الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
سورة النخل - عبدالإله الشميري
الساعة 13:13 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


لـلـنخل حــزنٌ يــواري لـونَـهُ الـسـعفُ
ولــلــمـداد فــــؤادٌ هــــدَّه ُ الــشـغـفُ

 

.
ولــي أنــا مــن مـقـام الـوجـد مـالهما
يــديــرنـي لارتــبـاكـي أيــنـمـا أقــــفُ
.

 

أبــكـي كـــأي حـبـيـبٍ قـــصَّ أضـلـعَهُ
سـيـفُ الـفـراق و لـكـن لـيـس يـعترفُ
.

 

مــبــلـلًا بــعـيـونـي كـــــل بـسـمـلـةٍ
تـعـبتُ دهــراً لـيـفنى عـنـدها الـصلفُ
.

 

لا وافـقـتـها الـمـواعـيد الـتـي انـتـثرت
ســدى ً عـلـيها ولا مـرتْ بـها الـصدفُ
.

 

كــأنَّ مِــنْ فـوقـهـا الأقــلامُ قـد رفـعت
لـمَّـا اسـتقرتْ وجـفتْ تـحتها الـصحفُ
.
.

 

يـقـول لــي صـاحـبي والـنـهرُ يـفـصلنا
عـــن ضـفـتـيهِ ضـبـابٌ مـالـهُ طــرفُ :
.

 

هــل لـلمُعنّى بـمن مـروا عـلى جـرفٍ
يـــدٌ تـنـاصـرهم إن غــيّـم َ الــجـرفُ ؟
.

 

وهــل لـهـم أن يـعوا لـمَّا انـتهوا صَـدَفَاً
عــن الـلآلـيء مــاذا قـالـت الـصَّـدَفُ؟
.

 

مَــروا خـفافاً عـلى الـمعنى, يُـلازمهم
خــوف ٌ ولـمـا تـجلى وجـهُه انـصرفوا!
.

 

انــظـر إلـــى الـمـاء ﻻ مـسُّـوا أنـامـلهُ
وﻻ ارتـمـوا فــي أغـانـيه وﻻ اغـترفوا
.

 

آثــارهــم لـــم تـــزل خــضـراء عـاريـةً
عــلــى مـجـسـاتـه يـنـتـابـها الــقـرفُ
.

 

ظـنـوا الـنـساءَ وظـنـوا الـنخلَ هـرطقةً
قـديـمـةً لـيـتـهم يـــدرون مــا اقـتـرفوا
.

 

إنْ أقــبـلـت مــــرةً أخـــرى قـوافـلـهم
تـكـاتـفـوا واقـتـلـوهم حـيـثـما ثـقـفـوا
.
.

 

بـيـن الـنـساء وبـين الـنخل كـم شـبه!
يــتــوهُ مــنـك لــديـه قـلـبـك الــدنـفُ!
.

 

لا تــتــخـذ حــيــطـةً لــلأمــر يـافـطـنـاً
لـيـس الـوجوهُ الـمعاني , إنـها الـنطفُ
.

 

كــم مــن فـتـاة ٍ عـلـى فـسـتانها أثــرٌ
لـنـخـلة ٍ مـــا لِـــرام ٍ عـنـدهـا هــدفُ!
.

 

وكم على المشتهى من نخلة ٍ حفرت
حــضـارةَ امـــرأةٍ والــنـاس ُ مـاعـرفـوا!
.

 

سـلم عـلى النخل واصعد من ضمائره
إلـــى ارتـبـاكك عــلّ الـسـرَّ يـنـكشفُ
.

 

ولا تَــغُـرَّكَ مَـــنْ فـــي طـرفـهـا حـــورٌ
وقـلـبُـها حَـيـزَبـونٌ .. طَـلـعُـها حـشـفُ
.
.

 

سـلِّمْ عـلى الـنخلِ وافتح للنساءِ فضا
ء قــلــبٍ .. هـــوى إنـسـانُـه الــخـزفُ
.

 

لاتـرتـبك واتـخـذ مَــن : (كـربـلاء ) لــهُ
أمٌّ و أخـتـاه ُ : (سـامـراء) و (الـنـجف)
.

 

ومِــن بـنـات الـثـريا .. كــل َّ مـسـعرة ٍ
حــربـاً وإن ْ راودتـــكَ الـعـبـلةُ الـنـصفُ
.
.

 

و مـــا انـتـهـينا مــن الأمـثـال نـضـربُها
إلا ولــــي عــنـدهـا قــلــبٌ ومــزدلـفُ
.

 

ولــــي كــتــاب ٌ مـبـيـنٌ كــلـه حــكـمٌ
أذود عــنــه إذا مـــا أوشـــك الـتـلـفُ..
.

 

لــي نـخـلةٌ فــي سـمـاء الله بـاسـقةٌ
يــدلـلاهـا لــــديَّ : الــعــزُّ و الــشـرفُ
.

 

حـصـيـفةٌ مـــن صـبـاهـا مـثـل آلـهـة ٍ
قـطـافُـها عـــن قـطـاف الـكـل يـخـتلفُ
.

 

تـــدري إذا مــلـتُ عـنـها قـيـد أنـمـلة ٍ
مـن أيـن يـؤكلُ قـبل الـطعنة الـكتفُ
.

 

وتـرتـمي فـي دمـي شـوقاً .. ألـملمهُ
وفـرحـتـي بــصـداه فـــوق مــا أصــفُ
.

 

سـلم على النخل كُن مثلي بلا أسفٍ
إذا تـجـمـهر فـــي أعـمـاقـك الأســفُ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص