الاربعاء 25 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
طفل القدر - حامد الفقيه
الساعة 17:15 (الرأي برس - أدب وثقافة)


زاحمت الأفكار عقلها الذي ظل يعيش واقعاً كما يقال عنه خيالياً . تسرح إلى أزهار الحدائق, وزغردة العصافير على الجداول . تبتسم بطرب , وتحيك بإبرتها خيوط أحلامها الباسمة .
صوت الأب يقرع أذنيها (غرفتك هي دنيتك ..... وجنتك). ويذهب حاملاً مفاتيح (سجنها) بيده .
تغسل جدار غرفتها بعينيها ، تنظر إلى فراشتها المحببة , كيف تلبس ألوانها المفضلة , وترتدي البنفسج في جناحيها , وتلف جسدها الرشيق باللون الوردي الفاتح .
• أحسدك أيتها الفراشة . وبما أنك ما زلت ملكي فأنا سعيدة ؛ لأن جمالك من جمال نفسي.
يقبل الليل ليلبس العالم ثوبه الثقيل المصفد بالسواد ؛ فتفرح (سُها) للحظة المساواة بينها وبين الناس مما جعلها تبتسم لقدوم الليل , وتجرجر لسانها شاكرة الليل المنصف :
• (شكراً عدالة السماء .... أنا في شوقٍ إليك) .
تبقى في مناجاة الليل , وهو سلوتها , ولحظة ندائها يستلقي جسدها الممشوق على السرير؛ فيهتز كردة فعل الخائف أمام غنجها الفاتن... تضطرب أعصابه المترابطة بعضها ببعض , وتلقي (سُها) النظر حول شباك غرفتها الوحيد.
صفير ريح تلك الليلة أشبه بشبابة الرِعاء ؛ لأن شباك غرفتها قد ثقبت زجاجَه حجرُ طفل الجيران ذات يوم (قبل عامين) فأرعدت (سُها) عليه بسخطها ؛ فذهب إلى بيته ناظراً لها بعين القهر .
أما هذه الليلة فقد تمنت أن ترى ذلك الطفل لتغزل له قبلة شُكر لصنيعه.. وتوصله رسالة حلمها الذي أصبح (فارسه) .
بات ثقب الشباك هو خيط اتصالها بالعالم من حولها , فصباح كل يوم يغازلها قرص الشمس فتنظر إليه بحياء فيه سحر قاتل .
صفير ريح المساء يموسق لها أغنيتها المفضلة (لتلتوي) بجسدها حول نفسه في دلال فاتن .
تنظر كل يوم في ثقب الشباك علّهُ يكبر ...
ترسل رسالة إلى طفل الجيران عبر الشباك , فحواها : (ترى كم صار عمرك بعد مرور عامين ) ؟ .
وتناجيه :-
(هيا افتح ثقب الشباك أكثر..أيا طفل القدر ).
13/7/2007م

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً