السبت 28 سبتمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 26 سبتمبر 2024
خالد مشعل: البيئة الطبيعية لتثبيت التهدئة مع إسرائيل هي حل مشاكل غزة الخمس
خالد مشعل
الساعة 19:18 (الرأي برس - وكالات)

كشف رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، خالد مشعل، أن الاتصالات الخاصة بجهود بعض الوسطاء، ومن بينهم الرئيس المستقيل للجنة الرباعية للسلام، توني بلير، للتهدئة في قطاع غزة، "تبدو إيجابية، لكنْ حتى الآن لم نصل إلى اتفاق".

وشدد مشعل في حوار مع جريدة "العربي الجديد" اللندنية، نشرته في عددها الصادر اليوم السبت، أنه أكد لبلير وغيره من الوسطاء أن هناك خمس مشاكل يعاني منها قطاع غزة، وأنه "إذا حُلّت، تصبح هناك بيئة طبيعية لتثبيت وقف إطلاق النار المبرم العام الماضي".

واعتبر "الكرة في ملعب إسرائيل"، محذرا من أن "أهل غزة لن يبقوا على هذا الحال وهم يموتون موتاً بطيئاً مع الاستفزازات الإسرائيلية"، مشددا أن حلّ مشكلة غزة، "ملف عاجل لا يقبل الانتظار".

ورفض ربط اتفاق التهدئة المحتمل بأعمال المقاومة في الضفة الغربية، أو بملف الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حماس.

وعن الجهود الدولية لفك الحصار عن غزة، وجه مشعل شكره لتركيا "لأنّهم حريصون على رفع الحصار عن غزة" ، كما لفت أن "القطريين كانوا أول من بادروا بخطوة عملية جريئة، بإدخال مواد الإعمار إلى غزة والبدء بمشاريع الإعمار".

وحول الجهود الجارية للتوصل إلى تهدئة في القطاع، ومدى صحة التسريبات التي تتحدث عن ملامح اتفاق بوساطة توني بلير، قال مشعل "بلير وغيره طرحوا فكرة تهدئة"، وبيّن أن "بعضهم طرح الحديث عن هدنة، وبعضهم تحدث عن تهدئة، وبعضهم تكلّم عن بعض الإعمار أو بعض المدد الزمنية". مشيراً أن رد حركته كان مختصراً، ومفاده أن "مشاكل غزة لا بدّ أن تحل".

وفصّل مشعل مشاكل غزة الخمس على النحو التالي "الإعمار وضرورة الإسراع به، ورفع الحصار وفتح المعابر، وحل مشكلة خمسين ألف موظف، وإنشاء ميناء ومطار، وتأهيل البُنى التحتية من مياه وكهرباء والطرق والمجاري وغيرها".

وأردف قائلاً "قلنا لهم إذا حُلّت مشاكل غزة، تصبح هناك بيئة طبيعية لتثبيت وقف إطلاق النار الذي جرى العام الماضي بعد الحرب الصهيونية على غزة، هذا هو موضوع التداول، ولا يوجد أي بُعد آخر"

ورأى مشعل أن ما دفع الأطراف الإقليمية إلى التحرّك، هو "الخشية من أن تتحول غزة إلى قنبلة متفجرة"، فيما اعتبر "بعض الأطراف القريبة أو البعيدة (لم يسمها)، راهنت على أن ترك أزمات غزة من دون حلّ سيحوّلها إلى انفجار في وجه حماس، فاكتشفوا أنّ الأخيرة صامدة وأنّ الحاضنة الشعبية للمقاومة حاضرة"، بحسب تعبيره.

وأكد أنه سيتم "التعامل إيجاباً مع من يعرض حل مشاكل غزة، طالما أنّ ذلك لن يتم على حساب المصلحة الوطنية ولا على الثوابت الوطنية ولا حقوق شعبنا ولا على وحدة غزة والضفة كوحدة وطنية فلسطينية في إطار السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية".

وبشأن تقييمه لحصيلة الاتصالات، قال مشعل "تبدو حتى الآن إيجابية، لكننا لم نصل إلى اتفاق بعد"، كما حذّر من الاستفزازات الإسرائيلية ضد غزة والضفة الغربية، المستمرة منذ إعلان التهدئة ووقف إطلاق النار صيف العام الماضي، مؤكداً في الوقت ذاته أنه "من مصلحة الجميع حل مشاكل غزة".

وأكد مشعل أنه يريد التوصل إلى حل "في ظل شراكة وطنية فلسطينية"، وشدد أن حركته "لا تريد دويلة في غزة ولا تريد دويلة ممسوخة، وإنما تريد المشروع الوطني".

وفي رده على سؤال بشأن تصريح ياسين أقطاي، مستشار رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لصحيفة الرسالة، التي قال فيها إنّ المفاوضات حول مرمرة تسير بشكل متداخل مع مباحاثات حماس حول التهدئة، قال مشعل "زرتُ أنقرة قبل أيام والتقيت الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، والمسؤولين الأتراك، ونحن دائماً على تواصل. لديهم (الأتراك) قضية مع الإسرائيليين في ظل جريمة إسرائيل في قتل مواطنيهم على أسطول مرمرة الذي كان يريد فكّ الحصار منذ البداية، وأبلغَنا الأتراك، مشكورين، أنّهم يشترطون في حلّ أزمتهم ليس فقط رد اعتبار دماء وحق تسع شهداء، بل رفع الحصار عن غزة، وهذا الأمر مشكورون عليه.. كما أنّ هناك تفاصيل، هم أعلم بها وهذا الأمر يخصّهم، لكننا نشكرهم لأنّهم حريصون على رفع الحصار عن غزة".

وأردف "أما في ما يتعلق بالتحركات الإقليمية، فهي لا تزال في إطار البحث، ونحن نصرّ على أن تنتهي كل مشاكل غزة وينتهي الحصار الآن.. هل هناك علاقة أو لا يوجد علاقة في مباحثات الإخوة الأتراك، قلت في هذه الزاوية، ما يتعلق برفع الحصار فقط، أمّا قرارهم فهو شأنهم ولا نتابع التفاصيل".

أما بخصوص الجهود القطرية، في المبادرات الدولية الجارية لحل أزمة القطاع، قال مشعل "القطريون أول من بادروا بخطوة عملية جريئة بإدخال مواد الإعمار إلى غزة والبدء بمشاريع الإعمار، ولعلّ ذلك هو الذي أحرج الأطراف الدولية وأشعرهم بأن الانتظار لا يجدي، وهناك إمكانية لخطوات عملية".

ورفض مشعل ربط اتفاق التهدئة المحتمل بأعمال المقاومة في الضفة الغربية، أو بملف الجنود الإسرائيليين المأسورين لدى حماس، مشيرا أن ربط التهدئة بوقف المقاومة في الضفة "غير مقبول على الإطلاق.. لن تتوقف المقاومة حتى انتهاء الاحتلال والاستيطان".

وتابع "الضفة الغربية تعيش احتلالاً واستيطاناً، وفيها عدوان، وهناك أسرى عظماء في السجون يعانون، وبعضهم مضرب عن الطعام ويكاد يموت.. هناك تهويد وهناك مساس بالمسجد الأقصى، كل مبرّرات المقاومة موجودة في الضفة الغربية".

وكشف مشعل أن إسرائيل دعت عبر بعض الوسطاء، إلى بحث ملف أسراها (إسرائيل) في سياق حل مشاكل غزة، مؤكداً أن حركته رفضت ذلك رفضاً قاطعاً، معتبراً أن "حل مشاكل غزة مسار، والتفاوض من أجل الإفراج عن أسرانا وأسيراتنا في سجون الاحتلال مقابل الجنود الأسرى في غزة، مسار آخر".

وتابع "نصرّ على مطالبنا، وأهمها أن تفرج إسرائيل عن أكثر من خمسين أسيرا ممّن أعادت اعتقالهم من محرري صفقة شاليط (صفقة تبادل أسرى أجراها الطرفان عام 2011) وقبل أن تفرج عنهم، لا حديث عن مفاوضات جديدة لتبادل الأسرى".

وعن توصيفه للعلاقة مع السعودية، قال "العلاقة مع السعودية علاقة قديمة، وككل العلاقات تمرّ في ظروف مختلفة.. لكن الحمد لله، كانت لنا زيارة هامة للمملكة أواخر رمضان، وكانت هناك بعض الالتباسات التي تمت معالجتها، ولا نزال نعالجها واتفقنا على بداية استئناف صفحة جديدة تتضمن التفاهم والوضوح والشفافية، بما يخدم المصلحة الفلسطينية والمصلحة العربية والإسلامية".

وبشأن العلاقة مع مصر، أفاد "في السنتين الأخيرتين، كانت هناك أجواء غير طبيعية، إذ اتُّهمت حماس بمسائل غير صحيحة، بأنها تتدخل في الشأن المصري، وثبت للجميع أنها لم تتدخل.. هناك بداية تحسّن في العلاقة، ونحن حريصون على العلاقة مع مصر باعتبارها جار فلسطين والشقيقة الكبرى".

وبالنسبة لإيران، قال مشعل "لدينا علاقة تاريخية مع إيران،، هذه العلاقة لا تزال موجودة، لكنّها تأثّرت في السنوات الأخيرة بفعل الخلاف حول موضوع الأزمة السورية"، مضيفاً "ونتمنى أن تُحلّ (الأزمة السورية) بعيداً عن الدماء والصراع والاستقطاب الطائفي الكبير في المنطقة، مؤكداً أن "حقوق الشعوب هي الأساس".

وفي رده على سؤال بشأن ما إذا  تَحَدّد موعد زيارة روسيا، قال "بعد اللقاء مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في الدوحة، قدّم لنا دعوة كريمة لزيارة موسكو، استجبنا لها وننتظر ترتيب الموعد، إن شاء الله في أقرب فرصة".

وأكد مشعل أن مشروع حماس الأساس سيبقى متمثلاً في إنهاء الاحتلال، مشيراً أنه يتوجب التركيز حالياً على حلّ مشكلة غزة، باعتبارها ملفاً عاجلاً لا يقبل الانتظار.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص