الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
قراءة في السرد القصير في نصوص أمين عكاشة - علي أحمد عبده قاسم
الساعة 12:41 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

اولاً النصوص:

 

أحلام
كان همها أن تطير ، بدأت تفرد للفرح جناحيها  ، تلهو مع بعضها ..تتلاعب بظلها ..حينئذ رمقتها عينان مفترستان ، أطبقتا على جسدها الرقيق ، انتزعتا منها أحلاماً نابضة.

 

انزواء

فَكّرَ يوماً أن يكتب مجموعة قصصية ،كان مطالب بها خلال عشرة أيام ، فقرر أن يعتكف في غرفته .. بدأ يستجلب أفكاره ؛ فاستعصت عليه كل فكرة ..جال ببصره حول غرفته ، أوصد بابه ، أحكم إغلاق النوافذ ، رأى ثقباً ضئيلاً يدخل ويخرج منه صرصار ، انزعج وأخذ ورقة مُلقاة ..لفها باصبعه حتى تجعدت وسد بها الثقب ..تناهى لمسمعه أصوات  قريبة ، فتح النافذة ، صاح بأطفال الحارة : 
- هيه إذهبوا  ، كُفوا عن اللعب اخلوا المكان بسرعة . .
بينما هم  لايحسبون له أي حساب ..
 لكنه رغم ذلك أغلق النافذة وهو يقول :   الآن سأستريح .
جلس مثل ساحر يستحضر زبانيته ، ويتمتم داخل غرفته المظلمة ..
لكن لاجدوى   ..لن يهتدي لأية فكرة ..
إنتهى اليوم الأول دون قصة ، وانتهى اليوم الثاني أيضاً دون قصة  ...وهكذا مضت تسعة أيام وهو منزوٍ  داخل غرفته مهموم بقصة ..
وفي يومه العاشر ضاق به المكان والزمان ، فخرج إلى الشارع المجاور يائسا من قلمه ، قانعاً من كتابة حرف واحد ..
لكنه مجرد أن قرع بقدميه أرضية الشارع ، وزج بجسمه وسط زحمة الناس  ، أوجعته لكزات أكتاف الماره ؛ فحدق نحوهم صامتاً .
فجأة ازدحمت في فكره عشرات القصص ، وللتو جذب القلم ، وصار يرصد عناوين مختصرة ، وهو واقف وسط زحمة الشارع يستقبل مزيد  من اللكزات ..
لكن الفاجعة صعقته عندما أحس أن الوقت امتشق سيفه ، وقطع أفكاره المرصودة كهامش  وحال بينه وبين الفترة المحددة ..

   

ثانياً القراءة: 

 

إذا كان الانزواء يعني الانعزال والانطواء 
والخلوة بالذات فان عنوان القصة تناسب من حيث تأزم الفكر والذات وتأزم الفترة 
فحين وصف النص أزمة الذات قال (فكر أن يكتب .قرر أن يعتكف .يستحلب أفكارر) وهذا ضيق في الزمن والمكان ممايحعل الذات منزوية في ذاتها وحيرتها باحثة عن مخرج وحل (جال ببصره .استعصت أفكاره.
ولكي يزيد النص من التشابك مع المتلقي 
فإن ضيق الزمن والمكان يبحث عن حل ووصول للغاية وهذه حبكة وصراع أفضت الى قوة النص فكانت النتيجة ( خرج الشارع المزدحم ) وهنا تعارض مع العنوان انزواء لكن النص يتلافاه في قوله( لكزات المارة )ليحاول العودة للعنوان 
وبوصف السارد متقن لحبكة النص فان السرد عاد للسيف وللوقت ليصل لغايته (امتشق سيفه وقطع أفكاره وحال بينه وبين الفترة المحددة) 
لغة كانت متقنة بشكل سردي جاذب 
مضمون يرسم أزمة وضيق في الزمن والمكان 

نهاية النص مدهشة والسارد تمكن خلق قصة قصيرة جدا تررسم عالم وصراع المنحز والحلم
العنوان لم يختزل مضمون النص بوصف العنوان اختزال للنسيج الداخلي فالخروج للشارع أخل بشئ من العنوان وإن كان الشارع مزدحما ضيقا 
وصف النص أزمة في الزمن وزحمة في المكان وضيق في الزمان والمكان 
العنوان ضيق أفضل  من انزواء  من وجة نظري ﻷن ملازم للذات وللمكان وللفضاء السردي.

 

أحلام نص اﻷلم ونص الاغتيال
(كان همها أن تطير
بدأت تفرد جناحيها
تلهو مع بعضها
تلاعب ظلها) من خلال االسرد في حكي القص يلحظ دلالات 
١ حداثة السن وفتوته
٢ خيال اﻷحلام تفرد . تلهو

٣معانقة الحياة والطيش والسرور باحتضان المستقبل وامتلاك حق بممارسة تشبه الامتلاك. وكل هذه الاشارات تدل على حب الحياة وحداثة السن الذي يشير للعمر وهو منتصف العقد الثاني 
وياتي التناقض في (رمقتها عينان) وهذا تصيد وترصد والعينان بالنكرة جاءت للعموم والتعمية فهل هي عينان حاقدة حاسدة أم عينان مخادعة استغلت طيش واحلام البطلة لتوقعها في فخ ذئب كل هذا محتمل
وكان السرد مخاتل ورقيق ساخر ( اطبقتا على جسدها الرقيق وانتزعتا منها أحلاما نابضة) فالاطباق بشبه الموت وانتزعتا يحيل لقوة مستغلة 
فالعنوان يحيل لعموم ومعادل موضوعي لإمراة بعينها وشابة مستغلة ومغتالة  من وحش كانت العينان وسيلتين للتصيد وللخضوع وللموت
النص مدهش بمفارقة موجعة 
النص سريع العبارات 
النص رائع.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً