الاربعاء 25 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
الشجـــرة - صابر حجازى
الساعة 21:53 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

 

 

عرفتها قوية صلبة، تمتلئ عيناها بتحدٍ غريب ، فى مقتبل العمر، ربما فى وسط العشرين ،
وقـفـتها داخل (الكشك الخشبى) الذى تبيع فيه الشاى والسندوتشات للسائقين الذين يتخذون من الساحة الأمامية (لـلكشك) موقفا لسياراتهم ، تغمرهم بالضحكات والسمر ، ومن خلال تعاملهم معها لاحظت انهم يقدرونها .

 

كانت ..هى و الشجرة التى تحضن فروعها (الكشك) فتنشر الظلال كأنهما كيان واحد يجذب السائقين للمكان ..
هكذا الحال فى كل يوم أثناء ذهابى وعـودتى من العمل أراها ...وأسال نفسى :-
- ماذا يدفع واحدة مثلها لذلك ؟ مادامت جميلة لمَ لم تتزوج وتلقى بعبء الحياة عنها ؟
ام هل تراها تعمل لكي تعول أولادها ؟
الكثير والكثير من الأسئلة تدور بذهنى ؛ ربما إشفاقا عليها ، أو إعجابا بها ؟!
ولكن طبيعة عملي لا تسمح لي بأن أتقرب منها لأعرف الإجابة .

وذات صباح كنت فى طريقى إلى العمل ، فوجدت (الكشك ) مغلقا على غير عادتها ؟
وهى حادثة غريبة لم تحدث من قبل ؟
قلت لنفسي : ربما تأخرت فى النوم ،
زاد من عجبي أننى عندما عدت من العمل وجدت ( الكشك) مغلقا أيضا ؟
وفى اليوم التالى كان الحال كما هو ، ومرت عدة أيام و(الكشك) مغلق .

وأثناء عودتى اليوم من العمل لم أستطع مقاومة فضولي الشديد والملح لأعرف السر.
فذهبت إلى أحد السائقين وسألته عن (الكشك) ،
فكانت إجابته غاية فى الغرابة ،

قال : ألم تلحظ اختفاء الشجرة التى كانت خلف ( الكشك) ، تنادينا لظلالها من حرقة الشمس فى هذا الميدان الواسع ؟

نظرت إلى هناك وبالفعل كانت الشجرة مقطوعة .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً