الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
استحضار هتلر ونابوليون في النقاشات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
استحضار هتلر ونابوليون
الساعة 00:02 (الرأي برس - وكالات)

يعكس قيام السياسي البريطاني بوريس جونسون، باستحضار هتلر في حملته لإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حدّة النقاشات حول هذا الموضوع، قبل ستة أسابيع من الاستفتاء الذي سيقرر المستقبل الأوروبي للمملكة المتحدة.

إلا أن هذا الاستحضار قد يفسّر أيضاً برغبة جونسون، رئيس البلدية السابق للندن، بتسلّم رئاسة الحكومة، خلفاً لديفيد كاميرون، حسب ما يرى بعض المحللين.

وقال جونسون، المتحمس جداً للخروج من الاتحاد الأوروبي، لصحيفة “صنداي تلغراف” “نابوليون وهتلر، وغيرهما كثر، حاولوا القيام بذلك (توحيد القارة الأوروبية)، وفي كل مرة كانت الأمور تنتهي بشكل كارثي. إن الاتحاد الأوروبي ليس سوى محاولة جديدة في الإطار نفسه، ولكن بوسائل مختلفة”.

ودفع هذا الكلام “حزب العمال” إلى اتهام المطالبين بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بأنهم “ابتعدوا عن المعايير الأخلاقية”، واتهم الحزب جونسون بانه بات بتصريحاته المتطرّفة يشبه المرشح الجمهوري الأميركي دونالد ترامب.

ووصفت صحيفة “الغارديان” الاثنين كلام جونسون بأنه “شائن ومستفز″، في حين دعت صحيفة تايمز إلى “إبقاء هتلر خارج كل هذا الأمر”.

في حين قال جو توايمن، مسؤول الأبحاث السياسية والاجتماعية في مؤسسة يوغوف لاستطلاعات الرأي، إن هذا الكلام المتطرّف لجونسون أبعد ما يكون عن “الهفوة أو الخطأ”، معتبراً أنه “موقف محسوب واستراتيجي، لأن جونسون يعتقد أنه سيساعده في هدفه” لجذب الناخبين البريطانيين.

وتابع توايمن أن الهدف من هذا التصريح بثّ الخوف، والموازنة مع السيناريوهات الكارثية التي يهوّل بها المعسكر المقابل، في حال الخروج من الاتحاد الأوروبي، والتأكيد بأن “المعسكر المطالب بالبقاء داخل الاتحاد الأوروبي لا يملك وحده الحق الحصري بإخافة” الناخبين.

التبسيط لكسب الاهتمام
وقال كاميرون الأسبوع الماضي إن الخروج من أوروبا سيعيد القارة إلى الحرب، ما دفع الكثيرين إلى انتقاده بشدة.

وتتوقع حكومة كاميرون، على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، أن تكون سنوات ما بعد الخروج صعبة، وصبّت مواقف صندوق النقد الدولي، ومصرف انكلترا المركزي، وحتى الرئيس الأميركي باراك أوباما في السياق نفسه.

وتفيد مؤسسة “وات يوكي ثينكس″، التي حسبت معدلات ستة استطلاعات للرأي أجريت خلال الفترة الأخيرة، أن المعسكرين متساويان تقريباً.

وقال ستيفن فيلدينغ أستاذ التاريخ السياسي في جامعة توتينغهام إن “المنافسة محتدمة جداً، وقرّر الطرفان تقديم وجهات نظر متطرفة”.

وقال بول تاغارت، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ساسكس، إن هذا الملف المعقد يبرر أيضاً حدة النقاش حوله.

وأضاف “لا بدّ للمعسكرين تبسيط تاريخ معقد لجعله أكثر جذباً”، ودفع الناخبين إلى المشاركة في الاستطلاع في الثالث والعشرين من حزيران/يونيو المقبل.

إلا أن استراتيجية المزايدة الحادة لدى بوريس جونسون توحي أيضاً بأنه يريد تحقيق هدف شخصي يتمثّل بالحلول مكان كاميرون في رئاسة الحكومة في حال فوز “لا” في الاستفتاء.

ويبدو أن استحضار الحرب العالمية الثانية وهتلر موضوع يستسيغه المسنّون في الحزب المحافظ، الذين لا بدّ من الحصول على دعمهم من أجل تحقيق حلمه بتسلم رئاسة الحكومة، حسب ما يقول فيلدينغ.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص