الاثنين 18 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الجمعة 15 نوفمبر 2024
اجتماع أوروبي لبحث عملية خروج بريطانيا "الطويلة والمعقدة" من الاتحاد
الساعة 19:41 (الرأي برس - BBC)

يعقد وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي اجتماعا السبت في برلين للتباحث في تبعات القرار التاريخي للبريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي، الذي يبدو أنه سيكون "طويلا ومعقدا".

يعقد وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي اجتماعا السبت في برلين للتباحث في تبعات القرار التاريخي للبريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي.

ووسط تعبير عن الحزن ودعوات إلى الهدوء، يقوم القادة والمسؤولون الأوروبيون بتعبئة لتكون العملية الانتقالية بعد خروج بريطانيا على أكبر قدر من السهولة.

وأعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتايمناير الجمعة أن نظراءه في الدول الست المؤسسة للاتحاد سيعقدون اجتماعا السبت في برلين.

ويستقبل شتاينماير نظرائه الفرنسي جان مارك إيرولت والهولندي بيرت كوندرز والإيطالي باولو جنتيلي والبلجيكي ديدييه ريندرز واللوكسمبورغي جان اسلهورن من أجل "التباحث في قضايا الساعة في السياسة الأوروبية"، بحسب بيان.

وأعرب شتاينماير عن الأسف لتأييد البريطانيين خروج البلاد من الكتلة الأوروبية بنسبة 51,9%، بحسب النتائج الرسمية مشيرا إلى "يوم حزين بالنسبة إلى أوروبا وبريطانيا".

وصرح إيرولت أن باريس وبرلين ستعرضان على شركائهما "حلولا عملية" لجعل الاتحاد الأوروبي "أكثر فعالية" لكن "من دون الدخول في بناء هيئات كبيرة".

ودعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي نددت ب"الضربة التي وجهت إلى أوروبا" وإلى "عملية التوحيد الأوروبية"، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الحكومة الإيطالي ماتيو رينزي إلى القدوم إلى برلين الاثنين. كما ستلتقي على حدة رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك.

خروج بريطانيا "لن يكون طلاقا وديا"

حذر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يكون "طلاقا وديا"، وطالب لندن بأن تقدم "على الفور" طلبها للخروج.

وصرح يونكر لقناة "آ إر دي" الألمانية مساء الجمعة "لن يكون طلاقا وديا لكنه لم يكن أيضا علاقة حب قوية".

وأضاف يونكر "لا أعرف لماذا تحتاج الحكومة البريطانية للانتظار حتى تشرين الأول/اكتوبر لتقرر ما إذا كانت سترسل طلب الخروج إلى بروكسل. أريد الحصول عليه فورا".

وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أعلن الجمعة بعد فوز مؤيدي خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي أنه سيستقيل من منصبه وسيترك إلى خلفه مهمة التفاوض مع بروكسل حول شروط خروج البلاد، ملمحا إلى أن السلطات ستحاول المماطلة لأطول مهلة ممكنة.

وحمل رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز بشدة الجمعة على كاميرون، واصفا ب"المخزي" قرار استقالته في تشرين الأول/أكتوبر وليس غداة الاستفتاء، وبأنه وعندما أعلن في 2013 عزمه على تنظيم استفتاء حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أو خروجها منه "رهن قارة بأكملها من أجل مفاوضاته التكتيكية".

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عملية طويلة ومعقدة

تواجه بريطانيا والاتحاد الأوروبي وضعا غير مسبوق بعد قرار البريطانيين الخروج من الكتلة الأوروبية، يرغمهما على بناء علاقة جديدة فيها الكثير من أوجه الغموض، بعد زواج استمر أكثر من أربعين عاما.

في ما يلي عرض للمسائل المطروحة، من القاعدة القانونية لطلاق محتمل، إلى القضايا التي ستطرح في المفاوضات الجديدة التي سيترتب على بروكسل ولندن خوضها:

رد فعل الاتحاد الأوروبي

بدأت سلسلة من الاجتماعات بين المسؤولين الأوروبيين منذ صباح الجمعة والجميع يشدد على ضرورة أن تبدأ لندن "بأسرع ما يمكن" إجراءات الخروج. ويبدو أن لندن تستعد لمواجهة في هذا الشأن. فقد أعلن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أن هذه المفاوضات سيتولاها خليفته الذي من المتوقع أن يتولى مهامه في الخريف.

 الإطار القانوني

نصت المعاهدات على آلية للانسحاب من الاتحاد الأوروبي أدرجتها في "بند الانسحاب" (المادة 50) الذي أقرته معاهدة لشبونة (2009). وتحدد الآلية سبل انسحاب طوعي ومن طرف واحد، وهو حق لا يتطلب أي تبرير.

وسيترتب على لندن التفاوض بشأن "اتفاق انسحاب" يقره مجلس الاتحاد الأوروبي (يضم الدول الأعضاء الـ28) بغالبية مؤهلة بعد موافقة البرلمان الأوروبي.

ولا تعود المعاهدات الأوروبية تطبق على بريطانيا اعتبارا من تاريخ دخول "اتفاق الانسحاب" حيز التنفيذ، أو بعد سنتين من الإبلاغ بالانسحاب في حال لم يتم التوصل إلى أي اتفاق في هذه الأثناء. غير أن بوسع الاتحاد الأوروبي ولندن أن يقررا تمديد هذه المهلة بالتوافق بينهما.

وأشار رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إلى أن "تشريعات الاتحاد الأوروبي ستظل مطبقة في المملكة المتحدة في ما يتعلق بحقوقها وواجباتها".

  "عشر سنوات من الغموض"؟

إن كانت آلية الطلاق موجودة، فهي لم تستخدم حتى الآن، ما يثير تساؤلات كثيرة حول المفاوضات التي سيترتب إجراؤها لتحديد علاقة جديدة، بعد أربعة عقود نسجت علاقات متداخلة ومتشعبة ربطت المملكة المتحدة بباقي الاتحاد الأوروبي.

هل يتعين تحديد هذه العلاقة الجديدة منذ اتفاق الانسحاب؟ أم يجدر إجراء المفاوضات على مسلكين منفصلين؟ يبدو الخيار الثاني مرجحا أكثر. كما يجدر بلندن تعديل تشريعاتها الوطنية لإيجاد بدائل عن النصوص الكثيرة الناجمة عن مشاركتها في الاتحاد الأوروبي، ولا سيما في مجال الخدمات المالية.

وأوردت الحكومة البريطانية في دراسة رفعت إلى البرلمان في شباط/فبراير "من المرجح أن يستغرق الأمر وقتا طويلا، أولا للتفاوض بشأن انسحابنا من الاتحاد الأوروبي، ثم بشأن ترتيباتنا المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي، وأخيرا اتفاقاتنا التجارية مع الدول خارج الاتحاد الأوروبي".

وتحدثت في الدراسة عن "فترة تصل الى عقد من الغموض" ستنعكس على الأسواق المالية أو كذلك على قيمة الجنيه الإسترليني.

  اختيار نموذج بين النرويج وسويسرا

السيناريو الأسهل يقضي بانضمام المملكة المتحدة إلى أيسلندا أو النرويج، كعضو في "الفضاء الاقتصادي الأوروبي"، ما سيمنحها منفذا إلى السوق الداخلية. لكن سيتحتم على لندن في هذه الحالة احترام قواعد هذه السوق الملزمة، بدون أن تكون شاركت في صياغتها، كما سيترتب عليها تسديد مساهمة مالية كبيرة.

ويقضي سيناريو آخر باتباع النموذج السويسري. لكن رئيس القضاة السابق في مجلس الاتحاد الأوروبي جان كلود بيريس الذي يعمل اليوم مستشارا رأى أنه "من غير المرجح أن ترغب بريطانيا في سلوك هذا الطريق".

وفي دراسة حول سيناريوهات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لفت إلى أن سويسرا أبرمت أكثر من مئة اتفاق مع الاتحاد الأوروبي في قطاعات محددة تستثنى منها الخدمات، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي غير راض اليوم على علاقته مع برن.

ومن الخيارات الأخرى المطروحة ابرام اتفاق تبادل حر مع الاتحاد الأوروبي، أو وحدة جمركية كما مع تركيا.. وقال بيريس إنه إذا لم يتم إبرام اتفاق، فإن بريطانيا "ستصبح ببساطة اعتبارا من تاريخ انسحابها، دولة خارجية بالنسبة للاتحاد الأوروبي، مثل الولايات المتحدة أو الصين".

وأيا كان السيناريو الذي سيطبق، رأى أن أمام لندن خيارين فقط: إما أن تصبح "أشبه ببلد يدور في فلك الاتحاد الأوروبي" أو أن تواجه "حواجز أعلى بين اقتصادها وسوقها الرئيسية".

  التبعات على البريطانيين في الاتحاد الأوروبي

ينبغي على لندن أن تفاوض حول وضع حوالى مليوني بريطاني يقيمون أو يعملون في الاتحاد الأوروبي، ولا سيما حقوقهم في التقاعد وحصولهم على الخدمات الصحية في دول الاتحاد الـ27 الأخرى.

وأفادت دراسة الحكومة البريطانية أنه "لن يكون بوسع مواطني المملكة المتحدة المقيمين في الخارج، وبينهم الذين تقاعدوا في إسبانيا، أن يضمنوا هذه الحقوق".

ولفتت الدراسة إلى أنه سيتم التفاوض بشأن كل من هذه الحقوق التي يحظى بها البريطانيون في دول الاتحاد الأوروبي على قاعدة المعاملة بالمثل لرعايا الاتحاد الأوروبي في بريطانيا.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص