الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
مسرحية "بيت العنكبوت" الجزء الثاني من المشهد الأول - عبدالله الإرياني
الساعة 10:52 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


عتيقة    : وعلمهم أضعف من كتن بيتنا..هل تعرف ليش؟ 
مودف    : ( يحك..ساخرا )..ليش؟!
عتيقة    : أنت قلت: غصبا عنك.
مودف    : ( مطرقا يفكر ) غصبا عني؟
( تدخل بشرى ( 20) عاما..زوجة ابنهم فرج..تقف ناكسة حزينة.)
عتيقة    : أهلا بزوجة ابني فرج..هل تذكر يوم أسميته فرج؟
مودف    : أذكر.
عتيقة    : كنت مستبشرة أن الله سيفرج علينا من الكتن..وزادت الكتن.
مودف    : الاسطوانه المشروخه.
عتيقة    : وهل تذكر يوم زف لنا فرج بشرى حبه لبنت جميله اسمها بشرى.
مودف    : ( يحك بملل ) أذكر..أذكر.
عتيقة    : وكانت البشرى أن زادت الكتن..مودفين كابر عن كابر.
بشرى    : ( تحك..بغيظ مكتوم ) أنا، أم بيتكم؟
( يدخل فرج اللحظة..لا هثا.)
فرج    : بشرى؟!
بشرى    : ( ساخرة ) بشرى؟! سمعت ما قالت أمك.
فرج    : ما قالت؟!
بشرى    : البشرى زادت بعدي الكتن.
عتيقة    : لم أقصد يا بنتي.
بشرى    : ( متجاهلة ) تذكر يوم التقينا أول مره.
فرج    : وهل أنسى ذلك اليوم؟ أحببتك من أول نظره، لحظة ما لمحتك عيني على شاطئ البحر.
بشرى    : وأنا لا أنكر..أحببتك من أول مره.
فرج    : وعرضت عليك الزواج.
بشرى    : قلت لي حينها: وسانقلك إلى عالم الحداثة: السيارة..ووووو الصالون الجديد.
فرج    : وهل كذبت؟
بشرى    : لم تكذب لكنها بدون معنى ( تحك )..والكتن.
فرج    : أجمل إجازة في حياتي عندما ذهبت وأبي إلى بيتكم وخطبناكِ.
بشرى    : ذكرتني ببيتنا القريب من البحر..متواضع لكنه مرتب، وأثاثه بسيط لكنه أنيق..والآن.؟
فرج    : والآن؟!
بشرى    : نقلنا له الكتن، وأمك قالت..قالت..
فرج    : قالت؟
بشرى    : أسأل أمك.
عتيقة    : ( تحتضن بشرى ) فهمتيني غلط.
بشرى    : غلط وأنت قلتي: كنت البشرى؟!
عتيقة    : وقلت عن انتصار، وفرج..كلكم أولادي.
بشرى    : هما من بطنك، أما أنا وكأني جلبت لكم النحس.
عتيقة    : وهما إذاً جلبا لنا النحس.
بشرى    : هما أم أنا؟
عتيقة    : كلكم أولادي.
بشرى    : ونقلتها يا فرج من هنا إلى بيت أبي.
فرج    : البيت واحد، هنا وهناك.
بشرى    : ( تحك ) وأنا لا أريد الاثنين.
فرج    : هل تذكرين أيام الخطبة؟
بشرى    : أنا أريد بيت بدون كتن، وأنت تريد أيام الخطبة..تتجاهلني، فهل ما زلت تحبني؟
فرج    : أحبك..أحبك.
بشرى    : فلمَ تجاهلت إرادتي؟
فرج    : الأول نتذكر أيام الخطبة، ثم إرادتك.
بشرى    : لماذا؟
فرج    : ستحرق المفاجأة.
بشرى    : المفاجأة؟!
فرج    : نعم.
بشرى    : ( ترمقه بعين شاردة )..هيا نتذكر.
فرج    : تذكرين ونحن نتمشى على شاطئ البحر.
بشرى    : أذكر.
فرج    : وأنا أهمس بأذنك: أنتِ حبي الأول، والأول لا يموت أبدا.
بشرى    : رديت عليك: لا شيء يدوم.
فرج    : رديت عليك: إلا الحب الأول.
بشرى    : رديت عليك: الموت حق.
فرج    : رديت: نموت ولا يموت حبنا الأول.
بشرى    : سألتك: كيف؟
فرج    : يعيش في جينات أولادنا.
بشرى    : سألتك: وإذا لم ننجب أولادا؟
فرج    : يبقى أثر خالد موسوما على موجات البحر، قمم وبطون الجبال.
بشرى    : سحرتني حينها بكلامك.
فرج    : وأنا كنت، وما زلت مسحورا بجمالك ونبرات صوتك.
بشرى    : ( ترمقه بعين حالمة ) فهل آن الأوان لننجب..جينات الأولاد أجمل في حياتنا.
فرج    : قريبا ستمتنعين عن حبوب منع الحمل.
بشرى    : قريب ؟!
فرج    : وهنا المفاجأة.
بشرى    : هيا..شوقتني.
فرج    : حصلت على سيارة صالون آخر موديل.
بشرى    : من أين ؟
فرج    : مش مهم..والمفاجأة الثانية: سأنتهي من بيتنا الفخم بعد عام..بدون كتن، وتحيطه حديقة واسعة.
بشرى    : فتح الله عليك ونحن في بيت الكتن؟!
مودف    : بس خلاص نفذ صبري.
عتيقة    : وأنا لم ينفذ، سمعت كل ما دار بينهما.
مودف    : وأنا ( يحك ) ولا سمعت شيء؟!
عتيقة    : المودف: لا يسمع، لا يرى، ولا يتكلم..يحك وبس.
مودف    : جرحتيني.
عتيقة    : جرحك معك..وخلينا نسمع كيف فتح الله عليك؟
مودف    : أنا ؟!
عتيقة    : هههه على المودف!..أنت يا فرج.
فرج    : أفرحي لي يا ماه وبس
عتيقة    : مجرد سؤال يا فرج: كيف فتح الله عليك؟
فرج    : بدون سؤال.
عتيقة    : لا حول ولا قوة إلا بالله.
فرج    : لا حول.؟
عتيقة    : كنا نردك فرجا على بيتنا، فكنت لنفسك بس.
فرج    : لن أنساكم: أمي وأبي..زغردي يا أماه.
عتيقة    : ومستغربة!
فرج    : لا غريب إلا الشيطان.
عتيقة    : يا شيطان!
فرج    : أبنك..حبيبك.
عتيقة    : أدلعك.
فرج    : شكرا..يا قرة عيني.
عتيقة    : ومستغربة.
فرج    : ( بغيظ مكتوم ) طيب ليش؟
عتيقة    : بعد أكثر من ثلاثين سنه، كلها تعب وشقاء ما معنا إلا هذا البيت ذي ورثه من جدك..وسيارة
              قديمه..والكتن، وأنت يا شيطان بلمح البصر.
فرج    : الحمد لله..أفرحي لأبنك أفرحي.
عتيقة    : الحمد لله..( تحدجه بنظرة جديدة )..وقلي يا فرج قلي.
فرج    : أأمريني.
عتيقة    : ولا مره أبصرتك تحك..سبحان الله ومن يوم كنت بحضني أرضعك من صدري.
بشرى    : صحيح يا فرج ليش ما تحك؟
عتيقة    : ومرتك ذي ذي تنام معك على سرير واحد شاهده.
فرج    : هههه أخيرا ذكرتم؟
عتيقة    : نعم..ما كنت أبصر في أبني إلا الشاب الوسيم، والأمل في أن يخلصنا من الكتن.
فرج    : وأنا لم أكن أبصر في أمي إلا زوجة المودف..المسكين.
عتيقة    : ليتك أبصرت المودف المحترم..الصابر..المحتسب.
مودف    : ( يكاد يجهش بالبكاء ) والمودف بابنه.
بشرى    : بس خلاص..ولماذا لا تحك؟
فرج    : ............................
عتيقة    : جاوب على السؤال..فرج ابني حبيبي في كل حال.
فرج    : صحيح يا ماه.
عتيقة    : صحيح..جاوب.
يتبع

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص