الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
هبِّي جنوبَ صَبَا - طارق السكري
الساعة 12:20 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

هبِّي جنوبَ صَبَا
أوَّاهُ 
محترقُ الفؤادِ أنا .. 
ذراعي أيكةٌ 
غيمٌ
ظلالٌ 
وممرَّاتُ فراشةْ 
الصَّدى المقتول عيني 
والهتافات التي تركض في الأرضِ
انفلاقاتُ النغم 
جبهتي طُرُقُ الغواية 
وأنا من بدء تكويني .. قلم 
مغرمٌ .. أشعرُ مني شوكةٌ 
كلما حرّرتُ جرحاً 
دقَّ صدرُ العدمِ .

***
 

 

بينَ سَدَّيْنِ نَمَا طرفُ سعادْ 
مُشْبَعاً بالسِّحرِ 
والعمقِ 
وأسرارِ الطبيعةِ
والمطرْ 
فوقَ أقواس الجفونْ 
شُهُبٌ تكتبُ بالملحِ على ماء فؤادي 
والحجر 
: لا فكاكَ ولا جيادَ ولا مدادْ 
خفقَ البعدُ من الفقدِ 
كما تخفقُ أعلامُ البلادْ .

***
 

 

انفخي النارَ .. ومرِّي 
واقطعي الميلَ بصبرِ .. 
ودعي للحزنِ رجعي ونواحي
تحتَ أغلالِ القمر 
ودعي كفيك ينسربانِ في روحي 
كأنداءِ السحر 
ودعي أوجاعَ ظهركِ في طريقِ الشعرِ 
عينايَ المطرْ .

***
 

 

ربّاهُ .. 
وجهُ سعادَ لؤلؤةٌ ..
وأعماقي حياةٌ لا تشابهني 
أو قد تشابهني !
رياحٌ وبحارٌ وجبالْ 
وقرارٌ كسفرْ 
وشعاعٌ كحجرْ 
ونسيمٌ باردٌ يشبهُ أنَّاتِ المساقطِ والتِّلال . 

***
 

 

( يا أيها الليلُ الطويلُ : ألا انجلي ) 
الخيلُ مُسرجةٌ على طُرُقِ الرياحْ 
لا أنتَ مرتفعٌ ..
ولا الفجرُ الخصيبُ بمقبلِ 
هِبِّي جنوبَ صَبَا 
نزيلُكِ ملْهمٌ 
والغربةُ الوطنُ الوحيدُ لنا 
على هذي الرمالْ 
وهنا الشَّتاتُ يقينُنا الشامخُ في وجهِ الضلالْ
وهنا الإعصارُ يطرد عن حِمانا .. 
كلَّ أبطال الجبالْ
وهنا الوحدةُ والعزلةُ والفرقةُ والمنفى البعيد 
وهنا الوحشةُ والقفرُ الذي أمطرهُ شعراً 
ويمطرني جفافاً أو جليد 
وهنا يا حزنُ ..
كل ماشئتَ مني
فأنا .. برقُ الرماحْ 


الدمام - ١٩ أكتوبر ٢٠١٥

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً