أجري" حواراً مع الدكتور أمين سيف علي القطيبي مدير المركز العربي العالمي في مدينة أوديسا في أوكرانيا وذلك لمتابعة أوضاع المغتربين والنشطاء الجنوبيين في الخارج وتلمس همومهم وسير الحياة هناك والظروف المحيطة بهم، ومدى تأثرهم بالوضع الداخلي؟ وما هي آراؤهم وانطباعاتهم عما يجري وتقييمهم له ؟وتواصلهم المشجع والمؤازر لأبناء الوطن..

الدكتور "أمين سيف علي" من أسرة عريقة لها باع وتاريخ طويل في النضال، وهو من مواليد 1977م وادي ضرعة بردفان محافظة لحج حاصل على عدة مؤهلات تخرج من كلية الدفاع الجوي في سوريا برتبة ملازم عام 2001م شغل منصب ضابط إداري في مصنع 7 أكتوبر للسلاح ..ابتعث إلى أوكرانيا لمواصلة التأهيل والدراسة في المجال الديبلوماسي، ونال البكالوريوس والماجستير في الاقتصاد والعلاقات الدولية، ونال الدكتوراة في الاستثمارات الدولية، بين اليمن والشرق الأوسط في عام 2013م
في البداية نرحب بك دكتور كضيف معنا، قبل أن نجري حوارنا..

هلّك أن تحدثنا عن طبيعة عملك في أوكرانيا؟
طبعاً حصلت على تعيين ملحق عسكري أو ما يسمى "ضابط ارتباط " في أوكرانيا في عام 2013م في السفارة لكن عدم وجود سفارة رسمية في أوكرانيا عملت بطريقة التنسيق عبر سفارة اليمن في موسكو كممثل للعلاقات في المجال العسكري مع أوكرانيا. أما حالياً أشغل مدير المركز العربي العالمي في مدينة أوديسا ومدير المدرسة العربية للجاليات...

ولكن نتيجة الوضع والحرب في اليمن وأيضاً لعدم وجود سفارة رسمية على أرض أوكرانيا عملت بطريقه وتنسيق عبر سفارة اليمن في موسكو ممثل العلاقات في المجال العسكري مع أوكرانيا .أشغل حالياً مدير للمركز العربي العالمي في مدينه أوديسا ومدير المدرسة العربية للجاليات العربية هناك.

هل واجهتكم صعوبات كثيرة في اليمن في بداية العمل الثوري؟
الكثير من أبناء الجنوب عانوا من القهر والإحساس بالشعور النفسي الغير مستقر نتيجة ماحل بالكثير من قيادات وضباط عسكريين وقطاعات أخرى وإقصاء وتهميش وهذا الذي جعلنا ننسق ونعمل بطريقة سرية مع الكثير من النشطاء والتواصل مع قيادات الثورة لتسيير العمل والتصعيد الثوري لثورة الحراك السلمي وقد نزلنا إلى الشارع وتحديداً العاصمة عدن وشاركنا فعاليات في المعلا أيام قوة النظام السابق.

كيف تشعرون بإخوانكم الجنوبيين وأنتم في بلاد المهجر؟
عملنا محفوف بالصعاب ونواجه صعوبة فيه ، ومثلما إخواننا وآبائنا يعيشون تحت وطأة ظروف صعبة فإن إحساسنا بما يحسونه وما يعانونه، قلبا وروحاً وجهداً، ومعظم تفكيرنا مُنصبٌّ نحو وطننا وجنوبنا الحبيب..

هل تتابعون الوضع في البلاد داخلياً وهو يمر بظروف صعبة في شتى الجوانب؟
-  نعم .. كما أشرت في السابق نحن خارج البلاد وتبعدنا المسافات وتقربنا الأحاسيس والمشاعر والشعور ونتواصل في لحظات كثيرة مع نشطاء ومع مقاومين وقيادات ميدانية وسياسية ونشد من أزرهم ونتلمس همومهم ونحثهم على الصبر والثبات والاجتهاد كما نبدي معهم الآراء والعمل القادم الذي يخدم الثورة ويحافظ على سلاسة الجودة وطبيعة العمل المتقن والمتعقل والحريص ، كما أريد أن أضيف قولاً أننا ننقل هموم أبناء الوطن في الداخل إلى مؤسسات ومنظمات إنسانية في المشاريع التنموية والخيرية وفي حقوق الإنسان والتوعية .

ألا ترى أن الواقع الثوري وتحقيق الأهداف التي سعى لها شعب الجنوب غير واضحة؟
- أتفق معك كما يقول الكثير ذلك أن الأهداف التي سعى لها شعب الجنوب ليست كما كان الطموح ومؤشرات الواقع..؛ لكن هناك تداخلات وتشعبات والمرحلة ليست محددة للاختيار الشعبي ولكن المسؤولية هنا واجبة أن تكون أنت المسؤول وتعمل ببطء حتى وإن كان الواقع محفوفاً بالمخاطر وضعف الإمكانيات لكن ينبغي التدرج والعمل الجاد وهناك ثلاثة عوامل برأيي لذلك التدرج في العمل : الصبر والتآلف والانفتاح بين الجميع وبدونها سيصبح العمل فاشلاً بسبب المزاجيات النفسية ونحن عندما نتواصل نوجه النصح والإرشاد للداخل عليكم بالتمسك في العمل وفق الرؤية العقلانية دون الانفراد والتسلط وعشق المناصب هناك أناس قدموا وضحوا وأسر شهداء في الثورة الجنوبية وما بعدها ( المقاومة ) ويجب تسخير الجهود لأجلهم أولاً ثم الخدمات ثم التوحد والاشتراك الاستشاري في العمل...لكي ينجح سير شؤون العمل في المديريات والمحافظات..

ما تقييمكم للوضع السياسي الحالي في البلد وبالذات فيما يخص الجنوب؟
هناك ضبابية في الموقف من قبل دول إقليمية  وعربية وحتى من قبل دول عاصفة الحزم ، فهم لهم حسابات وتأملات وتطلعات خاصة بهم ، فلا نستبق الأحداث لأن الهدف واحد والغرض مشترك فقط هو عامل زمني ونتوقع بأن كل شيء سوف يكون على ما يرام ...

ودائماً البقاء على الأرض والسيطرة والثبات ، سوف يكون دائماً سيد الموقف ، والمقاومة اليوم ليست كما كانت بالأمس، فقط بقي علينا التنظيم والالتزام وتعزيز صفوفنا بين جماهير الشعب ..

هل لديكم علاقات في الخارج وهل تتواصلون بقيادات داخل البلاد؟
لنا علاقات واسعة  مع قيادات كبيرة  ومع ودبلوماسيين عرب ورجال أعمال، كما تربطنا علاقات واسعة مع القيادة الجنوبية بمختلف أطيافها ولنا علاقات خاصة وحميمة مع الأخ المناضل "عيدروس قاسم عبدالعزيز" والأخ المناضل "شلال" وهذه العلاقات قديمة جداً، كما أننا نتواصل معهم باستمرار..
اشتغلنا لصالح القضية الجنوبية من عام ٢٠٠٧ م لكن لم نكن نحب الظهور وكنا نعمل بصمت وكان لنا تواصل مع القيادات ومنهم الدكتور ناصر الخبجي وهو يعرف ذلك ونتمنى لهم التوفيق والنجاح في مهامهم العملية ، لقد قمنا بإنشاء المنتديات ومواقع لصالح الجنوب وقضيته في الوقت الذي كانت شرايين النظام تنتشر حول العالم لقد كسبنا موروث النضال والعمل بصمت أباً عن جد من أهلنا قيادات ثورة الرابع عشر من أكتوبر وحان وقت العمل الصح من أجل مستقبل مشرق تنعم به كل الأجيال بعيداً عن العشوائية والغطرسة والمزاجية وحب الذات والأنانية برجال مثقفون يعون مفهوم ومنطق الحرص الوطني وخدمة الصالح العام بعيداً المزايدة والتمنن...

رسالة أخيرة تود توجيهها في ختام هذا الحوار ؟
الرسالة التي أحب أن أوجهها لإخوتنا الجنوبيين بمختلف القواعد والتنظيمات الاجتماعية أن تكون كلمتهم واحدة وأن يلتفوا حول قيادات المقاومة في الجنوب وفي الخارج وأن يعززوا دورهم النضالي بالتكاتف وقبول بعضهم البعض ومعالجة السلبيات بالطرق الودية والأخوية والحفاظ على النسيج الاجتماعي بين الجنوبيين فردا فردا ...بحيث يكون الحوار حوار منطقي وبناء..كما ندعوا إخوتنا الجنوبين باستشعار المسؤولية وعدم الاتكالية وتفعيل روح المبادرة،ونبتعد عن الأنانية وحب الذات والتسلط  لأن العدو لازال موجوداً والحرب لم تنتهِ بعد وأشكر كل من يتواصل بالرسائل معنا وأشكرهم من كل قلبي وأشكر اللواء محمد راجح لبوزة الذي يعد لي بمثابة أب روحي وأشكر طيبه وحبه لي وتشجيعي وأسال الله أن يحفظ جميع أبناء الوطن ويفرج عنهم معاناتهم وتحقيق الطموح والحلم الوطني المنشود..د. أمين الغزالي مدير مدرسة الجاليات العربية في أوكرانيا مقاومة اليوم مختلفة عن مقاومة الأمس ونحتاج للتنظيم والالتزام وتعزيز صفوفنا