الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
نافذة - صالح بحرق
الساعة 14:28 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


بعد انقضاء أيام العيد اطل من نافذة البيت الخشبية المتهالكة عيدانها القديمة الطراز والشكل والاطار وشعر للتو انه يمتلك شيئا ثمينا لا احد يمتلكه من الناس 
فان كان الناس يمتلكون الملابس الجديدة وهو لم يمتلك شيئا البتة منها فانه يمتلك هذه النافذة
وفي صباح اليوم التالي غسلها حتى بدت جميلة تقطر فرحا
واستبشارا
وتمنحه الفرح الذي غادره في العيد
وكلما اقبل عليها في ذهابه وايابه يحييها يحيي زخارفها البديعة التي لاتشبه اي نافذة
ويحيي صمودها
فيفرح وينسى الحزن ويرى صورته وايامه معلقة على جنباتها
ومن فتحاتها في المساء يغازل القمر والشفق
والطريق
والمسافة...
اصبحت له هذه النافذة ملاذا من التشرد وغدت تواتيه الافكار الرائعة
وبدأ يخطط لمشاريع صغيرة ويقول كيف استطاع هذا الفنان الماهر صنع هذا النافذة
لماذا لااكون مثله ماهرا؟
لماارزح تحت نير الفقر؟
وبدأ باول مشروع صغير ونجح فيه وانتقل الى وثاني مشروع ونجح فيه
واشترى جميع النوافذ القديمة وقام بمحاكاتها
حتى امتلأ بيته بالنوافذ الخشبية الرائعة
التي لاتشبه اي نوافذ في المدينة
وفي يوم جاءه احد التجار والقى نظرة على النوافذ اختار تلك النافذة القديمة الاولى لكنه رفض بيعها حاول التاجر اغراءه بالمال لكنه لم يقبل بل شعر بالحزن على فراقها وكيف له ان يبيعها وقد فتحت له افاق النجاح
وخرج التاجر حزينا لانه لم يظفر بحاجته
اما هو فقد احتضن نافذته حلمه الاول وغسلها بدموعه
والفرح يغزوه من كل مكان..

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً