الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
حريق يدمر منزل الشاهد الرئيسي في إحراق منزل عائلة دوابشة في الضفة الغربية
عائلة الداوبشة
الساعة 01:00 (الرأي برس - وكالات)

 اندلع حريق ليل السبت الأحد في منزل الشاهد الوحيد في الحريق المتعمد، الذي أودى بحياة أفراد عائلة دوابشة في قرية دوما الفلسطينية الصيف الماضي.

استيقظ ابراهيم دوابشة وزوجته ليلاً بسبب دخان كثيف داخل منزلهما في دوما، القرية التي أصبحت رمزاً لممارسات المستوطنين المتطرفين في شمال الضفة الغربية المحتلة، بحسب شهود عيان.

ونقل دوابشة وزوجته إلى المستشفى في حالة صدمة، وما زالا غير قادرين على الكلام، بحسب ما أكد بشار، شقيقه الذي يقيم في الطابق السفلي للمنزل لـ “وكالة فرانس برس″.

وقال بشار “قرابة الساعة 1,30 فجراً تقريباً، سمعت زوجة أخي تطلب المساعدة، وصعدت إلى الأعلى، ووجدتها مغطاة ببطانية بينما كان أخي يرتدي ملابسه عند الباب وكانت النار مشتعلة”.

وكانت رائحة الحريق تفوح صباح الأحد داخل الشقة الصغيرة بينما تفحّمت الجدران، وتناثرت شظايا زجاج النوافذ في كل مكان.

وفي غرفة المعيشة أصبحت الكراسي البيضاء سوداء اللون، بينما دمرت غرفة النوم، التي ألقيت داخلها الزجاجات الحارقة، وأحرق الأثاث.

وتجمع سكان القرية المصدومون عند المنزل، بينما تفقد مسؤولون محليون حجم الأضرار التي لحقت به.

وكان متطرفون يهود أضرموا النار في منزل عائلة سعد دوابشة في 31 من تموز/يوليو الماضي.

وأسفر الحريق عن مقتل الرضيع علي دوابشة (18 شهراً)، وإصابة سعد وريهام بحروق بالغة سرعان ما فارقا الحياة بعدها متاثرين بها.

ولم ينج من الحريق سوى الطفل أحمد (5 سنوات) الذي تلقى علاجاً لأشهر في مستشفى إسرائيلي قرب تل ابيب.

وقال سكان في القرية إن حريق منزل الزوجين الشابين، الذي يقع بجوار منزل سعد دوابشة، يحمل صفات هجوم مماثل.

وأضاف أقرباء للزوجين أنه تم تحطيم نافذة ليلاً قبل أن يجتاح دخان كثيف المنزل.

ومن جانبه، أكد العقيد مالك علي، مدير الدفاع المدني في مدينة نابلس القريبة أن “هذا الحريق بفعل فاعل. الزجاج مكسور من الخارج وهناك مادة سريعة (الاشتعال) موجودة في المكان”.

وبالنسبة لسكان القرية الصغيرة، فإن مستوطنين إسرائيليين يقفون وراء هذا الهجوم.

وقال نصر دوابشة، شقيق سعد دوابشة، إنهم “أرادوا توجيه رسالة إلى العائلة وإلى القرية أن على هذا الشاهد أن يختفي”.

وأشار دوابشة إلى أن هناك جلستين مرتقبتين للمحكمة الإسرائيلية في 12 و 13 من نيسان/أبريل المقبل.

وتابع “أرادوا أيضا إيصال رسالة للشعب الفلسطيني أن كل فلسطيني يريد أن يوثق أو يشهد على جرائم الاحتلال، فإن مصيره سيكون مماثلاً لمصير سعد وابراهيم دوابشة”.

إرهاب منظم

وذكرت الشرطة الإسرائيلية أن ابراهيم دوابشة نقل إلى المستشفى.

ويؤكد سكان القرية أن هذا الأسلوب، وهو نفسه الذي استخدم في تموز/يوليو، عندما ألقيت زجاجات حارقة من النافذة، يحمل بصمات متطرفين إسرائيليين.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إنه “سيتم التحقيق في كل الفرضيات”، ورفضت ترجيح احتمال أن يكون الحريق متعمداً.

وصرح جهاز الشين بيت للأمن الداخلي في وقت لاحق أن نتائج التحقيق تشير إلى أن “دوافع هذا الحادث ليست قومية”.

وأضاف “النتائج التي جمعها حتى الآن من الموقع لا تشير إلى هجمات تخريبية متعمدة نفذها يهود”.

ومن جانبها، أكدت نائبة محافظ نابلس عنان الاتيرة “هذا يؤكد أن هناك إرهاباً منظماً تقوم به عصابات المستوطنين برعاية ودعم وحماية من جنود الاحتلال”.

ومن جهته، حمل صائب عريقات، أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، “الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن الجرائم في دوما”، مؤكداً أن على الدولة العبرية “إدانة المسؤولين عن مقتل سعد ورهام وعلي دوابشة”.

بدوره دان روبرت بايبر، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية “بشدة” الهجوم، الذي قال إن منفذيه هم “متطرفون يهود مشتبه بهم”.

وقال إن إسرائيل “ستحقق في الحادث بسرعة وبشكل كامل” وأضاف أن السماح “بمثل هذه الأفعال يزيد من الكراهية والعنف”، ولن يؤدي سوى إلى “المآسي الشخصية، ويدفن أي احتمال للسلام”.

وينتهج المستوطنون المتطرفون سياسة انتقامية تعرف باسم “دفع الثمن”، تقوم على مهاجمة أهداف فلسطينية، وكذلك مهاجمة جنود في كل مرة تتخذ السلطات الإسرائيلية إجراءات يعتبرونها معادية للاستيطان.

وتشمل تلك الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية، وإحراق سيارات ودور عبادة مسيحية وإسلامية وإتلاف أو اقتلاع أشجار زيتون.

ونادراً ما يتم توقيف الجناة.

وكان القضاء الإسرائيلي وجّه في كانون الثاني/يناير الماضي التهم إلى عميرام بن اوليل (21 عاماً)، المتحدر من شيلو، المستوطنة الواقعة في شمال الضفة الغربية المحتلة، وإلى قاصر في ال17 من العمر تهمة التآمر لقتل عائلة دوابشة.

وأثارت هذه القضية صدمة شديدة لدى الفلسطينيين، واستنكاراً لدى شريحة من الإسرائيليين وزادت من حدة أجواء التوتر.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص