- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
البارحة اصابتني موجة غثيان و صداع ، لم يتقبل جوفي اي شيء ، كلما تناولته طردته سريعاً ، عمتي اخبرتني بسرور ، انها ستصبح جدة ، كانت منتشيه وهي تقول ذلك ، وكنت في غاية الارهاق والقلق ، مخافة ان يكون الامر حقيقيا واني صرت احمل في احشائي انثی !
عندما كنت في الثالثة عشر من عمري ، اتی والدي بعيد مغيب الشمس ، كنت متأهبه احضر له وعاء فيه قليلا من الماء ، كي يغسل يديه قبل تناول العشاء ، لكنه اليوم لم يجلس قرب الباب الی جوار الموقد كالعادة ، بل قصد مكان نومه وهو الجزء الداخلي من المكان الذي نسكنه ، في الواقع بيتنا هو عبارة عن صالون طويل ، النصف الداخلي المظلم منه هو مكان النوم ، علی الارض هناك عدة فرش تستلقي علی قطعة مهترئة من الحصير ، والی جوارها حقيبة قديمة ، اخرجها والدي من الكويت بعد ازمة الخليج ، ولكنها لا تزال تجمع شتات ثيابنا جميعاً ، وفي النصف الاخر نقضي بقية يومنا ونطبخ في الزاوية قرب النافذة الكبيرة التي يمكنها تصريف الدخان والتعب .
ناداني والدي بصوت خافت ، غير جهوري كعادته ، وكأنه يريد ان يخبرني سرا ، لبيت النداء وقصدت ابي علی ضوء "النواره" الباهت ، كانت خطواتي مرتبكة متعثره بافكاري عما هناك ، جالت في خاطري عدة امور ، لقد اطعمت المواشي جيدا ، واحصيت عدد الدجاج قبل ان اغلق عليها باب القن ، عندما وصلت كان ابي جالسا علی الارض مقرفصا ، ما ان شاهدني امامه بهيئتي المتعبة واطراف شعري غير المرتبة تبدو واضحة في الضوء خلفي ، حتی ضرب الارض بكفه ، طالبا مني الجلوس الی جواره ، كان الامر غريبا حقاً ، ولكني كنت متأكده من ان امرا ما هناك ، جلست جوار ابي ، ولا يزال عقلي في حالة توهان عما يريده مني ، ما ان استقر جذعي النحيل جواره ، حتی وضع ابي يده علی كتفي ، وضمني اليه ، يا إلهي ، كان امرا في غاية اللذة والعذوبة ، نادرا ما كان ابي او اي احد من اخوتي يفعل ذلك معي ، بعد ضمة ابي تلك ، التي تمنيت لو انها طالت الی الابد ، وجدت ابي يدير وجهي نحوه ، و يهمس بكلام ، قال لي جملة لم ولن انساها الی الابد ، اخبرني قائلاً : "حميد ولد عمك يريد يدك ، قده وقت تستتري " .
لقد حان الوقت كي استتر ، هذا ما قاله ابي ، مالذي كان عار مني كي استره ؟ لا اتذكر شيء رافق حياتي بين ابي واخوتي ولاحقا هذا الوحش المسمی زوجي سوی الاحتشام ، من الممكن ان اغفل عن اي شيء سوی هذا الامر ، لانني ببساطة مجرد عورة ، ايا كان ، سألني ابي ما رأيي ، واجبت بجملة مقتضبه بحجم حرية الفتيات في القرية ، وهي نفس الاجابة تقريباً التي تقولها كل من جاءها "الستر" ، قلت له وانا مطأطاة راسي : انت اخبر .
بعد ثلاثة ايام كن بنات الحي يتحلقن حولي ، يصفقن ويرقصن ، وانا ارتدي فستان اخضر اللون ، ذو ذيل طويل ، كنت سعيدة بذلك الفستان اكثر من اي شيء اخر ، كانت فترة طويلة قد مرت لم اقتن فيها ثيابا جديدة ، كل ما كنت ارتدي كانت ترسله لي خالتي من عدن ، وهي جميعا ثياب مستعملة لبنات خالتي ، الآئي لم يتسن لهن حضور العرس ، كون والدي مستعجل اتمام الامر سريعاً .
خير البر عاجلة ، بهذا العبارة اغلق ابي الباب في وجه النقاش حول حميد وتصرفاته الرعناء ، والتي كان بعضها تجاه والدي نفسه ، ولكن ربما ان والدي تغاضا عن كل شيء ، وربما صار ممتن لحميد ، لانه اسدی له خدمة جليلة وقرر ، ستر "عورة" ابي واخوتي .
في اليوم التالي ، كنت امشي بترنح ، بين ذراعي ابي واخي الاكبر ، و زغرده النسوة ، وطقطقه اصوات البنادق ، التي افزعتني حد نسيان فرحتي بفستاني الاخضر ، كان حميد يقف امام باب بيتهم وعليه عقد من الفل وفي يده سلاح ، والدته الی جواره تحمل في يدها "مبخره" يتصاعد منها الدخان العبق ، تقدم حميد بعد ان افرغ ما في جوف سلاحه من رصاص ، وقبل رأس والدي ثم اخذ مكان اخي الاكبر ، وصرت بين يديه ويدي ابي ، كانت يده تلتف علی خاصرتي ، خانقة عنق طفولتي المنقوصة الی الابد .
بعيد ساعات كانت هنالك مشكلة ، كادت تتحول لفضيحة ، حضر ابي وامي علی اثرها ، كنت قد تعرضت لنوبة توتر وبكاء كادت تطيح بكل شيء ، بعد ان اغلق حميد باب الغرفة علی كلينا وتقدم نحوي ، الرعب هو ما يمكنه وصف شعوري حينها ، اتی ابي وامي كي يخبراني ان علي ان اكون قوية ولا اخاف ، عليه ان ينجز مهمته هذه الليلة ، ويجب ان تعلم القرية كلها ، انه حصل علی ما بين فخذي ، واني شريفة ، كأن مهمتنا في الحياة هي اثبات اننا صالحين وشرفاء ، لا اعلم اي قلوب يحمله هؤلاء البشر ، ثلاثة عشر عام وهم يمنعوني من الاحتكاك او التفكير بالرجال ، بوصف لقيانا خطيئة قاتلة ، وتركت المدرسة لذلك ، ثم بين ليلة وضحاها ، يريدان مني ان استرخ في حضن رجل دخلت للتو بيته ، وان افتح له ساقي ، وكأني قطة ستهز ذيلها اذا قدمت لها الحليب .
كانت تلك الليلة المشؤومة ، بداية مشوار مرهق لكل فتاة في القرية يغدو مشروع اقترانها برجل ، عملية تخلص سريعة من فضلة زائدة علی حياة اهلها ، اذ تتحول من عار تم التخلص منه ، الی مصنع لانتاج ذات العار ، وعليها من الان ان تتحمل ادانة عارها "وعار" ما تنجبه ايضا ، لماذا ينجبون العار اذن ؟
يا ايها الذي في احشائي ، اذا كنت انثی لا تأت ارجوك .
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر