الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
في يوم ذكرى وفاة البردوني .. - بشير زندال
الساعة 14:59 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


أدعوكم لقراءة قصيدة (أحزان واصرار) ونحن الآن في امس الحاجة لها ..
كل بيت فيها يعتبر حقنة امل خام تدخل الوريد.. 
كنت قد قرأتها في فترة الثانوية واصبت بالدهشة من قوتها وقوة الامل والتفاؤل الموجود فيها .. 
وحفظتها غيبا .. وكنت ارددها على اصدقائي .. 
ثم مات البردوني في فترة الجامعة .. 
وذهبت إلى صنعاء وفيها ذهبت إلى مقبرة (خزيمة) لزيارة قبره
وهناك وجدت القصيدة (حوالي نصفها) منقوشة على ضريحه 
عرفت فيما بعد أن الأستاذ خالد الرويشان (كان حينها رئيس الهيئة العامة للكتاب)
هو من قام بهذه اللفتة الرائعة.. 
وهذه القصيدة الرائعة هي فعلا اقوى رسالة وجهها البردوني للاجيال المقبلة ..

 

قراءة ممتعة 
كتبت في مايو 1973 
..

 

(أحزان واصرار)


شوطنا فوق احتمال الاحتمال فوق صبر الصبر … لكن لا اتخذال
نغتلي … نبكي … على من سقطوا إنما نمضي لإتمام المجال
دمنا يهمي على أوتارنا ونغنّي للأماني بانفعال
مرة أحزاننا … لكنها ـ يا عذاب الصبر ـ أحزان الرجال
نبلّع الأحجار … ندمى إنما نعزف الأشواق … تشدو للجمال
ندفن الأحباب … نأسى إنما نتحدى … نحتذي وجه المحال

***
 

مذّ بدأنا الشوط .. جوهرنا الحصى بالدم الغالي وفردسّنا الرمال
وإلى أين … ؟ غرفنا المبتدى والمسافات ـ كما ندري ـ طوال
وكنيسان انطلقنا في الذّرى نسفح الطيب يمينا وشمال
نبتي لليمين النشود من سهدنا جسرا وندعوه : تعال

***
 

وانزرعنا تحت أمطار الفناء شجرا ملء المدى … أعيّا الزوال
شجرا يحضن أعماق الثرى ويعير الريح أطراف الظّلال
واتّقدنا في حشى الأرض هوى وتحوّلنا حقولا … وتلال
مشمشا .. بنا .. ورودا .. وندى وربيعا … ومصيفا وغلال
نحن هذي الأرض .. فيها نلتظي وهيّ فينا عنفوان واقتتال
من روابي لحمنا هذي الربى من ربى أعظمنا هذي الجبال

***
 

ليس ذا بدء التلاقي بالردى قد عشقناه وأضنانا وصال
وانتقى من دمنا عمتّه واتخذنا وجهه الناري نعال
نعرف الموت الذي يعرفنا مسنّا قتلا … ودسناه قتال
وتقحمنا الدّواهي صورا أكلت منّا … أكلناها نضال
موت بعض الشّعب يحيي كلّه إنّ بعض النقص روح الاكتمال

***
 

ها هنا بعض النّجوم انطفأت كي تزيد الأنجم الأخرى اشتعال
تفقد الأشجار من أغصانها ثمّ تزداد اخضرارا واخضلال

***
 

إنما … يا موت .. هل تدري متى ترتخي فوق سرير من ملال ؟
في حنايانا سؤال … ما له من مجيب … وهو يغلي في اتصال
ولماذا ينطفي أحبابنا قبل أن يستنفد الزيت الذبال ؟
ثمّ نسى الحزن بالحزن ومن يا ضياع الردّ ـ ينسينا السؤال ..؟

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً