱ ﻭﺗﺮﻙ ‏(ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻱ‏) ﻭﺟﺬﺑﻨﻲ ﺟﻮﺭﺟﻲ ﺯﻳﺪﺍﻥ ﺣﻴﻦ ﻃﻮﺣﻨﻲ ﻋﻠﻰ أﻋﺘﺎﺏ ‏(ﻏﺎﺩﺓ ﻛﺮﺑﻼﺀ‏) ﻭﺑﻌﺜﺮﻧﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻠﻴﻢ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺣﻴﻦ ﺗﺸﺒﺜﺖ بـ‏(ﺸﺠﺮﺓ ﺍﻟﻠﺒﻼﺏ‏) ﻭﺯﻟﺰﻟﻨﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺴﺤﺎﺭ ﺣﻴﻦ ﺻﻌﺪ ﺳﻠﻢ ﺩﺍﺭﻧﺎ ﻋﺎﺋﺪﺍً ‏(ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ‏) ﻭﺗﻬﺪﺝ ﺻﻮﺗﻲ ﺣﺰﻳﻨﺎً ﺣﻴﻦ ﺭﻣﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻟﺴﺒﺎﻋﻲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ‏(ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻪ‏) ﻭﻣﻜﺜﺖ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎﻑ ﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ﺻﺪﻗﻲ أﺭﻗﺐ ﻗﺎﺭﺏ ‏(ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻨﻴﻞ) ….. ﻭ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﺍﻟﻜﺜﻴﻴﻴﻴﻴﺮ ﻣﻤﻦ ﻻ ﻳﺴﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻟﺬﻛﺮﻫﻢ …..
ﻟﻜﻦ ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮﻅ ﺑﻬﻴﺌﺘﻪ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻭﺧﻄﻮﻩ ﺍﻟﻮﺋﻴﺪ ﻭﻧﻈﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﺴﻤﻴﻜﺔ ﻭﺷﺮﻭﺩﻩ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ، ﻇﻞ ﻳﺪﺍﻋﺐ ﺧﻴﺎﻟﻲ ﺑﺤﻮﺍﺭييه ﻭﺣﻮﺍﺭاﺗﻪ ﻭﺟﻨﻮﻧﻪ ﻭﺳﻜﻨﺎﺗﻪ ﻭﺷﺨﻮﺻﻪ ﻭﻓﺘﻴﺎﺗﻪ …
ﻛﺄﻧﻚ ﺗﻠﻤﺲ ﻧﻌﻮﻣﺔ ﻣﻼﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻒ ﺣﻴﻦ ﺗﻨﺰﻟﻖ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﺮ ﻋﺰﻳﺰﺓ ﺑﺮﻋﻲ ﻭﺗﺸﻢ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﺗﺘﺼﺎﻋﺪ ﻣﻦ ﻏﻠﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ …
ﻣﻦ ‏(ﺯﻗﺎﻕ ﺍﻟﻤﺪﻕ‏)، إﻟﻰ ‏(ﺩﻧﻴﺎ ﺍﻟﻠﻪ‏)، ﻣﻦ ‏(ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺼﺮﻳﻦ‏) إﻟﻰ ‏( ﺍﻟﺴﻜﺮﻳﺔ ‏)،ﻭﻣﻦ ‏(ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺵ‏) ﺍﻟﻰ ‏(ﺍﻟﻠﺺ ﻭﺍﻟﻜﻼﺏ‏) …..
ﻣﻮﺍﺟﻴﺪ ﻣﺤﻔﻮﻅ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻭﻋﻮﺍﻟﻤﻪ ﻻ ﺗﻜﻒ ﺑﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﻥ، ﺣﺘﻰ أﻋﺘﺎﺏ ﻧﻮﺑﻞ ﻭأﻱ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﺤﻆ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﻟﻸﻋﻠﻰ ..
‏(أﻭﻻﺩ ﺣﺎﺭﺗﻨﺎ‏) ﻻﺍﺍﺍﺍ ﺑﻞ ‏(ﻗﺸﺘﻤﺮ‏) أﺧﻄﺄﺗﻢ ﻳﺎ ﺳﺎﺩﺓ ﺑﻞ ‏(ﺍﻟﺴﺮﺍﺏ‏) ﺍﺳﻤﻌﻮﺍ ﺍﺳﻤﻌﻮﺍﻳﻘﻴﻨﺎً إﻧﻬﺎ ‏(ﺍﻟﺤﺮﺍﻓﻴﺶ‏) ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻴﻮﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺯﺧﻢ ﻋﻨﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻻ ﻻ ﻻ … إﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻬﻲ ‏(ﺍﻟﻜﺮﻧﻚ‏) أﻭ ‏(ﺛﺮﺛﺮﺓ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻨﻴﻞ‏) أﺯﻣﻨﺔ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﻭﺯﻭﺍﺭ ﺍﻟﻔﺠﺮ ….
ﻳﺎﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﻩ … ﻻ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺷﺮﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ، ﺣﺘﻰ ﺗﺮﻫﻘﻚ ﺍلأﻣﻜﻨﺔ ﻭﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ ﻭﺍلأﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺑﺔ ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﺓ ﺍﻟﻌﺎﺷﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻞ ﻣﻨﻬﺎ، ﺳﻌﺪﻳﺔ ﻭﺯﻳﻨﺐ ﻭﺟﻤﺎﻻﺕ ﻭﻧﻮﺍﻋﻢ ﻭﺍﻟﺴﺖ ﺇﻛﺮﺍﻡ، ﺟﻮﻗﺔٌ ﺣﺸﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻅ ﻓﻲ ﻛﺮﻧﻔﺎﻝ ﺣﺐ ﻛﺒﻴﻴﻴﻴﺮ، ﺍﻧﺘﺼﺮ ﻟﻠﺴﻼﻡ، ﻭﻋﺎﺵ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺭﻓﺾ ﺭﻛﻮﺏ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ، ‏(ﻋﺸﺎﻥ ﻣﺶ ﺡ ﺍﻗﺪﺭ أﻗﻮﻟﻪ ﺍﺭﻛﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺐ ﻳﺎ ﺍﺳﻄﻰ‏) ….. ﻭﻇﻞ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺟﻤﻴلة ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺻﻴﺔ ﺣﺰﻳﻨﺔ ﻳﻐﻤﺮﻫﺎ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﻬﻰ ﺭﻳﺶ ﻭﺭﻛﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻓﻴﺶ ﻭﻻ ﺯﺍﻝ ﻳﺴﺄﻝ ‏(ﺃﺣﻤﺪ ﻣﻈﻬﺮ ﺧﺪﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﻌﺪﺗﻨﺎ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺸﻨﺎ ﻛﺘﻴﻴﻴﺮ‏) ….
ﻣﺤﻔﻮﻅ ﻣﺎﺕ، ﻭﺗﺮﻛﻨﻲ ﺑﻴﻦ ﺭﻓﻮﻑ ﻛﺘﺒﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺭ ﺍﻻﺯﺑﻜﻴﺔ، ﺃﻟﻤﻠﻢ ﺣﻜﺎﻳﺎﺗﻪ ﻭأﺻﻔﻬﺎ ﻟﻮﻋﺔ ﻟﻮﻋﺔ …..
ﺗﺤﻀﺮﻧﻲ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻻﺕ، ﻭأﻧﺎ أﻟﻤﺢ ﻭﺍﺟﻬﺔ ﻣﻜﺘﺒﺔ ‏(ﻣﺪﺑﻮﻟﻲ‏) ﺗﻌﻮﺩ ﺑﻲ إﻟﻰ 1981ﻡ، ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻳﻠﻔﻨﻲ ﻣﺜﻞ ﺣﻠﻢ ﻳﺮﻓﺾ أﻥ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﻭﻳﺄﺑﻰ أﻥ ﺍﺻﺤﻮ ﻣﻨﻪ ‏(ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺎﺍﺍﺍﺍﺩ ) ﺧﺪ ﻭﺃﻗﺮﺍﺀ.

 


علوان الجيلاني  

ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﻮﺍﻟﻢ ﻣﺤﻔﻮﻅ ﻋﻨﺪ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺛﻢ ﻋﺮﺽ ﻣﺴﻠﺴﻞ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻋﻦ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ “ﺧﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻠﻲ” ﺃﻇﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺳﻨﺔ 1983ﻡ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺻﺤﺒﺖ ﺃﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﺓ ﻭﻣﻦ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺮﺍﻕ ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺎﺗﻪ ﻭﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺗﻪ ﺍﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﺿﻤﺖ “ﺧﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻠﻲ، ﺍﻟﺴﺮﺍﺏ، ﻛﻔﺎﺡ ﻃﻴﺒﺔ، ﺭﺍﺩﻭﺑﻴﺲ، ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻭﻧﻬﺎﻳﺔ، ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﺯﻗﺎﻕ ﺍﻟﻤﺪﻕ، ﻫﻤﺲ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ، ﻭﺧﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﻂ ﺍﻷﺳﻮﺩ” ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻧﻲ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ “ﺧﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﻂ ﺍﻻﺳﻮﺩ” ﻗﺪ ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﻛﻞ ﺍﻋﻤﺎﻟﻪ اﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺑﻴﻦ 1938 ﻭ1950ﻡ ﻋﺪﺍ ﺃﺣﺪ ﺍﻋﻤﺎﻟﻪ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ، ﻓﺘﺤﺖ ﻟﻲ ﻋﻮﺍﻟﻢ ﻣﺤﻔﻮﻅ ﺩﻧﻴﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﻋﺎﻟﻤﺎ ﺣﺎﻓﻼ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎﻝ ﻭﺍلإﺑﺪﺍﻉ، ﻭﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻀﻲ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﺎﻋﺔ ﻳﻮﻣﻴﺎً ﻣﻜﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ، ﺃﺧﺬﻧﻲ ﺍﻟﺴﺮﺩ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻕ ﻻﺣﺪﻭﺩ ﻟﺒﺬﺧﻬﺎ .. ﺣﺪ ﺃﻧﻲ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﻟﻔﺎﻇﻪ ﺗﺘﺴﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺧﻮﺍﻃﺮﻱ ﻭﺭﺳﺎﺋﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ .. ﺛﻢ ﺣﻈﻴﺖ ﻋﺎﻡ 1984ﻡ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺼﺮﻳﻦ .. ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻧﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﺧﻲ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﻴﺪ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﻣﺮﺍﺭﺍً ﻭﺗﻜﺮﺍﺭﺍً .. ﻭﻟﻢ ﺃﺗﺮﻙ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﺇﻻ ﺣﻴﻦ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﺔ “ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺸﻮﻕ” ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ ﻋﺎﻡ 1985ﻡ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺃﺗﻄﻮﺭ ﻭﺟﺪﺍﻧﻴﺎ ﻣﻊ ﺑﻄﻞ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ “ﻛﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺠﻮﺍﺩ” .. ﻓﻘﺪ ﺗﻘﻤﺼﺖ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻭﻋﺼﻔﺖ ﺑﻲ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺮﺑﻬﺎ ﻣﺤﻔﻮﻅ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ .. ﻭﻭﺟﺪﺗﻨﻲ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﻣﺔ ﻋﺎﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻚ ﻭﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻋﻤﻦ ﺣﻮﻟﻲ .. ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻛﺘﺐ ﺑﺮﻏﺴﻮﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻛﻤﺎﻝ ﺷﻐﻮﻓﺎ ﺑﻬﺎ .. ﻛﻨﺖ ﺃﺷﻌﺮ ﺃﻥ ﻧﻈﺮﺗﻲ ﻟﻼﺷﻴﺎﺀ ﺗﺘﺒﺪﻝ ﻭﺃﻥ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻗﺪ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺣﺪ ﺃﻧﻲ ﺧﺸﻴﺖ ﻭﺃﺻﺎﺑﻨﻲ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻲ .. ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻏﺘﻨﻤﺖ ﻓﺮﺻﺔ ﺩﺧﻮﻝ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻘﻀﻴﺘﻪ ﻛﻠﻪ ﻏﺎﺭﻗﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ، ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺃﻥ ﻭﻟﻰ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻷﻗﺘﻨﻲ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ “ﺍﻟﺴﻜﺮﻳﺔ” ﺣﻴﺚ ﻏﺮﻗﺖ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻋﻮﺍﺻﻒ ﺗﺒﺪﻝ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﺖ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﺑﻄﺎﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻠﺤﻤﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ..
ﺑﻘﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1985 ﻭﻣﺎﺗﻼﻩ ﻗﺮﺃﺕ “ﺍﻟﻠﺺ ﻭﺍﻟﻜﻼﺏ، ﻣﻴﺮﺍﻣﺎﺭ، ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﺍﻟﺴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺨﺮﻳﻒ، ﺩﻧﻴﺎ ﺍﻟﻠﻪ، ﺷﻬﺮ ﺍﻟﻌﺴﻞ، ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻡ، ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺤﺐ، ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ، ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻌﻆ، ﺍﻟﺤﺮﺍﻓﻴﺶ، ﺍﻟﻜﺮﻧﻚ، ﺍﻟﺤﺐ ﻓﻮﻕ ﻫﻀﺒﺔ ﺍﻟﻬﺮﻡ، ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺍﺳﺘﻄﻊ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﻋﺔ “ﺃﻭﻻﺩ ﺣﺎﺭﺗﻨﺎ” ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺮﺃﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻋﺎﻡ 1992ﻡ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺎﺯ ﻣﺤﻔﻮﻅ ﺑﺠﺎﺋﺰﺓ ﻧﻮﺑﻞ ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﻗﺮﺃﺕ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ .. ﻭﻟﻴﻠﺔ ﺍﻋﻼﻥ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﻛﻨﺖ ﺃﺫﺍﻛﺮ، ﻛﻨﺖ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺛﺎﻧﻮﻱ، ﺃﺫﺍﻛﺮ ﻭﺃﺳﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﻣﻮﻧت ﻛﺎﺭﻟﻮ ﻭﺣﻴﻦ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺑﻜﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺡ، ﺣﺘﻰ ﻟﻘﺪ ﺃﺛﺎﺭ ﺑﻜﺎﺋﻲ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺍﺡ ﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ ﻣﺤﻔﻮﻅ ﺑﻠﻬﻔﺔ ﻭﺍﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﻭﻗﺪ ﺳﻬﺮﻧﺎ ﻣﻌﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻧﺘﻨﻘﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻻﺫﺍﻋﺎﺕ ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﺭدﻭﺩ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺇﺯﺍﺀ ﻓﻮﺯ ﻣﺤﻔﻮﻅ ﺑﺎﻟﺠﺎﺋﺰﺓ .. ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ 1995ﻡ ﻗﺮﺃﺕ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻋﻤﺎﻟﻪ “ﺭﺣﻠﺔ ﺍﺑﻦ ﻓﻄﻮﻣﺔ، ﻗﺸﺘﻤﺮ،أﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺵ، ﻳﻮﻡ ﻣﻘﺘﻞ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ، ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ، ﺛﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ أﺣﻼﻡ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻨﻘﺎﻫﺔ ﻭﺃﺻﺪﺍﺀ ﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ .. ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻗﺮﺃ ﺑﺤﺮﺹ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻨﻪ ﺃﻭ ﻳﻨﺸﺮ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻟﺔ … ﺇﻧﻨﻲ ﺃﺩﻳﻦ ﻟﻤﺤﻔﻮﻅ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺟﺒﻼً ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻴﺔ .. ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻋﻨﺪﻱ ..

 

منقول من موقع كلافو..

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً