الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
روسيا تأمل إعلان هدنة "خلال ساعات" تنهي العنف في حلب في شمال سوريا
حمص سوريا
الساعة 19:06 (الرأي برس - وكالات)

اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اثر اجتماعه الثلاثاء مع الموفد الدولي ستافان دي ميستورا في موسكو، انه يأمل في اعلان عن وقف الاعمال القتالية في مدينة حلب في شمال سوريا التي تشهد تصعيدا عسكريا متواصلا “خلال الساعات القليلة المقبلة”.

ويأتي هذا التصريح في خضم حركة دبلوماسية نشطت خلال الايام الاخيرة في ظل مقتل عشرات المدنيين نتيجة خروق للهدنة المعلنة منذ 27 شباط/ فبراير. وتسبب قصف متبادل الثلاثاء بين قوات النظام وفصائل المعارضة في حلب بمقتل اكثر من 15 مدنيا، بحسب مصادر متعددة.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع دي ميستورا، قال لافروف عن وقف اطلاق النار “آمل أن يتم الاعلان عن مثل هذا القرار في وقت قريب، ربما حتى في الساعات القليلة المقبلة”.

واضاف ان “المحادثات بين عسكريين روس وأمريكيين في شأن اعلان وقف اطلاق النار في مدينة حلب تنتهي اليوم”، مشيرا الى انه “سيتم خلال الايام المقبلة في جنيف انشاء مركز تنسيق روسي – اميركي للتدخل السريع في حال خرقت الهدنة”.

واشاد دي ميستورا الذي التقى امس وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بالهدنة التي رعتها موسكو وواشنطن، ووصفها بانها “انجاز ملحوظ”، داعيا في الوقت ذاته القوتين العظميين لان تقدما “لنا جميعا المساعدة لضمان عودة هذه العملية الى مسارها”.

ورعت موسكو وواشنطن اتفاق وقف الاعمال القتالية الذي شهد خروقات متتالية تصاعدت خطورتها منذ 22 نيسان/ ابريل في مدينة حلب، عاصمة سوريا الاقتصادية سابقا.

واسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسومة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل اكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.

وكان دي ميستورا اعلن الاثنين اثر لقائه وزير الخارجية الاميركي جون كيري في جنيف انه “يجري الاعداد لآلية افضل لمراقبة وقف اطلاق النار”.

اما كيري فاعتبر ان النزاع في سوريا بات “خارجا عن السيطرة”. وقال “سنحاول في الساعات المقبلة معرفة ما اذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق، ليس فقط لإعادة العمل باتفاق وقف الاعمال القتالية، بل لإيجاد مسار نستطيع اعتماده” لكي لا تكون النتيجة وقفا لإطلاق النار ليوم او يومين.

وتحادث كيري هاتفيا الاثنين مع لافروف، واتفق الرجلان على “اجراءات جديدة” سيتخذها البلدان بصفتهما رئيسي مجموعة الدعم الدولية لسوريا، بينها الاعداد لاجتماع مقبل لهذه المجموعة.

في برلين، اعلنت وزارة الخارجية الالمانية ان بلادها ستستضيف الاربعاء اجتماعا يضم دي ميستورا والمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية رياض حجاب ووزيري الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت والالماني فرانك فالتر شتاينماير.

وقالت الخارجية في بيان “ستركز النقاشات على كيفية ايجاد الظروف المواتية لاستمرار مفاوضات السلام في جنيف وتهدئة العنف وتحسين الوضع الانساني في سوريا”.

-اليوم الاعنف

ميدانيا، تقصف الفصائل المقاتلة المعارضة منذ ليل الاثنين-الثلاثاء بشكل كثيف الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب، وبينها الموكاكبو والمشارقة والاشرفية وشارع النيل والسريان.

واسفر القصف عن مقتل 14 مدنيا على الاقل، بينهم ثلاث نساء جراء قذيفة صاروخية استهدفت مستشفى الضبيط للتوليد في حي المحافظة، وفق ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).

وقال مصور لوكالة فرانس برس في الاحياء الغربية ان “واجهة المستشفى تضررت تماما وتم اخراج جميع العاملين فيها والمرضى”.

واضاف “انه اليوم الاعنف” الذي تشهده الاحياء الغربية منذ بداية التصعيد العسكري.

وتحدث المرصد السوري عن 19 قتيلا وحوالى 80 جريحا في الاحياء الغربية.

واصيبت ست مستشفيات على الاقل في القصف في الجهتين الشرقية والغربية خلال الايام الاخيرة.

وتعرضت الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة الاسبوع الماضي لغارات جوية مكثفة نفذتها قوات النظام اوقعت عشرات القتلى بين المدنيين واثارت تنديدا دوليا.

واستأنفت الطائرات الحربية السورية ظهر الثلاثاء قصف الاحياء الشرقية، وبينها الشعار والصاخور والهلك، وفق ما افاد مراسل لفرانس برس.

وقتل في الغارات الجوية مدنيان اثنان، وفق الدفاع المدني.

وكانت الاحياء الشرقية شهدت هدوء طوال الليل وخلال الصباح قبل ان تتجدد الغارات.

واعلن الجيش السوري في بيان ان “المجموعات الارهابية المسلحة من جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الاسلام وغيرها من التنظيمات الارهابية الاخرى قامت بهجوم واسع من عدة محاور في حلب”، وان “قواتنا المسلحة تقوم حاليا بصد الهجوم والرد المناسب على مصادر النيران”.

واكد مراسل فرانس برس وقوع معارك عنيفة على محاور حي جمعية الزهراء في غرب حلب.

وتزامن التصعيد في حلب مع انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة في 27 نيسان/ ابريل في جنيف والذي تخلله انسحاب الهيئة العليا للمفاوضات احتجاجا على انتهاك الهدنة.

وتبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية في حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة بوقف اطلاق النار، مثلها مثل تنظيم الدولة الاسلامية.

لكن مدينة حلب كانت مدرجة بين المناطق المشمولة باتفاق وقف الاعمال القتالية لدى الاعلان عنه. ووفق المرصد السوري، فان “اليد العليا في مناطق المعارضة ليست لجبهة النصرة برغم وجود مقاتلين منها في المنطقة”، لكنها لا تسيطر على الاحياء الشرقية.

واوقع النزاع السوري منذ 2011 اكثر من 270 الف قتيل وخلف دمارا هائلا وادى الى نزوح نصف السكان داخل وخارج البلاد.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص