السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
الحرب تنتج مهناً جديدة
الساعة 19:45

كحال غيره من اليمنيين الذين عانوا من سوء الأوضاع الإقتصادية والحرب التي تمرّ بها البلاد، جرّاء فقدان وظائفهم ومهن كانوا يعتمدون عليها في حياتهم، لجأ الصحافي علي قيس إلى البحث عن صنعة بديلة من مهنة الصحافة التي امتهنها على مدى سنوات عدّة. كانت الصحافة التي يمارسها قيس بالعمل في أحد المواقع الإخبارية، قبل أن تغلقها جماعة "أنصار الله"، تعود عليه بدخل اقتصادي كافٍ لإعالة أسرته الصغيرة.


منذ سبتمبر 2014م، تاريخ دخول وسيطرة الجماعة على صنعاء، عمدت "أنصار الله" إلى إغلاق العديد من وسائل إعلامية مناهضة ومناوئة لها، إضافة إلى حملات اعتقالات ومطاردات واسعة لكثير من الصحافيين. "لتغطية نفقات أسرته وإيجار المنزل الذي يسكنه منذ تخلّيه عن مهنته السابقة، لجأ قيس إلى مصدر دخل من مهنة مختلفة تماماً مع تخصّصه من قسم الصحافة بكلّية الإعلام في جامعة صنعاء. يقول قيس، إنه، كغيره ممن فقدوا وظائفهم، بحث عن عمل "تماشياً مع الظروف السياسية والاقتصادية التي تمّر بها اليمن. ويضيف "بعد تضييق هامش حرّية التعبير وملاحقة الصحافيين المعارضين للحوثيين، والاعتقالات للصحافيين الذين يعملون في وسائل إعلام مناوئة لهم، بالإضافة إلى صعوبة التواصل مع المواقع الإخبارية الخارجية، فقد اضطررت كغيري للبحث عن مهنة بديلة، وهي فتح مشروع خاصّ، يتمثّل في شبكة إنترنت لاسلكية".


ضروريات الحياة
وفق قيس، فإن مشروع شبكة الإنترنت، الذي يعيش من إيراداته المالية، يوفّر له الحدّ الأدنى من متطلّبات وضروريات الحياة. ليس الأمر مقتصراً على الصحافي قيس، آخرون فقدوا أعمالهم بفعل الحرب، وانتقلوا للعمل في مهن ذات حدود متواضعة. 


وهيب السامعي، كان يعمل مقاولاً في البناء، لكنه فقد عمله بعد حالة الركود وتخوّف الكثير من الناس من استمرار حالة الحرب والحصار التي تعصف بالبلاد. يشرح السامعي، كيف ذهب للبحث عن عمل بعد فقدانه مهنته، التي كان يعيش من عائداتها المالية بحالة من الاستقرار. يقول وهيب "بسبب الحرب والقصف المستمرّ لطيران التحالف على صنعاء، وبعد حالة الركود، نزحت إلى ريف تعز، كونه أكثر أماناً، غير أن الوضع الذي عشته أجبرنا للبحث عن عمل جديد، كوني العائل الوحيد لأسرتي الكبيرة". يقول الصحافي قيس، لـ"العربي"، إنه، كغيره، بحث عن عمل "تماشياً مع الظروف"


سوق سوداء 
يرى السامعي أن الوضع الذي كانت تعيشه تعز لا يقلّ سوءاً عن حال صنعاء، ويقول بصراحة "لم أجد فرصة غير السوق السوداء وتهريب المشتقّات من سوق لآخر" نتيجة الأزمة الخانقة. ويضيف "كان الكثير من أصدقائي يعملون بتهريب البترول والديزل وكنت أقوم بذلك العمل لأجل توفير لقمة العيش لي ولأفراد أسرتي".


ثلج وماء بارد
في تقاطع شارع الدائري مع جولة عشرين، وسط صنعاء، يقف يوسف الشلفي أمام ثلاجته التي يبرّد فيها الماء والثلج ويبيعهما بعد ذلك للمارّة. يقول يوسف إن المهنة الجديدة، التي وجد نفسه يعمل بها منذ سنتين، عادت عليه بدخل يقارب ما كان يتقاضاه من أحد المحالّ التجارية، قبل أن يسرّح منه. ويضيف "هنالك إقبال كثير على الماء والثلج وبكمّيات كبيرة".


لاقت مهنة بيع الماء والثلج، بعد استمرار انقطاع التيار الكهربائي، رواجاً كبيراً في أوساط المتضرّرين من فعل الحرب، وبالخصوص فئة الشباب، ممن فقدوا وظائفهم وأعمالهم في قطاعات خاصّة. محمد الوهابي، هو الآخر، شاب في العشرينيات من عمره، امتهن بيع الماء والثلج والشعير، مع أخيه الأصغر، بعد أن كان يعمل في محلّ لبيع المفروشات.


لا يختلف كلام محمد عن غيره من الأشخاص الذين قابلهم ، غير أنه يؤكّد على أن الأوضاع الصعبة التي تمرّ بها البلاد تدفع بأي شخص، حتّى وإن كان متعلّماً، للبحث عن مهنة أخرى، ليعيش من خلالها، ولو كان فيها نوع من "العيب الاجتماعي"، كونها محدّدة لأبناء بيئة معينة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً