- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
وأنا أقلّب طرفي خلف غيوم القلب، كانت اللحظة تمطر حباً، وكانت بسمة العمر تقف على عتبات المغادرة. هنــــاك.. حيث ذات ذهول، على مرمى أمل، أطفأتْ حلمي الأخير، وأشعلتْ رماداً للصمت حين جاءها من ترضى عشرته.
تساقطت من الأفق أحرف الوداع، فانهمرت معها مفردات الخوف، وأُلقي القبض على آخر الأنفاس في رئة الفرح..
حاولت أن أبحث عن مساعدة.. لكن، لا أحد سوى الصدى يقاسمني الفاجعة. رفعت سماعة الهاتف، علّي أجد صديقتها، تلك التي كانت تلجأ إلى حضنها كلما اختلفنا، فردت عليّ أخرى..
سألتها عن شقيقة الروح.. فأجابت:
هي تكرهك حد التطرف..!
كنت جالساً على حافة جرف عميق، فأحسست قلبي ينخلع من مكانه؛ وكأنه يهوي في طريقه إلى الارتطام بقاعه.
وددت أن أصرخ في وجهها، إلا أنني تمالكت نفسي بعدما شعرت بنبرة صوتها الانتقامية..
أخذت نفساً عميقاً كاد يخنقني، ثم سألتها بصوت متحشرج:
ولكن، لِـمَ تكرهني..؟!
أجابت:
لأنك أنت.. ولأنها صارت له..!
حينها، شعرت بيد عملاقة ذات أصابع مكسوةٍ بالصوف، انبثقت من أعماق الجرف ومنعت قلبي من السقوط، هزتني قشعريرة قوية جعلتني أسألها بصورةٍ مباشرة:
ألأنها صارت له.. كان لزاماً عليها أن تخلع عقداً ونيف من الوفاء، والطهر، والحب..؟!
أجابت بتهكم:
أرجوك، توقف عن الحديث وانكفئ على أوهامك، لا تطلق العنان لحضورك، فقد يؤذي خارطة ظلها فتسقط بين يديك مضرجة بالتيه.. لقد غادرتك عن قناعة حين اصطدمت بقدراتك المكبلة بأغلال العجز، وقلبك المسجون خلف قضبان الأحلام الممنوعة, ويديك المرفوعتين إلى سماء الأمل المُحال، فدعها لعالمها الجديد..!
ضحكتُ بطريقة مؤلمة، جعلتني أشعر بالقناع الآخر للبكاء، ثم رميت مسامعها بآخر سؤال في جُعبتي الفارغة إلا منه:
أتتحدثين بلسانها، أم أن ما تقولينه هو انعكاس حقيقي لحياتك العامرة بالفشل..؟!
أدركت أن الأمر أعمق من مجرد مهاتفة لحظية، تتغيا السؤال عن الحبيبة، فأجابت:
بل أنا أتحدثها.. ناقلة إليك مساحة اللاوجود لحضورك على خارطتها المستقبلية..!
* * *
كانت قصتي العاطفية أمامي، وأنا أطل عليها من حافة الجرف/ح. شاهدت نوراً يعبر الجرف العميق باتجاهي، ويداً عملاقة تحمله حتى أوصلته إلى صدري، ثم عادت أدراجها دون ضوء.
كنت بحاجة إلى أن أهدأ، أمسك بخيوط أفكاري. أخذت زجاجة الماء الباردة الموجودة بجواري ودلقتها في جوفي، علّ برودته تهدي قلبي المحموم كمّادة رجاء. اعتصمت بالصمت برهة، وهي ما تزال على الهاتف. كدت أصاب بالجنون لشدة ذهولي مما أسمع من كلمات مهينة، تحاصرني بها هذه الفتاة المضطربة، لولا حدسي، الذي جعلني أكتشف أنها تعاني من جراح عاطفية لم تندمل بعد، وأن ما تقوله لا يعنيني في شيء، خصوصاً، وأنني على يقين أن عشبة القلب، سنبلة الشوق، غيمة الحنان، شمس طفولتي الهاربة.. لا يمكن لها أن تطارح هذا السقوط العاري، وهي التي أمطرتني بهمسها الحالم، وتوجتني بأكاليل الشوق والحنين والعشق على مدار عمر وبضع سنين. إلا أن ما قالته صديقتها كان وقعه صاخباً في مسامعي، ما جعلني أسير بخطاي إليّ، فاراً من الظل إلى هجير المواجع..
وعلى الرغم مما كان، إلا أنني لم أتوقف في مهب الجرح كثيراً؛ إذ أن العمى العاطفي حجب عني الرؤية والإدراك معاً فأبرمت معاهدة بيني وبيني، تدعو إلى الصمود أمام الأعاصير والنوازل المباغتة. لذلك، عدت مترعاً بالبوح، مثقلاً بالجرح، أخاطبها:
أوَتتحدثين عن البسمة ال.. ما زالت شهقة ضوئها تسري بأوردتي مذ استباحني طرفها ذات أنين.
ياغادة القهر، تطهري من رجس زيفك بندى ضوئها، ولا تلمزي كينونتي الأولى بما لا تستسيغه مداركي، فأنا الذي أسقيتها لحظي، منذ أن كانت نبتة خلد، ورسمت من شفق الصباح ظلالها، وغسلت فؤادها بالضوء، وجمعت فيها معادن الدنيا، فصارت لؤلؤة الحياة وعقدها الثمين.
لا تقولي إنها تكرهني، كيما أُغادرها ملسوعاً بجمر شفتيك ونار لسانك، بل جولي بوجهك العابس على مقربة من أوردتها، ثم اسألي عني هناك، فإن لي في كل زاوية مرفأ، وفي كل منحدر ظلالاً، وفي كل شريانٍ معلق قطعة ضوء، وإن استطعت فتقدمي خطوة شطر قلبها النابض، وستجدين الحب، الذي صنعته بكلتا يديّ يسبَح منفرداً، مشعاً ببهاء الحضور.
غير أنك، إن حاولت الولوج إلى حيث أنا، ستحترقين؛ لأن الضوء القادم من أقاصيها أكبر من رؤيتك الغير متجانسة مع الحقيقة. لذا، عليكِ أن تحلِّقي ببصرك عالياً لحظة بزوغ الفجر، ثم أمعني النظر جيداً في أفق الحقيقة، فقد تميزين الخيط الأبيض من الأسود.. فإن فعلتِ، فذاك أنا، والليل أنتِ، والنهار حبيبتي..!
.. شيء من الصمت تسرَّب عبر خيط الهاتف، ثم إشارة خجولة أعلنت انتهاء المكالمة...!
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر