الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
العجوز الذي كان يقرأ الروايات الغرامية - مصطفى لغتيري
الساعة 16:22 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



حقا إنها رواية جميلة وطريفة، اتخذت من الدفاع على البيئة الغابوية موضوعا لها، ممثلة بغابات الأمازون، التي عرفت هجوما بشريا غير مسبوق، فانحصرت الغابة -نتيجة لذلك- وانقرضت بعض الأنواع الحيوانية والنباتية، واضطر السكان الأصليين إلى التوغل عميقا في الأدغال.
 

تحكي رواية الشيلي لويس سبولفيدا المولود عام 1949 قصة العجوز" أنطونيو خوسيه بوليفار"  الذي قادته ظروفه الصعبة للعيش مع السكان الأصلييين" الشواريين" حتى أصبح واحدا منهم، فأهله ذلك للتعرف بدقة على الحياة البرية بشتى تفاصيلها، خبر نباتاتها، وعاشر حيواناتها، وتعرف على أخطار العيش فيها، ممثلة في الحيوانات الضارية والحشرات السامة والأمراض المستعصية، وبعد ارتكابه لخطأ غير مقصود طرده" الشوريين" من جوارهم، فالتجأ إلى التجمع السكني القريب، حيث سيبني له كوخه منعزلا، يقضي فيه سحابة يومه، وكلما اضطر إلى المال، توجه نحو الغابة ليصطاد بعض القردة أو الببغاوات، لبيعها ويعيش بما تحصله منها من نقود، وهناك سيتعرف على طبيب الأسنان الجوال، الذي سيساعده على اقتلاع ما تبقى من أسنانه، ويعوضها بطقم اصطناعي، يستعمله بحكمة في الأوقات التي يحتاجه فيها فقط. وبالصدفة ستكتشف الرجل العجوز أنه يحسن القراءة ولو بعسر، فحاول استثمار ذلك للترويج عن نفسه وملء وقت فراغه الطويل، فينخرط في رحلة البحث عن الكتب التي تلائم ذوقه، فيعثر عليها بعد لأي في الروايات الغرامية، خاصة تلك المليئة بالأحزان والبكاء غير أنها تنتهي في الأخير نهاية سعيدة.
 

يدفع الجشع بالمنقبين عن الذهب إلى الاعتداء على الغابة وخاصة وحيشها، فيقتلون صغار قطة برية متوحشة، فتصاب بالغضب وتبدأ في رحلة الانتقام بقتل كل من صادفت في طريقها، مما اضطر العمدة إلى تنظيم حملة لقتل القطة البرية، و سيضطر الرجل العجوز للمشاركة في المطاردة تحت تهديد العمدة بطرده من بيته بدعوى أنها مقام على أرض في ملك الدولة، خلال هذه الحملة سيصور لنا الكاتب صراعا دراميا مثيرا ودمويا، سيكون بطلاه في نهاية المطاف القطة البرية والرجل العجوز، خاصة بعد انسحاب العمدة ورجاله، بعد أن فشل العمدة في المطاردة، ليستمر العجوز في الحملة وحيدا بعد مفاوضات مع العمدة، ستنتهي المعركة حامية الوطيس، يمتزج فيها الدهاء بالخبرة بالصبر، بقتل القطة البرية، و بحزن كبير يستوطن قلب الرجل العجوز من جراء تفاهة البشر وجشعهم الذي لا حدود له، قيقضون تدريجيا على المجال البيئي الذي يضمن لهذا الكون التنوع الإحيائي المطلوب.
 

تقع الرواية في 148 صفحة وهي من إصدارات دار الآداب عام 1993 وترجمة عفيف دمشقية.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً