الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
"الهايكو العربي: حوار الثقافتين العربية واليابانية" في وِجْدة - عبدالله المتقي
الساعة 19:40 (الرأي برس - أدب وثقافة)



من 13 إلى 16 يوليو 2016 عاشت جهة الشرق في المغرب، انطلاقا من مدينة وجدة فعاليات " الموكب الأدبي" الذي تشرف عليه ""جمعية كفابت للثقافة والتنمية" تحت إدارة الشاعر سامح دويش "، فبعد الاحتفاء بالقصيدة في نسخته الأولى والقصة القصيرة في نسخته الموالية، اختار الموكب هذه السنة الانفتاح على شعريات تحت عنوان "الهايكو العربي:حوار الثقافتين العربية واليابانية" . ضدا على الانغلاق الذي يقلق العالم هذه الأيام، إضافة إلى تثمين الرأسمال اللامادي المحلي والجهوي بشرق المملكة  
 

في البدء ، كان موعد عيون الضيوف وأصدقاء الموكب مع افتتاح المعارض الفنية وبمشاركة تجارب تشكيلية محلية، وبعدها كلمة المنظمين والمشرفين على هذا العرس العالمي، كانت القراءات الشعرية للضيوف :بانيا ناتسيويشي وسايومي كاماكورا " اليابان "اليابان" ، عبدالكريم كاصد  "العراق" ،  هدى حاجي " تونس"، روماناو زراسكي "ايطاليا"، معاشو قرور"الجزائر"، بوليل "الدانمارك " زلاتكا تيمينوفا.
 

يوم الخميس 14 يوليو 2016 بقصر الندوات التابع لكلية الطب بوجدة وتحت يافطة "الهايكو العربي وشعريات هايكو العالم"، كان الموعد مع ندوة الهايكو الأولى التي نظمت بمبادرة من الكاتب والشاعر المغربي عبد القادر الجموسي وتعاون مع مركز تواصل الثقافات بالرباط في يوليوز 2015 تحت عنوان "الهايكو العربي: "حوار الثقافتين العربية واليابانية". وتحمل اسم الشاعر الياباني المعاصر " بانيا ناتسويشي"، الذي شرف الندوة بحضوره الفعلي ومشاركته بمحاضرة حول "الهايكو الحديث" . 
 

بداءة كانت الكلمة  لممثل لمركز تواصل الثقافات بالرباط "فريد بندلة"، ، قدّم فيها ملخصا عن أعمال الندوة الأولى للهايكو التي نُظمت بالرباط في يوليوز2015، ومُعرّفا بمركز تواصل للثقافات وبأنشطته في مجالات ثقافية متعددة في مختلف ربوع الوطن.
 

بعده قدّم رئيس الجلسة عبد القادر الجموسي نبذة عن الشاعر"بانيا ناتسو إيشي" الذي يُعد من أبرز شعراء الهايكو المعاصرين والذي تُرجمت أعماله إلى أكثر من عشرين لغة. الشاعر "بانيا ناتسو إيشي" قدّم محاضرة في موضوع: تجديد الهايكو وتصوره لخصائص الهايكو الحديث، مستشهدا بنماذج مختلفة من القصائد لشعراء يابانيين.، ثم ورقة الشاعر العراقي المقيم بلندن "عبد الكريم كاصد"، التي من خلالها تصوراته عن شعر الهايكو في مفهومه الأوسع وأفقه المفتوح، ثم مدارسه المختلفة، مبرزا أهمية تحرر الهايكو من الوزن والقافية وهيمنة موضوع الطبيعة عليه، ومشيرا أيضا لمشاكل الترجمة من اليابانية- اللغة الأصل- إلى لغات أخرى. ليينتهي  إلى أن كل قصيدة هايكو هي عالم أصغر يحتوي على عالم أكبر من الإشارات. 
 

 كما  ساهم الكاتب "مراد الخطيبي"بمداخلة عنونها بـ: شعر الهايكو بين اختزال اللغة، وعمق الصورة-نصوص سامح درويش نموذجا-. وقد أوضح في البداية مكانة شعر الهايكو التي بدأت تأخذ حيّزا مهما في الثقافة والأدب العربي، ومُقدّما نبذة تاريخية عن شعر الهايكو، ليخلُص إلى قدرة الشاعر سامح درويش على توصيل المشهد ووصفه بأقل عدد من المفردات ببراعة ودون إطناب.
 

 الكاتب "نور الدين ضرار أثت الندوة بورقة وسمها  بـ "تمثل قصيدة الهايكو بين اتساع الرؤية وضيق العبارة." تناول من خلالها مفهوم ومعنائية شعر  الهايكو ومايفيض به من جماليات وأبعاد فنية، مؤكّدا على أن الهايكو هو من أرقى أجناس الكتابة الإبداعية ضمن دائرة التعبير الانساني ثم استعرض بعدها مساراته الشخصية في مسرّات الهايكو. . وفي ختام الجلسة الأولى استمع الحضور إلى شهادة الشاعرة المغربية "هدى بنادي"، عن تجربتها الشخصية مع قصيدة الهايكو. ثم فُتح المجال لمناقشة مفتوحة حول ما قُدّمه المشاركون في تأطير الندوة من وجبات.
 

أما الندوة الثانية فقد ساهم فيها كل من الباحث جمال الفزازي بورقة حول الانطولوجيا المغاربية التي أشرف عليها حيث قد قراءة في متنها وخصائصها ، في حين شارك الشعر والباحث المقيم في اليابان عبدالقادر الجوسي بورقة عنونها بـ" الهايكو العربي :قراءة في المتن " ، وهي خلاصة بحث في موضوع المثاقفة العربية اليابانية من خلال شعر الهايكو والمعبر عن الأدب الياباني اليوم ،والتي تتبع فيها مدى تفاعل العرب من شعراء ومفكرين ومترجمين مع شعر الهايكو.
 

أما د. فؤاد عفاني فساهم بقراءة في الحوار المطول الذي أجراه محمد عضيمة مع شاعر الهايكو، هايجين اليابانيبانيا ناتسو ايشي  ،وقد تخللت الندوتين قراءات شعرية ساهم فيها مجموعة من شعراء الهايكو وضيوف الموكب الادبي مغاربة وعربا وأجانب.
 

الجمعة 15 يوليو 2016  كانت غارة لشعراء الهايكو على شاطئ السعيدية ورأس الماء ،ومساء  اليوم نفسه وبدار السبتي تم تقديم وتوقيع الكتب الصادرة عن " الموكب الأدبي " تساوقا مع عازف الاوكورديون ، ثم فقرات من الطرب الغرناطي ، وبذلك  يحرص الموكب الأدبي على تدوين اللحظة، ذاكرة للهايكو المغاربي والوطني  والعالمي والمحلي، لتكون للهايكو ذاكرة  ومتنا للمهتمين والدارسين .
 

صبيحة السبت16 يوليو 2016  أطلق الموكب من خلال غارته الثانية الإعلان عن الدورة " صفر" لمسرج جرادة الذاكرة العمالية المنجمية، حيث تتبع الحضور مسرحية من تشخيص الطفولة الواعدة لهذه المدينة الهامشية والمهمشة .
 

وفي الطريق لتكفايت تمت زيارة تعاونية تكفايت، حيث جرى تقديم جوائز قيمة وتشجيعية على التلميذات المتوفقات بدار الطالب "بتكفايت"، في جو من البهجات الموغل في إنسانيته.
وفي "تكفايت"  تم افتتاح منحوتة " ضفدع باشو"، ثم استراحة بمقاهي الماء ، وفي المساء كانت السهرة الفلكلورية والفنية المحلية، وأغاني فرقة الضفادع الساخرة ، كما كان لضيوف وأصدقاء الموكب الأدبي وجمهور وجدة العريض  مع الموسيقى الأندلسية  أثثها الفنان  Michal Abitan .. وذلك احتفاء بروح التعايش بين الثقافات والديانات التي طبعت مدينة وجدة الألفية على مر القرون.
 
* أديب وإعلامي من المغرب. 

منقول من قاب قوسين ..

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً