الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
حضور الفكر العربي - محمد الغربي عمران
الساعة 13:35 (الرأي برس - أدب وثقافة)


العرب مهتمون بالقتال والصراع على السلطة والمال، أما الثقافة والإبداع فنستطيع أن نقول بأن ما يبرز لهو فردي أو من خلال منظمات إبداعية أهلية.
20151223]

 

الأبرز هذا العام ظاهرة الصوت العالي والجريء. أن تفكر بصوت عال دون خوف هذا جديد الوطن العربي.. ثم هناك سيل من الأعمال الإبداعية والفكرية الجريئة التي لم تكن لتظهر إلا بصعوبة لولا ما حدث من ثورات في الوطن العربي.. قد تكون لتلك الثورات سلبيات عدة.. لكن قيم شتى طرأت بفضلها.. وأبرزها في المجال الفكري والإبداعي.
جديد الحياة العربية والثقافية ضمنا ذلك الشعور العارم وتلك الرغبة العارمة بالحرية.

 

أما حصة النساء من المساهمة الأدبية فلو اعتبرنا أن تلك النسبة التي صدر لكاتبات وزيادتها سنة بعد أخرى مقياس.. ثم تلك الأعمال التي وصلت إلى قائمة البوكر القصيرة، إضافة إلى عدة مؤشرات أخرى لأدركنا أن المرأة تتقدم سنة بعد أخرى إبداعيا. وفي السنوات الأخيرة كانت المؤشرات أكثر إيجابية على كافة الأصعدة.. وإن كنت لا أميل مع مصطلح أدب نسوي.
أنا متفرغ للكتابة ولديّ متسع من الوقت للقراءة. ولذلك قرأت هذا العام أكثر من خمسين كتابا. من بينها: البيت الأندلسي ورماد الشرق للجزائري واسيني، نادي السيارات للمصري علاء الأسواني، أيضا من الروايات الست لجائزة البوكر أربع جيدات، وروايات أخرى. وعدة كتب في فن ونقد الرواية، وأخرى في التاريخ اليمني ومذكرات لرحالة جابوا الجزيرة العربية. لكنني للأسف لم أقرأ ديوان شعر.
أفضل الروايات التي قرأت هي رواية “الجنقو” للسوداني عبدالعزيز بركة ساكن، ولليمني طلال قاسم رواية “رواية الواحد”. وهناك رواية نرويجية مترجمة “إله الصدفة” رائعة.. وروايات أخرى.

 

في المؤلفات النقدية والفكرية قرأت لميلان كونديرا ثلاثيته “فن الرواية”، و”الوصايا المغدورة”، و”الستار”، و”نهاية اليقين” لاستيفن تشان. ثم “أحداث عشتها في اليمن” للفرنسية لسوسيل فيفرييه، و”اليمن واليمنيون في ذكريات دبلوماسي روسي” لأوليغ بيريسيبكين، وكتاب “ابن الأمير وعصره” لمجموعة من الكتاب، وفي هذه الكتب وجدت الكثير من المعارف الجديدة حتما.
أما الكاتب الذي خيّب أملي هذا العام فهو يوسف زيدان في روايته “محال” قرأتها مؤخرا، وكانت أقلّ من عادية.

 

الكاتب الذي تألق هذا العام هو شكري المبخوت صاحب رواية “الطلياني”. رواية رائعة رغم ما قيل حول جودتها. وأيضا مذكرات الرئيس اليمني الراحل الإرياني.
هناك العشرات من الروايات العربية الرائعة، ومنها الصاعدات إلى قائمة البوكر. الرواية العربية وصلت إلى أوج ألقها في السنوات الأخيرة. بينما للأسف لا يوجد عرض مسرحي عربي لفت انتباهي. حضرت في القاهرة عدة عروض وللأسف مبتذلة وسطحية. أتابع ما تنشره الصحف عن بعض العروض في المغرب. وأجزم أن المسرح العربي في أسوأ أحواله.

 

ولو كنا سنتساءل عن التنمية الثقافية العربية فللأسف العرب مهتمون بالقتال والصراع على السلطة والمال. أما الثقافة والإبداع فنستطيع أن نقول بأن ما يبرز لهو فردي أو من خلال منظمات إبداعية أهلية. الأنظمة منشغلة بالخوف على بقائها في السلطة أو في الصراع الذي نتابعه بين أجنحة الساسة والتيارات الدينية. ومع ذلك أرى بأن قيما برزت وأضحت حقيقة نعيشها. وأبرزها الجرأة وعدم الخوف والتفكير بصوت عال.
 

وما نقوله في المسرح نقوله في السينما فهي في أزمة ومن يحضر بعض عروض الأفلام الجديدة سيدرك مقاطعة الجمهور قاعات العروض، نتيجة أن معظم الأفلام لا تحمل جديدا فنيا ولا ما يجذب الجمهور. ولازالت رهن المحلية موضوعيا.
بخلاف ذلك نجد أن الفكر العربي بات يحتل مكانة متقدمة أفضل من سنوات خلت. من يتابع تلك الإصدارات الفكرية يدرك أن الغد يعد بالأكثر. الثورات حركت الجامد، وأطلقت العنان لما يمكن أن يعتمل في الذهن. وسندرك أثر ذلك بعد سنوات.

 

وهذا لا يعني أن الثقافة العربية أنتجت سؤالا عربيا مشتركا. هناك حراك فكري كبير نتيجة للقمع والاستغلال والكبت، كان ردة فعل واسعة في جميع الاتجاهات، وما تلك التيارات الدينية التي طفت على السطح إلا نتاج كبت سنوات وسنوات، وطفو تلك الجماعات احتضار، لأنها خرجت في سطوع شمس قوية للفكر الآخر الذي يخطو بتمهل وسيــكون لـه حضور قوي خلال سنوات قادمة.
 

روائي من اليمن

منقولة من صحيفة العرب.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً